أدّت مشاكل الطقس وتقلّبات المناخ في مناطق زراعية رئيسية في الولاياتالمتحدةوروسيا والبرازيل، إلى زيادة الأسعار العالمية للمواد الغذائية بنسبة 10 في المئة في تموز (يوليو)، بحسب تقرير للبنك الدولي، بعد تراجع دام ثلاثة أشهر، لكن الأسعار ما زالت متقلبة، وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) التي تتعقب أسعار المواد الغذائية. وأوضحت المنظمة أن معظم الزيادات في تموز حصلت في أسعار الحبوب والسكر، غير أنها أضافت أن الأسعار لم تماثل الارتفاع الذي حصل في منتصف 2008، حيث سجلت رقماً قياسياً لم يسجل منذ 30 سنة، وتزامن مع ركود اقتصادي عالمي. وارتفعت أسعار الذرة في الولاياتالمتحدة أكثر 23 في المئة في تموز، نتيجة لأسوأ موجة جفاف ضربت الولاياتالمتحدة منذ خمسينات القرن الماضي. ويذكر ان جزءاً من محصول الذرة يُستخدم علفاً للمواشي. وارتفعت أسعار القمح بنسبة 19 في المئة في روسيا بسبب حالة الجفاف، وزادت أسعار السكر بسبب هطول الأمطار في البرازيل والذي أعاق الحصاد، عِلماً أن البرازيل هي أكبر مصدر للسكر عالمياً. ومع تزايد عدد سكان العالم وارتفاع الدخل، وتوقع بأن مساحات الأراضي الزراعية لن تتزايد سوى بنسبة ضئيلة، تظهر حاجة لتلبية الطلب المتزايد على الأغذية عبر زيادة الإنتاجية، وفقاً ل «فاو» و «منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية». مبادرة وكانت مجموعة العشرين أطلقت خلال اجتماعها في لوس كابوس بالمكسيك في حزيران (يونيو) الماضي، مبادرة تهدف إلى تشجيع زيادة الاستثمار في الابتكار الزراعي. وفي الغرب الأوسط الأميركي، سلة خبز البلاد، هناك أمل في تحسين مواسم الحصاد الزراعية مستقبلاً في الحقول الذاوية. وتختبر شركات بذور، مثل «مونسانتو» و «بايونير»، أصنافاً جديدة من الذرة يمكنها تحمّل الجفاف عبر مساعدتها في سحب كمية أكبر من المياه من التربة. ويتوقع بعض العلماء أن يصبح الجفاف أكثر شيوعاً في أميركا الشمالية. وكان تقرير صادر عن برنامج الأممالمتحدة للتنمية أورد أن بمقدور الدول الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، أن تتخلص من انعدام الأمن الغذائي المستحكم ومن الاعتماد على مساعدات الغذاء، إذا تبنت سياسات جديدة. وفي حين شهدت هذه المنطقة من أفريقيا نمواً اقتصادياً واسع النطاق في السنوات الأخيرة، فإن الكثير من المكاسب لم يفضِ إلى تحسين الأمن الغذائي، وفقاً لتقرير «التنمية البشرية الأفريقية: نحو مستقبل من الأمن الغذائي». وأوضح التقرير أن ثمة حاجة لسياسات جديدة لمساعدة صغار المزارعين على إنتاج غلال أكبر وتحسين العناصر المغذية في الطعام، وزيادة القدرة على مجابهة التغيرات الجذرية في الطقس ومآسي الحروب، وتمكين النساء وفقراء الأرياف. وأطلقت مبادرة «التحالف الجديد للأمن الغذائي والتغذية» في اجتماع ل «مجلس شيكاغو للسياسة الخارجية» في أيار (مايو)، وتشمل 21 دولة أفريقية و27 شركة متعددة الجنسية، وترصد 3 بلايين دولار لانتشال 50 مليون إنسان من الفقر في أفريقيا بحلول العام 2022. وستطاول استثمارات زراعية مستحدثة، هي ثمرة هذه المبادرة، نشاطات الريّ وحماية المحاصيل والتمويل والبنى التحتية. وأفاد بيان حقائق ل «وكالة التنمية الدولية» بأن النمو الاقتصادي في أفريقيا، وبوجود الزراعة كمحرك قوي، يعمل على استحداث فرص عمل، وأن معدل عائدات الاستثمارات الأجنبية في أفريقيا هو أعلى من غيره في المناطق النامية.