غداة اللقاء الذي جمع الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري ورئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط في العاصمة الفرنسية باريس، أعلنت مفوضية الإعلام في «الحزب التقدمي الاشتراكي» في بيان أمس، أن «اللقاء يأتي بعد فترة انقطاع فرضتها ظروف المرحلة السياسية المنصرمة التي تلت انهيار ما سمّي بالمبادرة السورية - السعودية، التي اشتهرت بإسم ال «سين- سين»، وبعدما دفعت التطورات في اتجاه تأليف حكومة الرئيس نجيب ميقاتي نتيجة القلق من وقوع في الفتنة المذهبية وتلافياً لتداعيات صدور القرار الظني في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبعدما نقضت بعض الأطراف الداخلية اتفاق الدوحة». وأعلن البيان أنه «ساد اللقاء جو من الألفة والصداقة والأخوة، وأكد جنبلاط أن العلاقة النضالية والسياسية والصداقة التي تربطه بآل الحريري تبقى فوق الخلافات أو التباينات المرحلية، وهي تعود إلى أيام الرئيس رفيق الحريري، وتواصلت مع الرئيس سعد الحريري، وتميزت بجولات ومحطات نضالية كبيرة في سبيل سيادة واستقلال لبنان وقيام المحكمة الدولية لتحقيق العدالة». وأضاف أن «اللقاء شكل مناسبة للتداول في مختلف القضايا اللبنانية والمشاكل الراهنة وكانت الآراء متفقة في شكل كامل، وساد النقاش السياسي تفاهم حول العناوين السياسية الأساسية على الساحة اللبنانية. كما جرى التشاور في القضايا العربية والاقليمية، وكانت الآراء متطابقة لناحية تأييد الثورة السورية ودعمها بشتى الوسائل لأنها تعبّر عن تطلع الشعب السوري نحو الحرية والكرامة والديموقراطية ورفض حكم الظلم والاستبداد». وتناول اللقاء أيضاً وفق البيان، «عدداً من الملفات الداخلية، وتوقف جنبلاط عند موضوع سلسلة الرتب والرواتب التي هي قيد النقاش حالياً، مشدداً على أن إقرارها سيعطي نتائج عكسية عن مبتغاه في حال أقر في معزل عن الدخول في عملية جدية للاصلاح الاداري وتأمين الواردات المالية اللازمة لها، داعياً إلى إعادة النظر في الزيادات التي حصلت لبعض القطاعات لتأمين المساواة في الدخل بين مختلف الهيئات وتفادي التفاوت الفاضح في ما بينها». وشدد جنبلاط على أنه «لن يتوقف عند حملات التحريض الإعلامية المستجدة والتي تعبر، كما يبدو، عن عصبية بعض الأطراف الذين لا يقدرون معنى الصداقات السياسية ويتحولون أسرى مواقفهم المتحجرة»، رافضاً «الانزلاق للرد على أي من هذه الحملات المغرضة». وعلمت «الحياة» ان المقصود بكلام جنبلاط عن التحريض الاعلامي هو تلفزيون «المنار» (الناطق باسم «حزب الله»)، الذي كان أذاع نبأ لقاء جنبلاط بالحريري وألحقه بإعادة بث بعص ما نسب الى جنبلاط في وثائق «ويكيليكس» عن المقاومة و «حزب الله» عام 2006. وفي السياق، قال مستشار الحريري غطاس خوري في اتصال مع محطة «المستقبل» من باريس، ان اللقاء أزال ما تراكم من تأثير للمرحلة السابقة، معلناً أن الحريري يؤكد أن علاقته بجنبلاط «فوق التباينات». وأضاف أنه «جرى اتفاق سياسي واستراتيجي حول المسائل المطروحة في لبنان والمنطقة، ولم يتطرق اللقاء الى موضوع الحكومة بصفته تفصيلاً». وقال: «بدأ اللقاء بجلسة مصارحة وكأن الاتصال لم ينقطع بينهما، ولم تكن هناك معاتبة». وعما اذا تطرق اللقاء الى زيارة جنبلاط السعودية، قال خوري: «السعودية تعالج هذا الامر بطريقتها، وهي اعلنت انه ستكون هناك زيارة لجنبلاط للمملكة، لكن الامر متروك للقيادة السعودية التي سترى ما هو مناسب، والحريري يؤيد هذا اللقاء». وفي بيروت، توالت المواقف من لقاء جنبلاط - الحريري، إذ اعتبر وزير الاتصالات نقولا صحناوي أن «العلاقة كانت دائماً جيدة بينهما»، مستبعداً ان يؤثر ذلك في عمل الحكومة او مصيرها.وأعلن في حديث ل «صوت لبنان» أن «من يتكلم عن موت الحكومة سريرياً حالم». الى ذلك، استبعد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النيابية ميشال موسى أن يؤثر الاجتماع بين الحريري وجنبلاط في مصير الحكومة، مشيراً إلى «وجود اتفاق بين مكونات الحكومة على الحفاظ عليها راهناً على رغم وجهات النظر المختلفة في عدد من الامور». في المقابل، أكد عضو كتلة «المستقبل» النيابية عمار حوري في أحاديث اذاعية متفرقة أن لقاء الحريري- جنبلاط «يؤسس لمرحلة جديدة في الحياة السياسية اللبنانية تتزامن مع سقوط النظام السوري». وقال: «ما يجمعنا بجنبلاط أكثر مما يفرقنا»، مشيراً الى أن «الطرفين يتفقان حول نقاط كثيرة أبرزها الملف السوري والمحكمة الدولية وقانون الانتخابات»، وأشار الى «اتفاق واضح بين «تيار المستقبل» وجنبلاط لرفض قانون النسبية»، لكنه أكد وجود خلاف في وجهات النظر حول بقاء الحكومة الحالية.