في غرفة بائسة ضيقة تنام المواطنة شقراء مع ابنها ذي ال18 عاماً، وحدهما من دون معيل سوى ريالات معدودة تتسلمها من الضمان الاجتماعي بالكاد تفي بمتطلبات يومها من إيجار وطعام وفواتير ومستلزمات دراسية لابنها، إذ تصر شقراء على رغم فقرها وحاجتها وضغط الحياة القاسية إلا أن يكمل ابنها تعليمه ليضمن له حياة كريمة. بعيداً عن الذل والحاجة. قاست شقراء ظلم الزوج الذي تخلى عنها وابنها، خصوصاً بأنها يتيمة الأبوين وتقول ل «الحياة»: «بدأت معاناتي منذ أن تزوجت في سن صغيرة ثم طلقت ولي ثلاثة أبناء أخذهم والدهم عني حتى اليوم، وإذا بي وحيدة في منتصف الطريق بلا أب ولا أم ولا مكان آوي إليه، مما اضطرني لأن أتزوج برجل متزوج عانيت الظلم منه كثيراً وتخلى عني من أجل زوجته وأبنائه بعد أن أنجبت منه ابني الذي هو معي الآن». وأضافت: «تقدمت بشكوى ضده في المحكمة لكن لم يتجاوب حتى أخذت صكاً بأني أنا المعيل الوحيد لابني بعدها لم أجد أمامي إلا الضمان الاجتماعي، وها أنا حتى اليوم لا امتلك أي مصدر مادي غيره، أحياناً أبكي حين اتسلمه إذ لا أعلم كيف أقسمه على حاجاتي من طعام وإيجار أو مواصلات، أنام في الليل وأنا يدي على قلبي أخشى الغد وأنهكتني الفواتير التي لا تنتهي ولا أستطيع الالتزام بسدادها». وبعد صمت تخلله دموع وقلة حيلة قالت: «احتاج إلى مَنْ يساعدني ولو بالقليل، احتاج إلى مَنْ يؤمن لي بيتاً حتى ولو كان غرفتين كي نتنفس به أنا وابني جيداً، حتى ننام بهدوء من دون أن نحمل همّ طارق الليل الذي يبحث عن الإيجار من دون أدنى تقدير لوضعنا، احتاج إلى أن أضمن لابني سندي في الحياة حياة كريمة ليكمل تعليمه من دون خوف من غد أو قلق. هذه معاناتي وضعتها بين أيديكم راجية أن تستوصوا بي خيراً».