نجح الهلال في خطف بطاقة التأهل إلى نصف نهائي دوري أبطال آسيا، بعد أن خرج بالتعادل السلبي أمام مضيفه السد القطري في إياب ربع النهائي، وكانت مباراة الذهاب انتهت بفوز الهلال بهدف من دون رد. لم يبدِ أي من الفريقين رغبته الهجومية وسيطر الحذر على الدقائق ال10 الأولى للمباراة، ووضح الارتباك في صفوف أصحاب الأرض، وكثرت الكرات المقطوعة في منتصف الملعب التي شكلت خطورة بالغة على مرمى سعد الدوسري، وكانت قيمة كواك وديغاو الفنية واضحة في الخطوط الخلفية لفريق الهلال بعد أن ألغو خطورة هجوم السد، وجاء التهديد الأول من قدم بنتلي بتسديدة قوية استقرت في أحضان حارس السد الدوسري، وشكل الثنائي الفرج وسالم الدوسري خطورة بالغة من الأطراف، غير أن الفعالية من العمق لم تكن حاضرة في ظل غياب فاعلية نيفيز والشمراني للرقابة اللصيقة على اللاعبين. في المقابل، لم يستطع البرازيليان موركي وتباتا فك طلاسم الدفاع الهلالي، إذا ما استثنينا تسديدة نذير بلحاج التي مرت بسلام على مرمى عبدالله السديري، ليأتي الرد من بنتلي الذي افتك كرة من تباتا وسددها بقوة تصدى لها الدوسري بصعوبة، أصحاب الأرض على رغم سيطرتهم الكبيرة على منطقة المناورة إلا أن الخطورة لم تكن حاضرة. وفي الشوط الثاني، أوعز مدرب السد التونسي حسين عموته للاعبي فريقه بالتقدم إلى المناطق الأمامية، كونه لا يملك غير الهجوم وزيارة الشباك إن أراد الاستمرار في البطولة، ونشط السد في منطقة المناورة وعلى الأطراف بفضل تحركات خلفان إبراهيم وتباتا وبلحاج وتكفل الهيدوس وعبدالكريم حسن بالاختراق من الأطراف، لكن كل الكرات العرضية التي تلعب داخل منطقة الجزاء الهلالية دائماً تنتهي تحت أقدام المدافعين. في الوقت الذي اكتفى الهلال بالهجمات المرتدة التي يقودها الفرج والدوسري ونيفيز، وإرسال الكرات الطويلة خلف المدافعين للمهاجم الوحيد ناصر الشمراني، وكاد قائد الهلال كريري أن يفتتح التسجيل من تسديدة مباغته مرت بجوار القائم (63)، وفي ظل سيطرة أصحاب الأرض دفع المدير الفني لفريق الهلال ريجكامب بنواف العابد عوضاً عن سالم الدوسري لتعزيز الشق الهجومي (78)، ما أنعش وسط الهلال، وكاد الزوري أن يفتتح التسجيل بعد أن توغل داخل المنطقة وسدد كرة ارتدت من المدافع وتحولت إلى ركلة ركنية شكلت خطورة بالغة على مرمى السد، وتألق حارسه وتصدى لكرتين من نيفيز والعابد (82)، وفي غفلة الدفاع الهلالي أنقذ السديري هدفاً من رأسية الهيدوس، لتعود لصالح اليزيدي الذي صوب كرة زاحفة ارتدت من القائم (87). ودّع الاتحاد سماء البطولة الآسيوية، بعد أن خسر أمام ضيفه العين الإماراتي بثلاثة أهداف في مقابل هدف، في إياب ربع النهائي، وكان العين كسب مواجهة الذهاب بهدفين من دون رد. ولم يغيّر مدرب الاتحاد خالد القروني من شكل فريقه الفني الشيء الكثير، وبدا كما كان عليه في المباراة الماضية عاجزاً عن الوصول لمرمى الفريق المقابل، كما ألقى غياب المهاجم فهد المولد بظلاله على الهجوم الاتحادي الذي فقد جزءاً كبيراً من ثقله، وتمكّن الضيوف من فرض سيطرتهم على بداية اللقاء، وألغى الحكم هدفاً لمهاجم العين أسامواه بحجة التسلل، وكاد صانع ألعاب الضيوف عمر عبدالرحمن يقتل الطموحات الاتحادية ويفتتح التسجيل، بعدما تلاعب بالمدافعين، لكنه أطاح بالكرة بعيداً عن المرمى (35)، لتعود الكرة سريعاً لقائد الاتحاد محمد نور الذي مررها بذكاء بين المدافعين للقادم من الخلف ماركينهو الذي لعبها عرضية قوية لتصطدم بقدم مدافع العين إسماعيل أحمد، وتستقر داخل شباك الحارس خالد عيسى (36)، ولم تستمر الأفراح الاتحادية كثيراً، حتى تمكن المهاجم أسامواه من إدراك التعديل، حينما وجد نفسه وجهاً لوجه أمام فواز القرني لعبها زاحفة على يسار المرمى (39)، رمى بعدها لاعبو الاتحاد ثقلهم في المناطق الأمامية بحثاً عن هدف التقدم قبل نهاية هذا الشوط، في المقابل أغلق الكرواتي زلاتكو جميع المنافذ أمام الهجوم الاتحادي، واعتمد على تحركات عمر عبدالرحمن وأسامواه في خط الهجوم، الذي سبب قلقاً للدفاع الاتحادي وخطورة على مرماه. وفي الشوط الثاني، اندفع لاعبو الاتحاد نحو الخطوط الأمامية بحثاً عن هدف ثان يعيد بارقة الأمل للتأهل إلى نصف النهائي، وأضاع محمد أبو سبعان فرصة مواتية، وكذلك عبدالرحمن الغامدي الذي اعتلت رأسيته العارضة بقليل، ووسط المد والجزر يتحصل عمر عبدالرحمن على كرة في مواجهة المرمى الأصفر، أرسلت من حارس العين خالد عيسى، لم يجد صعوبة عمر عبدالرحمن في إيداعها المرمى كهدف ثان (65). مدرب العين الكرواتي زلاتكو حاول تهدئة اللعب، بعد أن اطمأن على نتيجة المباراة، إذ سحب الفرنسي كيمبو وزج بدلاً منه إبراهيم دياكيه، وفي المقابل، واصل الاتحاديون اندفاعهم للخطوط الأمامية بغية إدراك التعادل، وكاد ياكونان يحقق ذلك عندما ارتقى لكرة عرضية وغمزها برأسه مرت بجوار القائم الأيمن، وعاد برأسية ثانية لم يكتب لها النجاح، وفي الدقائق الأخيرة سحب مدرب العين أهم أوراقه عمر عبدالرحمن والغاني جيان، بغية ادخارهما للمباراة الأهم في نصف النهائي، ونجح دياكيه في اضافة الهدف الثالث (83)