أجرى رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط الموجود في العاصمة الفرنسية باريس أمس اتصالاً هاتفياً بالرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري الموجود في باريس أيضاً، وتواعدا على اللقاء في الأيام القليلة المقبلة. واعتبر جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الصادرة عن «الحزب التقدمي الاشتراكي» ينشر اليوم، «أن هناك توطؤاً إقليمياً ودولياً ضد الشعب السوري»، وقال: «يوماً بعد يوم، تتكشف خيوط التلاقي المشبوه، المدروس أو غير المدروس، الذي يحصل بين المواقف الدولية والإقليمية، الأميركية والروسية، حيال الأزمة السورية، وهو ما يؤكد صوابية وجهة نظرنا منذ اندلاع الثورة السورية بأن هناك أشكالاً متعددة للتواطؤ الإقليمي والدولي ضد الشعب السوري الأعزل». ورأى أن «الموقف الروسي الداعم للنظام السوري يؤكد وقوفه ضد الشعب السوري»، وقال: «عندما يقول وزير الخارجية الروسي إن الجيش السوري سيبقى في المدن، فهذا يعني المزيد من التدمير للمدن. من ناحية أخرى، عندما يعلن رئيس أركان الجيوش الأميركية رفض إدارته إيجاد منطقة حظر جوي ورفض إعطاء الثوار الوسائل التي تساعد على خلق منطقة حظر جوي وعندما يقول إن استمرار الحرب سيجعل من سورية دولة مارقة أو فاشلة Failed State، فهذا الكلام يثبت التقاطع المريب الذي يدفع ثمنه في نهاية المطاف الشعب السوري. وكأن هناك إعادة رسم لما تبقى من خريطة سايكس بيكو من قبل مجموعة من الدول الإقليمية والغربية». ولفت جنبلاط إلى أنها «المرة الثانية التي تشهد فيها منطقة جرمانا في سورية تفجيراً من خلال سيارة مفخخة في مسعى بات مكشوفاً وهو يرمي إلى تخويف الناس ودفعهم لتقبل فكرة الحماية الذاتية والتسلح، وهو مخطط واضح من قبل النظام السوري وبعض الأوساط الدرزية المتميزة بقصر نظرها، بالتواطؤ مع بعض الوجهاء في جبل العرب الذين يريدون جر الدروز بعد تسليحهم إلى مواجهة مع الثورة أو مع أبناء الطوائف الأخرى»، معتبراً أن ذلك «يصب في مصلحة النظام ومساعيه لإشعال الفتنة الداخلية للحد من ضغط الثورة وتقدمها على كل المستويات»، داعياً «جميع الشرفاء والوطنيين إلى الحذر من السقوط في هذا الفخ المخطط له بعناية ودقة». وسأل: «لماذا تُستهدف جرمانا في الوقت الذي لم يسبق أن استهدفت سوى المراكز الأمنية والعسكرية؟»، وقال: «سمعنا في الأيام القليلة المنصرمة عن المخططات المرسومة لتسليح الأقليات وهو مخطط واضح الأهداف والمرامي لتأليب المناطق والطوائف على بعضها بعضاً وللحد من انتصارات الثورة السورية المتتالية والضربات الموجعة للنظام». وأكد أن «وعي الشعب السوري الذي قدم حتى الآن التضحيات الهائلة وقام بجهود جبارة بالتعاون مع الجيش السوري الحر سينتصر في نهاية المطاف»، مشيراً إلى أن «هذه الثورة لن تتراجع ولا يمكنها أن تتراجع مهما كان الثمن. وهذا الوعي سيكون كفيلاً بإسقاط كل المخططات المشبوهة للنظام وأزلامه وعملائه لتفادي المزيد من الاقتتال والدم الذي يراق في سورية».