أخيراً، أعلن الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط إنقلابه على سوريا و»حزب الله» بدعوته بني معروف في سوريا الى الاحجام عن المشاركة مع الفرق العسكرية التي تقوم بعمليات القمع ضد الشعب السوري. هكذا وضع جنبلاط النقاط على الحروف واعلن رفضه زج دروز سوريا في الصراع السياسي الداخلي وهو بهذا الموقف يعارض مشيئة حليفه «حزب الله» الذي يساند النظام بوجه ثورة الشعب السوري ورئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» النائب طلال ارسلان والوزير السابق وئام وهاب اللذين يناصران النظام بالمواقف والسلاح. وفيما تساءلت مصادر مواكبة لمواقف جنبلاط ل»اليوم» عن «أسباب انحراف جنبلاط عن المسار السوري أهو دعم للثورة السورية أم لتحقيق مكاسب سياسية». اشارت مراجع دبلوماسية ل»اليوم» الى ان مواقف جنبلاط «تنطلق من سببين الأول عدم تجاوب حلفائه في الحكومة مع مطالبه في الملفات المطروحة أما السبب الثاني فهو تخوف جنبلاط من القانون الانتخابي الذي سيحدّ من أعداد الدروز». ولفت مرجع «اليوم» إلى ان جنبلاط «يعلم خطورة الوضع السوري، لكنه في الوقت نفسه يدرك اكثر دقة الوضع اللبناني الداخلي بعدما تكاثرت في الفترة الاخيرة الحساسيات والاحتكاكات التي يشهدها عدد من المناطق اللبنانية. علاقة مقطوعة وعلى خط جنبلاط «حزب الله»، اعلنت مصادر «حزب الله» ل»اليوم» أن العلاقة مع الزعيم الدرزي «شبه مقطوعة، منذ مواقف جنبلاط التصاعدية حيال الوضعين السوري واللبناني»، لافتة الى ان «جنبلاط طلب أكثر من مرّة موعداً للقاء الأمين العام للحزب حسن نصرالله، لكنّ الطلب قوبل بالرفض بسبب مزاجية جنبلاط حيال الملفات الحساسة». ولاحظت «اليوم» من خلال متابعة الحركة السياسية الداخلية ان علاقة جنبلاط مع «حزب الله» وسوريا عادت إلى الصفر، والى ما كانت عليه بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري». لا نتفق مع «حزب الله» و اكد المفوض الاعلامي في الحزب «التقدمي الاشتراكي» رامي الريس، في حديث الى «اليوم» ، ان «علاقة «الحزب التقدمي الإشتراكي» مع «حزب الله» ليست مقطوعة, فنحن من أنصار الرأي الذي يقول انه لا يجوز أن يكون هناك قطيعة سياسية بين اللبنانيين مهما كانت الآراء متباينة أو مختلفة حول الآراء الحاصلة». وأوضح ان ما يجمعنا ب»حزب الله» هو حزب لبناني يمثل شريحة كبيرة من اللبنانيين، نحن متفقون مع «حزب الله» على ضرورة ألا يكون هناك انكشاف في لبنان أمام إسرائيل أو يستخدم السلاح الذي يمتلكه «حزب الله» دون أن يحوّل الى الداخل بانتظار التوصل الى خطة دفاعية شاملة نستطيع من خلالها أن نحمي هذا البلد من العدوان الإسرائيلي الممكن في أي لحظة». وقال الريس: «ليست مسألة معطيات بل هي قراءة للوضع القائم وأتصور أن النائب وليد جنبلاط حاول أن يوجه رسالة الى دروز سوريا لأنهم لا يستطيعون أن يكونوا حالة منعزلة عن باقي المجتمع السوري وألا يكونوا أداة يتم استخدامها من هذا الطرف أو ذاك لخدمة مصالح معينة يدفعون ثمنها في نهاية المطاف. واذ نفى الريس أن يكون لمطالب جنبلاط في الحكومة علاقة لموقفه تجاه دروز سوريا، قائلاً: «نحن مواقفنا من الأزمة السورية متصاعدة منذ البدايات، فنحن نتابع ما يحدث داخل سوريا وأتصور أن وليد جنبلاط تبرّع دون سواه أن يزور عددا من العواصم في مراحل الثورة الأولى لمحاولة إيجاد مخارج لتلك الأزمة وقدم العديد من النصائح المتتالية للسوريين دون جدوى». وشدد على ان «لا علاقة لموقفنا من التطورات السورية بالعلاقات السياسية الداخلية، على العكس نحن نتطلع ألا تتأثر العلاقات السياسية الداخلية وبين اللبنانيين بتطورات الأزمة السورية لأننا في نهاية المطاف كلبنانيين نريد أن نعيش سوياً في بلد واحد وبطريقة مشتركة ومسؤوليتنا كقوى سياسية أن ننتج تفاهمات داخلية تحفظ الاستقرار الداخلي والسلم الأهلي في لبنان بمعزل عن موقف هذا الطرف أو ذاك من تطورات الأزمة السورية».