أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أن «زيارة البابا بنيديكتوس السادس عشر للبنان زيارة رجاء وأمل سيعبر عنهما الارشاد الرسولي الذي سيعلنه خلال الزيارة»، لافتاً الى انه التقى خلال الساعات الماضية «عدداً من رجال الدين في طرابلس الذين اكدوا أن خطب الجمعة في الاسابيع المقبلة ستحمل رسائل ترحيب بالبابا». وشدد البطريرك الماروني بشارة الراعي بدوره على ان «يد العناية الالهية تمسك بوطننا وتحمي شعبه كلما قارب شفير الانهيار»، معتبراً «أن اعلان البابا الارشاد الرسولي الى مسيحيي دول الشرق الاوسط من وطننا، له مدلولاته البعيدة ويحمل في طياته رسالة خاصة الى كل العالم شرقاً وغرباً». وزار ميقاتي الراعي في الديمان يرافقه الوزراء: أحمد كرامي، فايز غصن، جبران باسيل، فادي عبود، شكيب قرطباوي، سليم جريصاتي، غابي ليون، فريج صابونجيان، وليد الداعوق ومروان شربل. وعقدا خلوة على شرفة جناح البطريرك المطل على الوادي المقدس. ثم عقد لقاء موسع شارك فيه الكاردينال نصرالله صفير، والوزراء واساقفة. واكد ميقاتي في كلمته «الحرص على ان تبقى العلاقة بيننا ممتازة فهدفنا واحد وهو الحفاظ على وطننا وتعدديته وتنوعه ضمن الوحدة». ورحب الراعي «بزيارة الرئيس ميقاتي والتي اصبحت تقليداً سنوياً»، وقال: «نحن امام مسؤولية كبيرة حيال القضايا الاجتماعية والاقتصادية والامنية والسياسية التي تواجهونها يومياً ونتمنى التوفيق في ايجاد الحلول». وقال ميقاتي بعد اللقاء: «تحدثنا في مختلف القضايا المحلية والوطنية. وكانت الاراء متفقة على ضرورة الحفاظ على وحدة لبنان ارضاً وشعباً وعلى ابقاء هذا الوطن وطن رسالة. كما تحدثنا عن المواضيع الاقتصادية خصوصا ان بيان المطارنة الموارنة الاخير تطرق الى الشؤون الاقتصادية، وشرحنا بعض الصعوبات التي تمر بها الحالة الاقتصادية واكدنا ان الحركة الاقتصادية مقبولة». وعن السجالات بينه وبين الرئيس نبيه بري والنائب ميشال عون ولماذا لم تستقل الحكومة قال: «نحن في خضم وضع سياسي معين، وأي سجال يحصل اذا كان لمصلحة الوطن ولتصحيح اي خطأ فليس معناه انه يمكن ان يؤدي الى استقالة الحكومة. علاقتي مع الرئيس بري ممتازة واذا كانت هناك ملاحظات على صعيد الاداء العام فلا مانع من ان نأخذ ذلك في الاعتبار، انا والرئيس بري اذا اختلفنا في الصباح فإننا في المساء سنتناول العشاء معاً، ولا يراهن احد على اي خلاف بيننا. وبيني وبين الرئيس عون العلاقة تحكمها الشراكة في الحكومة، وهو يعرف انه في احيان تكون هناك عراقيل في امكنة معينة ونتفهم ذلك وهو ايضا، ولم تصل المرحلة الى اي فقدان ثقة مع بعضنا بعضا». وعن غياب وزراء «الحزب التقدمي الاشتراكي» عن اللقاء قال: «اتصلنا بالوزراء وكانوا يرغبون في الحضور لكن الزيارة كانت مقررة في 5 ايلول (سبتمبر) بالتزامن مع اجتماع مجلس المطارنة الموارنة، وبما انه صادف موعد جلسة مجلس الوزراء إتفقنا على تقديم موعد الزيارة الى اليوم (امس). وبعض الوزراء كانت لديهم ارتباطات مسبقة في مناطقهم، ولا يجب تأويل الموضوع ابداً». وعن دعم البطريرك للحكومة واستمرارها قال: «جزء من سبب الزيارة بصحبة الوزراء هي للشكر للبطريرك مواقفه الدائمة الداعمة للحكومة، واليوم كان هناك تأكيد اضافي لهذا الدعم ونشكر له ذلك واقول لجميع اللبنانيين ان الموضوع ليس موضوع اشخاص وليس موضوع حكومة. الاشخاص يزولون والحكومة تتغير والبلد وحده يبقى والوطن كذلك. علينا التمسك بالبلد والتخلي عن الشخصانية، ونحن امام مخاض، وعلينا الاتحاد واللحمة والاعتراف باننا اخطأنا بحق هذا البلد». وجدد ميقاتي التأكيد ان زيارة البابا لبنان «مهمة جداً واستمعنا الى شرح كامل لعمل اللجنة المكلفة الإعداد للزيارة والحكومة وفخامة الرئيس (ميشال سليمان) يسهران على متابعة عملها». وعن تطمينات من السلفيين حول الزيارة قال: «لم اسأل عن تطمينات، ولا اعتقد ان هناك اي اعتراض على هذه الزيارة المرحب بها من قبل جميع اللبنانيين». وعن سلسلة الرتب والرواتب قال: «المشروع سيقر في جلسة مجلس الوزراء الاربعاء المقبل واعددنا مشروعاً لتغطية الواردات وتغطي الزيادة المقترحة». وفي قضية المخطوفين قال: «نعمل بصمت على الموضوع وبإذن الله سيصل الى خواتيمه السعيدة». وعن موضوع ادانة الوزير السابق ميشال سماحة قال: «الادانة او البراءة الاخيرة للقضاء اللبناني، ونحن أثنينا على العمل الذي قامت به الاجهزة الامنية وبخاصة شعبة المعلومات. ونتابع الموضوع لنرى القرار القضائي وفي ضوئه تأخذ الحكومة قرارها».