رجّح مؤسس «ملتقى الانفتاح الثقافي في الأحساء» حجي النجيدي، المتخصص في الحوار بين المذاهب، أن يكون لمركز الحوار المذهبي الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز دور بارز في تعميق العلاقة وتنقية الأجواء بين المذاهب الإسلامية، لكنه ربط ذلك بالعاملين في المركز، معرباً عن أمله في أن يكون لهم سجل حافل في الخبرة بالحوار والتقارب مع جميع الأطياف، ليحققوا الهدف المنشود الذي يتطلع إليه العالم بصورة عامة، وخادم الحرمين الشريفين بصورة خاصة. يأتي ذلك في ظل تواصل ردود الفعل المرحبة بدعوة خادم الحرمين الشريفين لتأسيس مركز حوار المذاهب التي أطلقها في قمة التضامن الإسلامي، أخيراً. وعلق النجيدي بأن «الفكرة تؤسس لإتمام المنظومة التي بدأها خادم الحرمين، من الحوار الوطني إلى حوار الأديان، والآن اكتملت بحوار المذاهب، ما يظهر جدية المملكة في أن تكون قبلة للتسامح والمحبة على أرض المحبة». وحظي مؤسس ملتقى الانفتاح الثقافي في الأحساء بتكريم من جهات عدة، كان من أبرزها جمعية حقوق الإنسان، على جهوده في نبذ التطرف، ونشر التسامح المذهبي والفكري في المنطقة، بعد أن استضاف ملتقاه الشهري أكثر من 70 شخصية مختلفة التوجه والرؤى في حوار فكري. ولقي الملتقى إشادة من علماء ومثقفين ومهتمين، لكونه وبحسب مؤسسه «قام على مبدأ نبذ التطرف والتشنج الفكري والديني، في محاولة جادة لخلق بيئة تتقارب فيها الرؤى والأفكار، ونزيل الحواجز التي تجعل من تعايشنا على هذه الأرض الطيبة أمراً حتمياً». وأشاد الحجي بخطوة خادم الحرمين الشريفين لإقامة مركز لحوار المذاهب، مشدداً إلى أنها «خطوة غير مستغربة من شخصية تؤمن بأن الحوار السبيل الأمثل لحل أية أزمة، وأن ما يجمعنا كأمة إسلامية أكبر وأقوى مما يفرقنا». وشكل ملتقى الانفتاح الفكري منعطفاً رئيسياً في الخروج عن المألوف مقارنة بالملتقيات والمجالس الأخرى في المنطقة، إذ ركز على استضافة شخصيات من داخل المملكة وخارجها، يؤمنون بمبدأ الحوار والتقارب، إذ اتفق القائمون عليه على استضافة 12 شخصية كل عام، بشعار «الوحدة الوطنية والإسلامية والفكرية». ويقول: «ما زلت أتذكر مقولة الدكتور علي اللواتي - وهو شخصية فكرية عمانية معروفة استضفناه وكان لقاء مثمراً - أن التطرف والكراهية نبتة نتنة لا يمكن أن تنبت في الأرض الطاهرة، وعلى هذه المقولة عملنا على مدى خمسة أعوام من أجل اقتلاع أية نبتة نتنة يمكن أن تمزق وحدة هذا الوطن». وأشار إلى أن ملتقاه الذي سيعاود نشاطه قريباً، قام على جهود ذاتية ولا يتبع لأية مظلة رسمية، ويحظى بمتابعة إعلامية، كونه يستضيف شخصيات مثيرة للجدل وذات طرح مختلف. وزاد: «حققنا المعادلة الصعبة في استضافة فكر مختلف، والحضور الكبير من مختلف المذاهب والتوجهات الفكرية والحوار الجدي المتزن، الذي يلي كل محاضرة، ينتج منه كم هائل من الخطط والاستراتيجيات التي نفاجأ كل مرة بأنها تقرب ولا تنفر. وحرصنا على ألا يكون توجهنا ذا طريق واحد، بل اعتمدنا على مبدأ الرأي والرأي الآخر، وما أحوجنا إلى ملتقيات ومنتديات تقرب ولا تفرق».