يبدو ان الرحلة المقبلة الى القمر سيدشنها الصينيون رغم محاولة بلدان آسيوية اخرى كالهند واليابان الدخول بقوة في مجال غزو الفضاء. ويقول موريس جونز الخبير الاسترالي في الشؤون الفضائية ان "الرحلات الى القمر كان لها دائما قيمة رمزية، لكنها لا تخلو ايضا من القيمة العلمية. فالقمر يمكن ان يصبح منجما للوقود النووي، والصين لا تخفي اهتمامها بهذا الاحتمال". ويضيف: "لا يمكن أحد ان يجزم بهوية رواد الفضاء الجدد الذين سيذهبون الى القمر، لكنني ارى ان هناك احتمالا كبيرا ان يكونوا صينيين". وقد اثار اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما التخلي عن برنامج الفضاء الاميركي "كونستيليشن" الذي كان ينطوي على ارسال رحلات مأهولة الى القمر، في نفوس الصينيين الرغبة في الدخول كمنافس قوي في مجال غزو الفضاء. وفي سعي من الصين إلى حجز موقع قوي في مجال غزو الفضاء، تسعى الى ان تكون الدولة الاولى في قارة آسيا التي ترسل انسانا الى القمر. وهي تعمل على هذا الهدف من خلال برنامجها الفضائي "شانغ إي" الذي كلل بالنجاح مهمتين سابقتين وضعتا مسبارين في مدار القمر. واطلق المسبار "شانغ إي-1" في 2007، اما المسبار الثاني "شانغ إي-2" فقد اطلق في 2010. وقد اتاحا اجراء دراسات ومراقبات مفصلة لسطح القمر. أما الخطوة المقبلة المرتقبة في العام 2013، فهي المهمة "شانغ إي-3" التي سيجري خلالها انزال مركبة غير مأهولة مهمتها اجراء تحليلات علمية على سطح القمر. وسيكون هذا اول هبوط لمركبة صينية على سطح القمر، لتنضم الصين عندئذ الى نادي القوى العظمى في مجال الفضاء. بعد ذلك، تعتزم الصين اطلاق المهمة "شانغ إي-4" التي ينبغي ان تنجح خلالها في اعادة مسبار من مدار القمر الى الارض. بعد ذلك، تصبح الطريق ممهدة امام برنامج الفضاء الصيني لارسال رحلات مأهولة الى القمر. ويقول جونز "اذا استمرت الصين على هذه الوتيرة، فقد ترسل رجلا الى القمر في العام 2030".