اضطرت وافدة في مكةالمكرمة أمس، إلى رمي أطفالها الخمسة وشقيقتها الصغرى عبر نافذة في الدور الرابع في بناية سكنية مكونة من ستة أدوار إثر مداهمة النيران للمنزل الواقع في حي الرصيفة. وحفظت المشيئة الإلهية الأطفال الخمسة أثناء القفز من الموت، بعدما وضع جيران الأسرة «بطانية» كبيرة أسفل البناية لالتقاطهم أثناء سقوطهم. وأوضح المتحدث الإعلامي للدفاع المدني في العاصمة المقدسة الرائد صالح العلياني أن خمس فرق متنوعة الاختصاص تمكنت من السيطرة على الحريق الذي نشب في عمارة مكونة من ستة أدوار في تمام الساعة 9:35 صباحاً، مبيناً أن الحريق كان عبارة عن اشتعال النار في قطعة كنب موضوعة أمام مدخل شقة بالدور الرابع، وامتدت ألسنة اللهب إلى باب الشقة. وقال الرائد العلياني إن كثافة الدخان ولهيب النيران فاجأت ربة الأسرة التي كانت تغط في نوم عميق هي وأطفالها في ظل غياب زوجها، الأمر الذي دعاها إلى طلب النجدة من خلال إحدى النوافذ المطلة. وأضاف «وقام الجيران بإبلاغ الدفاع المدني وفي تلك الأثناء، وقبل وصول فرقنا حسب إفادتها، شعرت بالخوف والرهبة من شدة اللهب وكثافة الأدخنة فقامت برمي أطفالها الخمسة وشقيقتها الصغيرة من خلال إحدى النوافذ بالدور الرابع بعد أن قام الجيران بفرد بعض البطانيات للتخفيف من أثر الصدمة وحاولت رمي نفسها وفي تلك اللحظة وصلت فرق الدفاع المدني وقاموا بتطمينها وحثها على عدم رمي نفسها وامتثلت لهم وتم إخراجها». وأبان أن المدير العام للدفاع المدني الفريق سعد التويجري وقف بشخصه ميدانياً على موقع الحادثة، وزار الأسرة المتضررة بمستشفى النور التخصصي وواساهم واطمأن على صحتهم، وقد أبلغ خلال زيارته مدير الطوارئ بالمستشفى استعداد الدفاع المدني لنقل المصابين إلى أي مستشفى آخر من خلال طيران الأمن إذا استدعت حال المصابين الصحية. وأفاد بأن مدير الطوارئ بالمستشفى أكد للفريق التويجري تقديم العناية الصحية الكاملة للمصابين، وقدرة المستشفى على معالجتهم لتوفر الاختصاصيين. وأشار إلى أن الحال الصحية للمصابين جيدة عدا حالتين تخضعان للعلاج بقسم العناية المركزة، ولازالت التحقيقات جارية لاستكمال إجراءات التحقيق للتعرف على أسباب الحادثة. من جهته، ثمن رب الأسرة للفريق التويجري مواساته والاطمئنان على صحة أفراد أسرته مما كان له أبلغ الأثر في التخفيف من مصابه.