عدم الاهتمام بمواجهة ظواهر قد تبدو صغيرة في بداياتها هو ليس إلا مقدمة لبروز أكبر منها، أصبح من المعتاد أن ترى سيارات تتحدى النظام، إما بالتضليل الكامل لزجاجها مثلاً أو بالسير دون لوحات، وأحياناً وضع أضواء تشابه سيارات الأمن أو تعديل «الشكمان» ليصدر صوتاً يصم الآذان، ولم يعد التفحيط حالة نشاز، بين حالات فردية داخل الأحياء أو تجمعات خطرة محددة المواقع، كل هذا لم يتم التعامل معه بحزم مدروس ومستمر يضع خطاً أحمر أمام المتهاون، وخذ نموذجاً ظاهرة الإعلانات عن السيارات المسروقة ورصد مبالغ لمن يستطيع العثور عليها، لم تظهر الإعلانات إلا لقناعة أصحابها بأن طرق التبليغ الرسمية لا جدوى منها. كل هذا ينهش في هيبة الأمن ورجل الأمن لذلك لم يكن مستغرباً أن يتحدى بعض المراهقين رجل دورية المرور وهو يقوم بواجبه وسط حفلة تفحيط، وعلى «يوتيوب» نشر مقطع لا يمكن القبول بمروره مرور الكرام بل يحتاج إلى وقفة حازمة، نريد أن نرى من خلالها قدرات البحث والتحري والإحضار... الأمنية، والمقطع منشور على الموقع بتاريخ 12/8/2012 ذكر أنه حدث بالطائف، مراهقون يلاحقون سيارة دورية المرور ويصدمونها، وكان من الممكن أن يحدث ما لا تحمد عقباه لو لم تترك الدورية ساحة التفحيط لهم فوسط هذه الأجواء الطائشة يمكن أن تتطور الأمور، وهذا لم يكن ليحدث لولا تضرر الهيبة الأمنية وهي نتاج لعدم الاهتمام بالبلاغات أساساً أو التراخي في ملاحقة ظواهر من سرقات سيارات أو تفحيط أو مخالفات تتراكم، والتهوين من أثرها على المتضررين تبريراً للتقصير، والنتيجة أن ظواهر مخالفات وتجاوزات أصبحت عرفاً بل وقدوة لدى بعض المراهقين ومجالات للتحدي في ما بينهم والمتضرر هو الأمن ورجل الأمن والمواطن المحترم للأنظمة. www.asuwayed.com