في الطائف، وربما في مدن أخرى، يحب الناس أن يسموا مصلى العيد المكشوف ب«المشهد»، وربما أخذت التسمية من شهادة شعيرة من شعائر الإسلام الجميلة المتمثلة في صلاة العيد، تلك الصلاة التي إضافة إلى كونها صلاة بما للصلاة من روحانية ومكانة عن المعبود وعند عباده، فهي تجمع بين جمال الوقت الصباحي الباكر، وجمال ملابس الناس وابتساماتهم، وهي من الصلوات التي تذهب لها الأسرة كلها، فترى الأطفال وكأنهم طيور ملوّنة تمشي على الأرض ما بين نعاس وخيلاء بريء بالملابس الجديدة. في الطائف، يعتبر مصلى العيد في الخالدية الأكبر والأجمل، إذ يقع على أول طريق الهدا على أطراف حي الخالدية، وتعود أهل المدينة ومن يزورها على جماله وجمال ما يحيط به من جبال وأشجار، لكن هذا العام كان مشهد «المشهد» مشوهاً إلى درجة مزعجة. في الجهة الشرقية من هذا المصلى العريق الذي شهدت الصلاة فيه شخصيات تاريخية نحبها من قادتنا وولاة أمرنا كان المنظر مؤلماً، إذ احتلت خيمة عملاقة المواقف أو هي المنطقة الخالية بجواره، وكانت حولها بقايا ما سمي ظلماً للمجتمع والسياحة بمهرجان، اجتمعت فيه «بسطات» الإخوة والأصدقاء من العمالة الوافدة لبيع الأطعمة والمشروبات. هذا المنظر لم يكن حرياً بعروس المصائف بالطائف المأنوس، وهو من قبل ليس حرياً بمكان اعتاد الناس على أن يكون فضاء مفتوحاً للمتنزهين، ومواقف مرتبة للمصلين، ومنظراً جميلاً يراه كل من يمر على الطريق العام. لم يكن الإشكال في هذه الأشياء فقط، كان في النفايات والقاذورات التي تركها المستثمر في المكان بالقرب من أسوار المصلى وبجانب إحدى بواباته، وكان الإشكال أيضاً في ضيق المواقف الذي أزعج المصلين، وضاعف من معاناة رجال المرور، الذين يخدمون الناس في يوم عيدهم. أياً كانت الجهة التي قامت بتأجير هذه المساحة، فهي لم تفرض رقابتها للمحافظة على المكان، ولم تحسن التعاقد بشروط تلزم المستأجر أن يكون مصلى العيد في يوم العيد فضاء مفتوحاً للجمال والبهاء في مدينة المطر. الأمر الآخر أنني أقترح على هيئة السياحة أن تتدخل لوقف مثل هذه المشاريع التي تضر بسمعة السياحة، فالخيمة عبارة عن مساحات تؤجر لبائعي ملابس، ومواد غذائية، ومواد تجميل، وهاتان الأخيرتان كثير منهما مجهولة المصدر، وإذا كان لا بد من خيمة لأنها تدر ربحاً على المؤجر والمستأجر، فيجب أن تكون المعروضات شيئاً مفيداً يضيف قيمة حقيقية للاصطياف والزوار وأهل المدينة، كاشتراط ألا يباع إلا ما ينتج فيها مزروعاً أو مصنوعاً أو معداً في البيوت، لتكون واجهة ثقافة ومتعة، وهي أيضاً ستحقق الفائدة الاقتصادية. [email protected] @mohamdalyami