في أجواء آمنة مطمئنة تسودها الفرحة، أدت جموع المصلين صباح أمس أول أيام عيد الفطر المبارك صلاتي الفجر والعيد بالحرمين الشريفين، حيث شهدت الطرقات والميادين المؤدية للمسجد الحرام توافد أعداد تجاوزت مليوني ونصف المليون مصل في مشهد إيماني وهم في طريقهم للمسجد الحرام، فيما أدى مليونا مصل صلاة العيد بالمسجد النبوي الشريف. ورصدت "الوطن" امتلاء المسجد الحرام والساحات المحيطة به وشهدت حركة المصلين قبل أذان صلاة الفجر منع دخول المركبات والسيارات من جميع الجهات بالمنطقة المركزية لتيسير حركة المصلين، فيما أضاءت ساعة مكةالمكرمة بلوحات ضوئية في بانوراما جميلة وظهرت العديد من العبارات التي شاركت المصلين فرحتهم بدخول العيد السعيد منها "عيدكم مبارك" و"كل عام وأنتم بخير"، كما كانت الفرصة سانحة للباعة الجائلين لبيع منتجاتهم للأطفال التي كانت عبارة عن بالونات متعددة الأشكال والألوان تحمل عبارات واكبت مناسبة العيد، فيما وزع عدد من الأطفال التمر والرطب والحلويات على المصلين في المسجد الحرام. وأخذ أهالي مكةالمكرمة كعادتهم السنوية في الخروج من مختلف الأحياء وبنسبة تجاوزت 90% في التوجه للمسجد الحرام، وبذل أفراد قوات الحج والعمرة جهوداً كبيرة في إرشاد المصلين وتحذيرهم عبر مكبرات الصوت اليدوية لأخذ المسارات والطرقات الأقل ازدحاما وكثافة. وأم المصلين في صلاة العيد بالحرم الشريف إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد الذي ألقى خطبة العيد، وقال: "افرحوا وابتهجوا واسعدوا وانشروا السعادة والبهجة فيمن حولكم، إن حقكم أن تفرحوا بعيدكم وتبتهجوا". وأضاف ابن حميد "وأنتم في استقبال عيدكم أحسنوا الظن بربكم فكلما ازداد التحدي ازداد اليقين ولا يرى الجمال إلا الجميل ومن كانت نفسه بغير جمال فلن يرى في الوجود شيئا جميلا"، وقال "الكون ليس محدوداً بما تراه عيناك ولكن ما يراه قلبك وفكرك فجفف دمعك وأجبر كسرك وارفع راسك فإن النصر مع الصبر وإن الفرج مع الكرب وإن مع العسر يسرا"، مشيراً إلى أن المهزوم من هزمته نفسه ومن قال "هلك الناس فهو أهلكهم" ومن أجل هذا أمر ديننا بالتفاؤل ونهى عن التشاؤم. وبعد الانتهاء من خطبة العيد توجه المصلون عبر الشوارع والطرقات التي قدموا منها، بعد أن تبادلوا التهاني بمناسبة العيد في طريق عودتهم لمنازلهم، وسمعت طلقات مدفع العيد 21 طلقة تزامنت مع خروج المصلين من أروقة وجنبات المسجد الحرام وساحاته، فيما انتشرت المطاعم والمباسط التي تقدم الوجبات المكية المعروفة في صباح أول أيام عيد الفطر. وفي المدينةالمنورة، أدى مليونا مصل صلاة عيد الفطر المبارك أمس بالمسجد النبوي الشريف، وامتلأ المسجد وأروقته وسطحه والساحات المحيطة به وامتدت حشود المصلين للشوارع والطرق المجاورة للمسجد النبوي من جهاته الثلاث الشمالية والغربية والشرقية. وأم المصلين في صلاة العيد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ الذي ألقى عقب صلاة العيد خطبتي العيد كبر الله فيهما كثيراً ودعا الله أن يتقبل من المسلمين صيامهم وصلواتهم، وأكد على أهمية بذل الجهود لنبذ كل دعوة للفرقة بين أبناء الأمة وعدم الإصغاء إلى الدعاة إليها الناعقين بها الساعين إلى تأجيج الفتنة بين صفوف المسلمين. ووصف إمام وخطيب المسجد النبوي حسين آل الشيخ العيد في الإسلام بواحة فيحاء تفرح بها النفوس المؤمنة بما أنعم الله بها عليها من التوفيق إلى الطاعات والمسارعة إلى الخيرات. ودعا عموم المسلمين للوقوف بجانب إخوانهم المسلمين في الصومال ومد يد العون لهم بكل وسيلة ممكنة موجهاً شكره لخادم الحرمين الشريفين لوقفته المعهودة لقضايا المسلمين خاصة فيما وقع للإخوان في الصومال.