لا يتحمس مراجعون لإدارات حكومية في متابعة معاملاتهم أمس السبت، على رغم أنه اول أيام استئناف الدوام الرسمي في الإدارات الحكومية عقب إجازة عيد الفطر المبارك، لمعرفتهم المسبقة أن الموظفين سيعتذرون عن خدمتهم بحجة أن يوم أمس «عيد ومعايدة»! لذا اختار الشاب سعيد آل مانع أن يؤجل زيارته إلى وزارة الصحة حتى صباح اليوم (الأحد) ثاني أيام بداية الدوام الرسمي، بأمل أن يجد موظفاً ليس له عذر في الامتناع عن خدمته بحجة أن «الدنيا عيد ومعايدة»، ولا سيما أن موضوعه شائك وطويل ويختص بمطالبته بالحصول على وظيفة توائم مؤهلة الدبلوم الصحي العالي في التمريض. في المقابل، تتفق معظم الوزارات الحكومية على إبراز حفلات المعايدة في يوم الدوام الأول باعتباره من الجوانب المشرقة للوزارة، والتركيز على الجانب الإنساني في معايدة الوزير والمسؤولين الكبار، وهم «يتفضلون» بالسلام على زملائهم الموظفين «الصغار» في هذه المناسبة الغالية. بل صارت وزارات حكومية تزيد من جرعات رسائل العلاقات العامة في هذا اليوم تحديداً، ولجأت إما إلى إعلان الموافقة على قرارات جديدة مهمة أو بث أخبار مفرحة لبعض شرائح الموظفين، كما فعل وزير الصحة عبدالله الربيعة، أو إلى رصد منجزات الوزارة طوال العام والتغني بها، كما فعلت وزارة التربية والتعليم، إذ اختار وزير الصحة عبدالله الربيعة مناسبة المعايدة لزف بشرى سارة لمنسوبي الوزارة العاملين على برنامج الكادر الصحي، مؤكداً أنه تم في هذا اليوم اعتماد المعايير اللازمة ل«بدل التميز»، وستصدر هذا اليوم، لافتاً إلى أن تطبيقه من الإدارات المعنية سيتم بناءً على معايير محددة، وأن التأخير كان في مصلحة العاملين؛ لأن المعايير أخذت «وقتاً دقيقاً جدّاً لتحديد معايير واضحة المعالم لمن يستحق هذا التميز»، بحسب ما نقل الموقع الإلكتروني للوزارة، متمنياً في التصريح ذاته أن يكون هذا حافزًا ودافعًا لكل الممارسين ليترجموا هذا التميز بالعمل والعطاء والخدمة المميزة للمستفيدين من الخدمات الصحية. أما وزارة التربية والتعليم فبجانب أخبار المعايدة من نائبي الوزير التي أرسلت للصحف، خصصت رابط موقع الوزارة لخبر واحد على الزائر أن يقرأه إجبارياً قبل أن ينتقل لصفحة الموقع الرئيسية، وهو خبر التباهي بتمكنها من تنفيذ الأوامر الملكية التي استفاد منها 150 ألف معلمة ومعلمة وإداري وإدارية، إما بالتثبيت أو التعيين، إضافة إلى تحقيق رغبة النقل والاستقرار ل140 ألف معلم ومعلمة. وعلى رغم أن حفلات المعايدة التي تنظمها الجهات الحكومية لا تمتد سوى نصف ساعة في الغالب، إلا أن «الدنيا عيد ومعايدة» كافية ل«تصريف» المراجعين طوال دوام اليوم الأول، وهو ما يخالف نظام تلك الجهات الحكومية ويخالف توجيهات الوزير أو المسؤول الأول في تلك الجهة، فهذه وزارة الخدمة المدنية تعلن أنه وبحضور وزير الخدمة المدنية عبدالرحمن بن عبدالله البراك ونائبه عبدالرحمن العبدالقادر، تبادل منسوبو وزارة الخدمة المدنية التهاني بعيد الفطر المبارك من الساعة الثامنة والنصف حتى الساعة التاسعة، جرياً على عادة ما بعد كل إجازة عيد، وهو ما يشدد عليه القانوني عبدالرحمن أبو سالم الذي ينبه إلى أن إجارة الموظف في الدولة محفوظة له ويتمتع بها جميع الموظفين عدى الموظفين المناوبين الذين تتطلب أعمالهم المناوبة، ولا يجوز قانونياً أن يمتنع الموظف عن استقبال المراجع بحجة أن هناك حفلة عيد ومعايدة.