حجبت «المركزية» التي تتعامل بها هيئة الرقابة والتحقيق في ربط التقارير الإعلامية بمكتب الرئيس لإصدار بياناتها الاعتيادية حول غياب الموظفين الحكوميين، الإعلان النهائي عن معدل الحضور والغياب في اليوم الأول من العودة للعمل بعد إجازة عيد الأضحى المبارك، في الإدارات الحكومية. ورغم تكثيف الجولات التفتيشية أمس في أول أيام العمل الرسمي عقب الإجازة الرسمية، إلا أنه لم تتضح بدقة نسبة الحضور أو الغياب في أوساط نحو 350 ألف موظف حكومي، بدأت عودتهم أمس «يستثنى 500 ألف معلم ومعلمة يعودون السبت المقبل مع الطلاب». وفيما أحالت مصادر مطلعة، إمكانية الوصول إلى المعلومة الصحيحة من خلال مكتب الرئيس الذي يعلنها عبر موقعه الإلكتروني، وقف العطل الفني بالمرصاد لهذا الرصد، حيث يعاني الموقع عطلا فنيا، مع وجود رابط لموقع المجموعة الوطنية للتقنية. وسارعت المصادر للتأكيد على صعوبة حصر أو إحصاء النسبة في اليوم الأول «نتيجة تغيب عدد من الموظفين بأعذار طبية، أو استئذان من رؤسائهم المخولين، أو تقاعد البعض، كما لا يمكن تفنيد الغيابات، وحصر أعداد المتسيبين خلال أقل من 11 ساعة من بدء الدوام الرسمي». لكن المصدر طالب بضرورة استخدام التقنية في جميع القطاعات الحكومية لإثبات حضورهم وانصرافهم، مشيرا إلى أن تطبيق نظام البصمة أصبح ضرورة ملحة بعدما أثبتت الجولات الرقابية في الدوام الرسمي وجود خلل في نظام الالتزام بساعات العمل الرسمية، حيث إن عددا كبيرا من موظفي الدولة يوقعون الانصراف في اليوم الثاني مع توقيع الحضور. وكانت الهيئة رصدت قبل أقل من ثلاثة أشهر «بعد إجازة عيد الفطر المبارك»، تخلف 68639 موظفة وموظفا، من بين 888705 من منسوبي الجهات الحكومية، الذين شملتهم 13643 جولة، على 28 وزارة وجهة حكومية. وأعلنت الهيئة أن نسبة غير المنتظمين تراوحت بين 7.7 % و92.3 %، من إجمالي الموظفين المنتظمين بالدوام في كل جهة. بينما رصدت في جولاتها الميدانية لتقييم أداء الجهات الحكومية المشمولة ببرامج المراقبة استغلال السيارات الرسمية من قبل موظفي الجهات الحكومية، واستمرار استخدامها حتى بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية في تلك الجهات، واتضح أن الموظفين المستخدمين لتلك المركبات الرسمية خلال أوقات العمل وخارجها يصرف لهم بدل النقل الشهري ما يعد مخالفة يعاقب عليها النظام. تهانٍ لفظية وفي جدة حالت التحذيرات المسبقة من الجهات الرقابية، بمتابعة آلية العمل والمخالفات الجانبية، في أول يوم بلا هوادة، إضافة إلى سيل الانتقادات التي طالت مواقع حكومية بشأن البذخ والتجهيزات لمناسبات المعايدة، دون إقامة ولائم المعايدات داخل العديد من الإدارات الحكومية، التي اكتفت، أمس، بتوفير التمور والقهوة العربية والحلوى الخفيفة بعيدا عن بروتوكول الوجبات والسفر. وأبلغ منسوبون يعملون في إدارات حكومية «شمس» أمس أن المعايدات اختلفت عما كانت عليه في السابق، حيث اقتصرت على تهانٍ عابرة، واستأثر المنتهون من أداء مناسك الحج بالنصيب الأكبر منها، في حين أن هناك موظفين أدوا الحج وزعوا هدايا مختلفة منذ وقت باكر على زملائهم تمحورت في السبح وبعض المقتنيات الصغيرة. وعلمت «شمس» أن توجيهات صارمة فرضت، أمس، في الإدارات الحكومية مثل الأمانة والجهات الخدمية وفروع الوزارات بالالتزام بالدوام الرسمي، بعيدا عن الأذونات والإجازات الاستثنائية أو التمديد الذي لجأ إليه بعض الموظفين مع تأجيل عودة المدارس، في حين وعدت جهات حكومية بقرارات داخلية صارمة حيال الغياب أو التأخير. كثافة مراجعين وحسم الحضور المبكر للمراجعين، بوصلة المعايدة في جوازات جدة أمس. وفيما امتلأت الصالات على اتساعها بالمراجعين منذ وقت مبكر، قبل توافد الضباط والأفراد، حول مدير جوازات محافظة جدة العميد سالم بن بخيت الزهراني، شكلَ المعايدات إلى ألفاظ تهانٍ، وتبريكات، بدلا من الجلسات المعروفة في الإدارات الحكومية الأخرى. وأوضح الزهراني صعوبة إقامة حفل معايدة لمنسوبي الجوازات، « وذلك لوجود مراجعين على مدار اليوم، الذي بدأ الدوام فيه عند الساعة السابعة والنصف صباحا، وكان حضور المراجعين قبل ذلك، لذا اكتفينا بتبادل التهاني فقط». وأوضح أنه حسم الأمر مبكرا من خلال الجولات التي أجراها على الأقسام المختلفة في الإدارة، حاثا إياهم على العمل بجدية لإنهاء إجراءات المراجعين في أسرع وقت ممكن، تفاديا لأي ازدحام، «لاحظنا انسيابية العمل خلال اليوم الأول بعد التوقف لفترة إجازة عيد الأضحى المبارك، ولم نلحظ أي معوقات أو مشكلات تعيق العمل سواء للمراجعين أو العاملين في الجوازات، على الرغم من أن أول يوم دائما ما يشهد ازدحاما من المراجعين وذلك نظرا إلى توقف معاملات المراجعين أثناء فترة الإجازة، مع أن بعض الأقسام في إدارة الجوازات كانت تمارس عملها أثناء إجازة عيد الأضحى، فيما باشر كثير من الموظفين العمل في موسم الحج». ورصدت «شمس»، أمس، كثافة من المراجعين لإنهاء معاملاتهم بعد توقف عمل الجوازات في فترة العيد. أنا صائم وفي الرياض، رفع نائب وزير العمل الدكتور عبدالواحد الحميد، أياديه على فيه، معلنا الصمت عن التعليق على أي شيء في المعايدة التي أقامتها وزارة العمل بمقرها أمس. وسارع الحميد للقول مازحا، «الناس على دين وزرائهم، أنا صائم، أنا صائم، وسوف نلتقي بكم بعد انتهاء فترة الصوم»، رافضا تحديد موعدها. وكان وزير العمل المهندس عادل فقيه أعلن الصوم عن التعليق أو التصريحات الصحفية، لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر من بداية تكليفه بمهام الوزارة بموجب الأمر الملكي الصادر في 8/9/1431ه، والتي يفترض أن تكون نهايتها في 8/12/1431 ه، «انتهت المهلة قبل 9 أيام». تميز الصحة وفي وزارة الصحة استغل وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، مناسبة المعايدة، لحث منسوبيه على مضاعفة الجهد لتوفير أفضل الخدمات، سيرا على درب النجاح الذي تحقق هذا الموسم في حج 1431 ه. وشدد على أن وزارته تميزت في موسم الحج، في عملها الرائد والمنظم وتقديم رعاية كاملة وشاملة للحجاج «في هذا العام لم نكتف بالرعاية الصحية الأولية أو الثانوية أو الثلاثية، بل امتدت جهود الصحة إلى المستوى الرابع». وبين أنه تم إجراء نحو 230 عملية قسطرة قلب، و15 عملية قلب مفتوح في هذا الموسم، وللمرة الأولى حيث يتم نقل الحاج المريض بنوبة قلبية على وجه السرعة عبر الإخلاء الجوي أو الإسعاف الطائر أو الإسعاف الأرضي إلى مدينة الملك عبدالله الطبية أو مستشفى النور بمكة المكرمة، وهو ما يؤكد قدرة الوزارة على التعامل مع جميع الحالات التي قد تعترض ضيوف الرحمن في وقت الأزمات والتجمعات البشرية والحشود. تقوية الروابط وفي الشؤون الاجتماعية أعلنت الوزارة أن معايدتها منسوبيها لتقوية الروابط الاجتماعية وزيادة الانتماء وتطبيق عملي للتواصل المفتوح بين منسوبي الوزارة وقيادتها. وعايد وكيل الوزارة للضمان الاجتماعي محمد العقلا منسوبي الوزارة، وتناول الحضور طعام الإفطار الذي أعد بهذه المناسبة .