التقى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي امس في السراي الكبيرة، نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان، وبحثا بحسب اللهيان، «في العلاقات الثنائية بين البلدين وكل مذكرات التفاهم الثنائية التي سبق ان وقعتها الدولتان في عهد حكومة الرئيس سعد الحريري وبعضها وقع خلال زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد للبنان، وآخر خلال زيارة الحريري طهران»، وقال: «أعربنا عن استعداد بلدنا الكامل لوضع هذه الاتفاقات موضع التنفيذ، وتبادلنا وجهات النظر حيال آخر المجريات على الساحة السورية، وقلنا إن الاوضاع في سورية آخذة في التحسن، وأن الارهابيين وأفراد المجموعات المسلحة يعيشون يوماً بعد يوم حالاً من الأفول والهزيمة». وأعلن اللهيان تأييد ايران «الشعب السوري الفهيم الناضج والواعي والاصلاحات السياسية التي قام بها الرئيس السوري بشار الاسد. اما في ما يتعلق بالحرب الاعلامية التي تشنها الولاياتالمتحدة على خلفية احتمال وجود اسلحة كيماوية في سورية، فنعتقد ان الامر مجرد كلام وادعاءات اعلامية لخدمة التوجهات والأهداف السياسية الاميركية والدول والأطراف التي تعادي سورية حكومة وشعباً». وأكد ان بلاده «ستستمر في شكل قوي ومقتدر في تقديم الدعم لسورية بقيادتها وحكومتها وشعبها في الاتجاه الذي يحفظ سورية في محور المقاومة والممانعة، ونحن على ثقة تامة بأن سورية كعضو في جبهة المقاومة والممانعة ستتمكن من ان تخرج مرفوعة الرأس من هذه الازمة التي تعيشها حالياً». وأعلن ادانة «اي انعكاس سلبي للأوضاع الأمنية في سورية على لبنان ورفضها بشدة، ونحن سنستمر بكل قوة واقتدار في دعم الجمهورية اللبنانية الشقيقة في محور المقاومة والممانعة». وزار اللهيان رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وأشار إلى أن البحث تركز على «التطورات الإقليمية والدولية وعلى الساحتين السورية والبحرينية، ونحن نفند الادعاءات الأميركية عن احتمال امتلاك السلطة السورية الأسلحة الكيماوية وفي المقابل نعرب عن قلقنا العميق لأن السلطات البحرينية تستخدم الغازات السامة ضد المواطنين البحرينيين العزل». ولفت إلى أن البحث تناول «ملف الإمام المغيب السيد موسى الصدر ورفيقيه، وكان تأكيد إيراني - لبناني إضافة إلى عائلة الإمام الصدر لمتابعة كل المستجدات المتعلقة بهذا الملف الإنساني المهم مع السلطات المعنية الجديدة في ليبيا، وليس هناك أي دليل دافع يدل على استشهادهم». ورحب اللهيان بمبادرة الرئيس المصري محمد مرسي عقد لقاء رباعي من أجل بحث الأزمة السورية، والجمهورية الإسلامية لديها تصور للعملية السياسية وستقوم بطرح هذا التصور أثناء اللقاء الرباعي». وعن دعوة رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية إلى قمة عدم الانحياز واستثناء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال: «وجهنا دعوة رسمية إلى عباس واستناداً إلى الأعراف المتبعة في مثل هذه المحافل الدولية وجهنا دعوة لبعض الشخصيات السياسية المعروفة والمشهودة من أجل المشاركة كضيوف خاصين». الداعوق وطرابلس والإعلام ونقل وزير الإعلام وليد الداعوق عن ميقاتي بعد زيارته قوله ان «الأوضاع في طرابلس تتجه نحو الاستقرار، في ضوء التدابير والإجراءات التي يتخذها الجيش وقوى الأمن الداخلي، بدعم ومساندة من كل القوى السياسية في المدينة». وأطلع الداعوق رئيس الحكومة على نتائج الاجتماع الذي عقده مع المجلس الوطني للاعلام وممثلي وسائل الاعلام اول من أمس والاتفاق الذي افضى اليه ب «تأكيد التمسك بالحريات الاعلامية مع التزام وسائل الاعلام الحفاظ على السلم الأهلي وعدم تكرار الأخطاء الاعلامية التي حصلت سابقاً»، وقال ان ميقاتي اكد «دعم الحكومة الحريات الاعلامية وحق وسائل الإعلام في نقل الرأي والرأي المخالف والتزام دفتر الشروط الذي منحت التراخيص على اساسه والمساهمة في تعزيز اللحمة بين اللبنانيين وتخفيف أجواء التشنج في هذه المرحلة بالذات والمحافظة على الاستقرار والسلم الأهلي في البلاد». وأبدى ميقاتي، بحسب الداعوق، ارتياحه الى «إجماع كل القيادات والفاعليات في طرابلس على رفض الفتنة التي يسعى بعضهم باستمرار الى تعميمها في طرابلس وكل الشمال ومنها في كل لبنان». تصريح علوش اخبار وأبلغ ميقاتي وزير الإعلام انه «طلب من وزير العدل شكيب قرطباوي اعتبار تصريح النائب السابق مصطفى علوش بشأن عمليات تسلح في طرابلس بمثابة إخبار والتحقيق فيه لكشف المعطيات وإحالة الملف على المراجع المختصة. وشدد على ان القضاء باشر تسطير الاستنابات القضائية في حق المخلّين بالأمن والقانون على كل الاراضي اللبنانية». وأكد ميقاتي ان «لدى القوى السياسية في البلاد إرادة قوية لإنهاء الحوادث التي تحصل بسرعة ومنع تفاقمها ولو أن ثمة نية لدى بعض الاطراف كما نسمع من هنا وهناك لإشعال الفتنة، فإن ما شهده لبنان في الاشهر الاخيرة كان كفيلاً بإشعالها». وعن الانتقادات بشأن طريقة المعالجة، نقل الداعوق عن ميقاتي قوله إن «هذه المعالجة وفرت على لبنان حمامات من الدم، وأقبل هذا الانتقاد على أن تسقط قطرة دم واحدة. صحيح أن الامن لا يتم بالتراضي ولكن الحكمة والتروي مطلوبان».