أكد النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي عزم بلاده على «تمتين حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وتقويتها»، واعتبر «أن الديموقراطية والحرية في لبنان قل نظيرهما في المنطقة»، متمنياً «أن تقتدي بقية الدول به». وشدد على الدعم الإيراني «الجدي والشامل لتقدم الشعب اللبناني». ودان رحيمي «التدخلات الخارجية في الشأن السوري»، معتبراً أنها «تتعارض مع المصلحة العليا للشعب السوري»، ودعا إلى «إتاحة المجال أمام الرئيس السوري لكي يتحدث مع شعبه ومع المعارضين ليصلوا إلى طريق الحل السياسي المناسب الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى تشكيل حكومة سورية قادرة وتقوم بالإصلاحات السياسية المطلوبة». لقاء سليمان وكان رحيمي الموجود في لبنان برفقة وفد إيراني وزاري ونيابي كبير، واصل لقاءاته السياسية أمس على هامش اجتماعات اللجنة العليا المشتركة اللبنانية - الإيرانية، وقابل رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وتركزت المحادثات بينهما بحسب بيان للمكتب الإعلامي في القصر الجمهوري، على «علاقات لبنان الإقليمية والدولية، إضافة إلى تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط». وأوضح البيان أن سليمان «تسلم من رحيمي رسالة خطية من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تضمنت دعوة إلى مؤتمر دول عدم الانحياز الذي ينعقد في طهران». واطلع المسؤول الإيراني سليمان خلال اللقاء، «على المحادثات التي أجريت مع المسؤولين في إطار اللجنة العليا المشتركة اللبنانية - الإيرانية»، لافتاً إلى «التزام إيران الكامل دعم لبنان وعقد اتفاقات تعاون بين البلدين». ميقاتي واللجنة العليا وترأس رحيمي ظهراً، الجانب الإيراني في اجتماع اللجنة العليا المشتركة التي انعقدت في السراي الكبيرة ، فيما ترأس الجانب اللبناني رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وجرى توقيع ثلاثة برامج تنفيذية لمذكرات تفاهم سابقة، الأول وقعه وزير الصناعة اللبناني فريج صابونجيان ووزير الطرق والأشغال العامة الإيراني علي نيكزاد، ويتعلق الثاني بتوسيع نطاق التعاون العلمي والفني بين لبنان وإيران في مجال المواصفات وتبادل المعلومات والخبرات والتدريب. وتناول البرنامج التنفيذي الثالث الاعتراف المتبادل بشهادات المطابقة. مؤتمر صحافي وعقد ميقاتي ورحيمي مؤتمراً صحافياً مشتركاً استهله الأول بكلمة أوضح فيها أنه جرت «مراجعة المواضيع المشتركة التي سبق أن نوقشت بين الجانبين في لقاءات سابقة. وكان الرأي متفقاً على متابعة الخطوات في سبيل تعزيز العلاقات الثنائية، وثمة مشاريع مشتركة بعضها سيستكمل تنفيذه وبعضها الآخر سيجري العمل على وضعه موضع التنفيذ وفقاً للأنظمة المرعية الإجراء في كل من البلدين». وشكر ميقاتي لإيران «الدعم الذي قدمته وتقدمه للبنان، والاستعدادات الطيبة التي تبديها لمساعدته في المجالات كافة»، مستذكراً مواقف المسؤولين الإيرانيين «المؤيدة سيادة لبنان واستقلاله وسلامة أراضيه وللنضال في سبيل تحرير أرضه من الاحتلال الإسرائيلي والحرص الذي تبديه إيران على دعم الجهود التي تقوم بها الحكومة اللبنانية للحفاظ على الاستقرار في لبنان، وتعزيز الوحدة والتضامن والألفة بين أبنائه، الأمر الذي جنّب لبنان تداعيات ما يجري من أحداث في دول عربية شقيقة ولا سيما سورية، هذه الأحداث التي يقف لبنان حيالها موقف الحريص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول، مع الرغبة في أن تجد نهاية قريبة وفقاً لما تتمناه شعوب هذه الدول بعيداً عن العنف والاقتتال وسفك الدماء». وأشار إلى أن البحث طاول «منطقة الشرق الأوسط في ضوء استمرار إسرائيل في سياساتها العدوانية المدانة ضد الشعب الفلسطيني الشقيق والأراضي الفلسطينيةالمحتلة»، وكرر الموقف اللبناني «الثابت بحق الفلسطينيين في العودة». رحيمي ونوه رحيمي بالترحيب الذي لقيه الوفد الإيراني في لبنان، ووصف محادثاته مع ميقاتي ب «المفيدة والبناءة والطيبة». وحرص على الإشارة إلى أن البحث تركز على «كل الاتفاقات التي جرى التوقيع عليها خلال زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى لبنان وزيارة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إيران»، وقال: «واليوم من خلال عمل مشترك بادرنا إلى مراجعة تلك الاتفاقات ومذكرات التفاهم، واتخذنا القرارات المناسبة في شأنها، وجرى التوقيع على المنجز منها من قبل الوزراء المعنيين، أما الاتفاق الكلي فجرى التوقيع عليه من قبلي ومن قبل الرئيس ميقاتي». وأوضح رحيمي أنه جرى التداول «في الأمور الأساسية في مجال نقل الطاقة الكهربائية وإيجاد معامل الطاقة الكهربائية»، وقال إن حكومة بلاده «تريد أن تعمل على نقل خطوط الطاقة الكهربائية وإيجاد معامل الطاقة من أجل إعادة إنارة المصابيح الكهربائية في منازل جميع الأخوة اللبنانيين من كل العائلات الروحية وفي كل المناطق اللبنانية العزيزة، وجرت مناقشة هذه الأمور من قبل الخبراء ومن قبل الوزراء المعنيين». وتحدث عن لقائه سليمان «وقدمنا له شرحاً مسهباً لكل ما جرى التطرق إليه، وفي خلال المفاوضات الثنائية أتينا على ذكر الإمام المغيب السيد موسى الصدر الذي نحن في صدد البحث عن مصيره بالتعاون مع البلد الصديق لبنان، وهناك طبعاً بعض الآثار الموجودة عن ذلك الإمام الحكيم والعالم الإسلامي المنير الذي طالما نادى بالوحدة بين المسلمين، ونأمل أن نعثر على آثار تدل عليه». وأضاف: «البحث تطرق أيضاً لموضوع الديبلوماسيين الإيرانيين الأربعة الذين اختطفوا على يد الغدر الصهيونية في لبنان عام 1982. فالجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تكل ولن تمل في متابعة هذين الملفين الأساسيين وتسعى إلى إيجاد أثر ما يدل على الإمام المغيب السيد موسى الصدر وعلى الديبلوماسيين الإيرانيين الأربعة». وجدد دعم طهران «للمقاومة في لبنان والقوى في فلسطين في مواجهة العدو الإسرائيلي وستواصل دعمها للرئيس الأسد بكل ما أوتيت من قوة». وعن الملف النووي، فقال انه «تم تأييد الحقوق الايرانية المشروعة، ونأمل أن نتمكن في المفاوضات بغداد من القيام بالخطوات الأخرى البناءة ونتوقع من الطرف الآخر التخلي عن تلك الذرائع الواهية التي تمسك بها طيلة الفترة الماضية في مجال توتير الأجواء في المنطقة وتوتير العلاقات الإيرانية مع دول أخرى، وكما أقر بمشروعية حق الجمهورية الإسلامية الإيرانية في امتلاك الطاقات النووية السلمية، نأمل أن يعودوا إلى الصواب والرشد كي نستطيع مرة أخرى أن نقوم بخطوة إضافية ومناسبة في مجال إزالة أسباب التوتر بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبقية دول هذه المنطقة». وإذ نوه ب «الديموقراطية والحرية السائدتين في لبنان وقل نظيرهما في المنطقة»، نبه إلى «أن أيدي التخريب استخدمت من قبل العدو الإسرائيلي في هذا البلد الشقيق الذي لم يتعاف بحده النهائي، لذلك ينبغي على كل الغيارى من أبناء هذا الشعب الشقيق ومن كل رجال الدولة الأعزاء في لبنان أن يشحذوا الهمم في مجال إصلاح ما تهدم، وبالتالي نحن لدينا ثقة تامة بذلك، وأبلغنا حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في شكل أكيد وواضح أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تألو جهداً في تقديم يد الدعم والمساعدة للبنان للنهوض من جديد». وأعلن رحيمي أن بلاده «في عجلة من أمرها في استجرار الكهرباء إلى لبنان». تزامن زيارتي فيلتمان وليبرمان وعن تزامن زيارة رحيمي لبنان مع زيارتين للمسؤولين الأميركيين جيفري فيلتمان وجوزيف ليبرمان وعما إذا كانت هناك إملاءات أميركية، رأى ميقاتي أنها «ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها جميع الأطراف في لبنان، فلبنان منفتح دائماً على كل الدول العربية والإقليمية والدولية، وأعتقد بأنه من محض الصدفة تزامن الزيارتين في اليوم نفسه، لكن في الواقع لم نتلق أي شيء لا إملاءات من هنا ولا من هناك، ولم التق حتى الآن السفير فيلتمان وسألتقيه مساء اليوم (أمس)، وهذا السؤال هو محض افتراضي ولا أساس له لا من قريب ولا من بعيد، وأردد دائماً أن المصلحة اللبنانية العليا تقتضي أن نكون على علاقة جيدة وممتازة مع جميع الأطراف من دون استثناء، ولا يمكن للبنان إلا أن يكون على علاقة جيدة مع الجميع». وعن دور تقريبي يمكن أن يقوم به لبنان بين إيران والولايات المتحدة، أجاب ميقاتي: «نعرف تماماً حجم لبنان ودوره، لذا علينا أن نتطلع إلى أمورنا الداخلية». واكد رحيمي ان الاتفاقات التي وقعت لها «صيغة شفافة». وحرض ميقاتي على التأكيد في نهاية المؤتمر الصحافي، أن «الطرفين اللبناني والإيراني حريصان على توطيد العلاقات الثنائية وهذا التعاون مبني على أساس معرفة كل بلد لخصوصية البلد الآخر، وأقدر للجانب الإيراني معرفته تماماً بالخصوصية اللبنانية في هذه الظروف بالذات، لذلك أقول إن هذه العلاقة ستتوطد وسيكون التعاون مرتكزاً على القواعد والمبادئ والقوانين والأنظمة المرعية الإجراء، وأشكر للجانب الإيراني تفهمه هذا الموضوع، وأريد أن أطمئن الجميع إلى أن العلاقة جيدة والمحادثات التي أجريناها اليوم مثمرة وتشكل قواعد أساسية لمستقبل زاهر». مأدبة بري وأقام رئيس المجلس النيابي نبيه بري على شرف رحيمي والوفد المرافق مأدبة غداء حضرها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ونائبه سمير مقبل ووزراء وسفراء: إيران، السعودية، الكويت، سورية، قطر، الإمارات العربية المتحدة، باكستان، إندونيسيا، الجزائر، سلطنة عمان، تركيا، السودان وكازاخستان، وأعضاء لجنتي الشؤون الخارجية والصداقة البرلمانية اللبنانية - الإيرانية وكتلتي «التنمية والتحرير» و «الوفاء للمقاومة». واعتبر بري في الكلمة أن زيارة الوفد الإيراني «تأتي في لحظة سياسية إقليمية مهمة نظراً للتحديات المشتركة المفروضة على منطقتنا». ورأى «أن رغبة المخططين للوقائع الجارية في المنطقة ليس تطوير النظام السياسي للمنطقة والوصول إلى الديموقراطية والحكم الرشيد والشفافية بل إن ما يجري تمويه للنوايا بهذه العناوين من أجل خلط الأوراق وإيقاظ المشكلات النائمة العرقية والطائفية والمذهبية والمشكلات النائمة، بهدف وضع الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحديداً على منظار تصويب الفتنة المذهبية». وأكد التعويل «كثيراً على وعي ومسؤولية النظام الإسلامي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعلى القيادة العربية في إفشال وإخماد المخططات الفتنوية». وأشار بري إلى أن «المسألة السورية تدق على أبوابنا، وإذ ننأى بأنفسنا عن تفصيلاتها فإننا نقصد عدم جر لبنان إلى وقائعها وعدم جعل لبنان موقعاً لصب الزيت على نارها ونحاول أن نقدم أنفسنا كأنموذج للعيش المشترك من دون أن ننسى اليد السورية البيضاء التي امتدت لإنقاذ لبنان ساعة الفتنة». وقال: «أن لبنان القوي بوحدته وبمثلث شعبه وجيشه ومقاومته قوة لأمته خصوصاً في هذه اللحظة السياسية التي تواصل فيها إسرائيل محاولة الاصطياد في المياه العربية والإقليمية العكرة». ورأى بري أن زيارة رحيمي «فرصة للمكاشفة والمصارحة على مستوى المنطقة مؤكداً ان ايران «لا تصدّر ثقافة مذهبية بل ثقافة إسلامية مقاومة الأمر الذي يحرج سلطة القرار الدولي التي تسعى لجعل أمن إسرائيل فوق كل اعتبار، كما أنها تصدر ثقافة الوحدة ولا تريد ولا تسعى ولا من مصلحتها إيجاد خصوصية شيعية في نظام المنطقة والعبث بنظامها أو أمنها، لذلك فإن تحشيد الكثير من القوى الدولية والإقليمية تحت ستار التصدي لما يوصف بالهلال الشيعي مؤامرة على المنطقة في حاضرها وحضارتها وعقيدتها ومصالحها». نصر الله يشكر إيران اعلن إعلام «حزب الله»، ان الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله التقى النائب الاول للرئيس الايراني محمد رضا رحيمي يرافقه الوفد الوزاري الايراني وعدد من نواب مجلس الشورى الإسلامي ومعاوني الوزراء، ومعاون وزير الخارجية الإيراني والسفير الإيراني، وجرى التداول بالأوضاع السياسية في المنطقة والتهديدات الإسرائيلية لدول المنطقة وشعوبها». ونقل البيان الاعلامي عن الجانب الإيراني تأكيده «استعداد إيران الدائم لمساعدة لبنان في جميع المجالات والوقوف إلى جانبه في مختلف الظروف، وجدد نصر الله شكر المقاومة والشعب في لبنان للجمهورية الإسلامية قيادة وحكومة وشعباً على دعمها الدائم والمستمر للبنان حكومة وشعباً ومقاومة، وعلى تحملها أعباء هذا الموقف الإنساني والأخلاقي والتاريخي، وأكد ثبات المقاومة الإسلامية على نهجها وطريقها ويقينها بالانتصار وقدرتها على مواجهة كل التحديات الآتية». وزار رحيمي على رأس وفد كبير ضريح المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله، وكان في استقباله السيد علي فضل الله، وعلماء وشخصيات. وادلى رحيمي بتصريح نوه فيه ب «الخطب الحكيمة والكلمات الرشيدة والمواعظ البليغة التي لطالما نطق بها السيد فضل الله طوال حياته الشريفة المباركة، ولا تزال تتردد أصداؤها ليس فقط في هذا البلد العزيز لبنان، وإنما في سائر أرجاء العالم الإسلامي وهو نادى أولاً بدعم المقاومة واحتضانها وحمايتها، وثانيا بالوحدة والألفة والانسجام بين أبناء الشعب اللبناني كافة، في الاتجاه الذي يعزز وحدته وصموده واستقراره». وكان الوفد الايراني زار ضريح القائد العسكري في «حزب الله» عماد مغنية.