فاجأ إعلان استقالة عائلة عبد الحميد شومان من «البنك العربي»، إحدى أكبر المجموعات المصرفية في الشرق الأوسط وأعرقها، الأوساط المالية في عمّان. وأقفل سهم المصرف، بعد نبأ استقالة شومان على تراجع حاد نسبته 3.38 في المئة. ولم يستبعد بعضهم أن «يضرّ» غياب شومان ب «البنك العربي». ولم تدخل الاستقالة حتى الآن حيز التنفيذ، إلى حين عقد اجتماع لمجلس الإدارة ليبتّها قبولاً أو رفضاً. وبعد صدور نبأ الاستقالة، نُظمت اعتصامات أمام مقر إدارة المصرف احتجاجاً عليها. وكان شومان قدم الاستقالة العائلية الأسبوع الماضي، في رسالة وجهها إلى موظفي «البنك العربي»، أشار فيها الى وجود خلافات مع الرئيس التنفيذي وعدد من أعضاء مجلس الإدارة حول أسلوب إدارة المصرف، وأعلن «إصابته بخيبة أمل كبيرة ... بالأشخاص المناط بهم حماية مصالح المصرف... الذين لم يعيروا (الملاحظات) أي اهتمام، كما لم يناقشها المدير العام التنفيذي ... ما دفعني إلى دعوة المجلس إلى الاجتماع، لدرس هذه الملاحظات وموقف المدير العام التنفيذي منها». وأشار محللون الى خلافات داخل إدارة المجموعة، التي تملك المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي الأردنية نحو 15.5 في المئة من أسهمها، إذ عيّن أخيراً محافظ البنك المركزي الأردني السابق فارس شرف ليكون إلى جانبه في معركته الداخلية. وافترض آخرون، أن تكون للخلافات صلة بدور المصرف في هيكلة قروض لتمويل استثمارات كبيرة في قطاع العقارات في الأردن. واتخذت الحكومة الأردنية سلسلة إجراءات احتياطاً لحماية مصالحها الحيوية بعد الاستقالة المدوية لعائلة شومان العريقة من إدارة المصرف، وبروز مؤشرات على صراع نادر بين ثلاث عائلات استثمارية كبيرة هي شومان والمصري والحريري. إذ أكد محافظ البنك المركزي الأردني زياد فريز، أن «هذه الخطوة لن تؤثر في أوضاع المصرف لأنه يُعدّ من المؤسسات العربية والوطنية الرائدة، ويتابع البنك المركزي الأردني أوضاعها دورياً ضمن دوره الرقابي». وشدّد على «سلامة الوضع المالي للمصرف والسيولة فيه ومتانتهما محلياً وإقليمياً ودولياً». واشترت مؤسسة الضمان الاجتماعي، التي تمثل ذراع الدولة الاستثمارية في مجموعة «البنك العربي» نحو 100 ألف سهم من السوق المالية طرحت فوراً بسعر منخفض بمجرد انسحاب شومان، الذي لم يتشاور مع أي طرف في الحكومة الأردنية، مكتفياً بإبلاغ الجميع بالأمر عبر رسالة استقالته إلى وكالات الأنباء والموظفين في المصرف، على ما قال وزير المال الأردني سليمان الحافظ، الذي نقل «استياء السلطات من تصرف عائلة شومان». ووجه عدد كبير من رجال المال اللوم للعائلة، إذ اعتبروا أنها «تقصدّت الانسحاب بإثارة ضجيج، إذ أثارت طريقة الاستقالة وتوقيتها الشك، اذ أُبلغت في بيان عبر الإعلام ومن دون العمل على إبلاغ مجلس الإدارة والبنك المركزي خلافاً للقانون والتقاليد. كما رُفعت الاستقالة الخميس الماضي، أي في نهاية الأسبوع وقبل عطلة عيد الفطر التي تستمر أربعة أيام. ويؤكد ذلك تقصّد عائلة شومان إثارة بلبلة في السوق المالية. ولا يعرف حتى الآن كيف ستنتهي هذه المفاجأة التي بدأت ظهر الخميس في عمّان، والى أين ستصل إلى حين انتهاء عطلة عيد الفطر. يُذكر أن أرباح «البنك العربي» نمت في شكل كبير في النصف الأول من السنة بنسبة 10 في المئة، متجاوزة 360 مليون دولار.