يترقب المستثمرون في بورصة عمّان حركة سهم «البنك العربي» بعد عطلة عيد الفطر، ويبدي كثيرون منهم قلقاً من استمرار تراجعها الذي بدأته أول من أمس فور شيوع خبر استقالة أسرة شومان من مجلس إدارته لخلاف مع المجلس والإدارة التنفيذية. وبلغ التراجع في آخر أيام التداولات هذا الأسبوع 3.9 في المئة. وقال الخبير الاقتصادي نصر عبدالكريم إن السوق الأردنية تأثرت في شكل سلبي باستقالة رئيس مجلس إدارة المصرف عبدالحميد شومان، وأبناؤه الأعضاء عبدالمجيد ودينا ومنى، مضيفاً لوكالة «معاً» أن السوق ستتأثر في شكل اكبر فور افتتاحها الأربعاء بعد عطلة العيد. وأضاف»: ستبقى السوق تتعامل مع خبر الاستقالة في شكل سلبي لأن العالم والمساهمين كانوا ينظرون إلى عائلة شومان على أنها صمام أمان للمصرف وعامل ثقة واستقرار إذ عاشت مع المصرف اكثر من 80 سنة». «نهجان مختلفان» وأشار عبدالكريم الى أن استقالة من هذا النوع على خلفية خلافات مع مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية «تعني أن هناك نهجين مختلفين في المصرف، فالاستقالة غير طبيعية وهذا ما ينظر إليه المساهم، وإذا لم يصدر أي شيء توضيحي فإن حركة الأسهم ستتأثر في شكل كبير». ولم ير عبدالكريم أي غموض في «البنك العربي» سوى في موضوع عائلة شومان وعلاقتها بالمصرف وتركيبة الملكية وكيف انحصرت ملكية آل شومان وضعفت وانتقل الثقل إلى مساهمين آخرين، «وهذا يدل على أن الصراع بين الإدارة في المصرف لم تكن وليدة اللحظة بل صراع قديم». واعتبر رجل الأعمال منيب المصري، وهو أحد المساهمين في المصرف، أن الاستقالة لن تؤثر في المساهمين وحركة الأسهم لأن حصة عائلة شومان أصبحت صغيرة. وأضاف أنه فوجئ بالاستقالة «فعلى مدار 40 سنة كان مجلس الإدارة متعاوناً جداً مع الإدارة التنفيذية». وقال إن «الحكومة الأردنية ستتصرف بحكمة في هذا الموضوع». وأضاف أن حصة عبدالحميد شومان لا تتعدى 2.2 في المئة». وبموجب القانون، يتولى نائب رئيس مجلس الإدارة صبيح المصري مهمات رئاسة المجلس، الذي يشمل في عضويته ممثلين عن مؤسسات وطنية وعربية إقليمية. وعقد المصري اجتماعاً طارئاً، بعد ظهر أول من أمس مع كبار مديري المصرف لمناقشة التداعيات والأوضاع الداخلية للمؤسسة بعد استقالة شومان وعائلته من مناصبهم الإدارية. يشار إلى أن البيانات المالية ل «مجموعة البنك العربي» للنصف الأول من 2012 أظهرت استمراراً في نمو الأرباح، إذ حقق المصرف أرباحاً صافية بعد الضرائب والمخصصات بمبلغ 360.3 مليون دولار مقارنة ب 327.2 مليون دولار في الفترة المقابلة لعام 2011 وبمعدل نمو مقداره 10 في المئة، على رغم الظروف والمتغيرات الإقليمية والدولية. وكانت وكالة التصنيف العالمية «فيتش»، أكدت الشهر الماضي تقويمها للمصرف عند «-A» مع تطلع مستقر، ويأتي هذا تأكيداً لمتانة الوضع المالي ل «البنك العربي». وكان عبدالمجيد شومان، والد عبدالحميد شومان، أسس «البنك العربي» في القدس عام 1930، وتعد «المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي» و«سعودي أوجيه» و«أوجيه ميدل إيست هولدنغ» و«مؤسسة عبدالحميد شومان» من أبرز المساهمين فيه.