لو نظرنا إلى مائدة الإفطار الرمضانية لوجدناها قد غزيت بما «لذ» و»طاب» من أشهى المأكولات، البعض منها قد اعتادت الأسر على تناوله طوال أيام السنة، إلا أنها تصدرت المائدة الرمضانية بقوة بحكم العادة الموروثة، كالسمبوسة، والشوربة والفول وغيرها من الأصناف، ولكن هناك بعض المأكولات التي يقترن صدارتها بالمائدة مع بزوغ هلال رمضان لتزور الموائد الحجازية «كل سنة مرة» «اللقيمات» جمع «لقمة»، سميت بذلك لصغر حجمها كاللقمة الواحدة، وهي أكلة شعبية موروثة، تأبى أن تكون إلا في رمضان وبعض المناسبات الشعبية، تعددت مفرداتها بتعدد البلدان التي اشتهرت بها «لقمة القاضي»، و «العوامة»، و»الفقاعة» وغيرها من المسميات المعتمدة محلياً. وتعد من الأكلات الحجازية التي أشتهر بإعدادها أبناء مكةالمكرمة، التي تحرص أسرها على أن تكون متواجدة على مائدة الإفطار، فما أن يقترب أذان المغرب إلا وتشرع بعض الأحياء في مكةوجده بقلي «اللقيمات» ممن اشتهروا بإعدادها ل بيعها في عربات متنقلة أو بعض مطاعم الأكلات الشعبية، وكذلك الحال في المنازل ممن يقمن من السيدات بتحضيرها. «اللقيمات» ما هي إلا «ماء» و «خميرة» و «طحين» و «زيت»، يضاف إليها مذاق معد من «البن» أو «القشطة» أو «النشا» وغيرها من المذاقات والنكهات الأخرى، فعلى الرغم من قلة مكوناتها وسهولة تحضيرها الذي يسهل على أي شخص القيام بها، إلا أن طريقة تقديمها «فلها أهلها» كما جاء ذلك على لسان «أم عبد العزيز» التي اشتهرت في مكة بإعداد طبق «اللقيمات» الشهي بين أهلها وذويها وجاراتها. وتقول «سر اللقيمات في تقديمها، إذ إن طريقة قليها تحتاج إلى مهارة، ولا بد أن تكون كروية الشكل وذات حجم واحد، قد لا تتمكن أي سيدة من إعدادها بذات الحجم والشكل مما يدفع البعض إلى شرائها جاهزة من أصحابها الذين اشتهروا بها». وعلى الرغم من تعدد خلطات اللقيمات «سريعة التحضير» في الأسواق، إذ يضاف عليها الماء فقط، إلا أن أم عبد العزيز والكثير من السيدات يفضلن تحضيرها بالمنزل على الطريقة الموروثة من أهلهن، فيما يفضل البعض منهن شراء هذه الخلطات ل كسب الوقت . ولا يكتمل طبق «اللقيمات» إلا ب «الشيرة» وهو السكر المحلول مع الماء الذي يضيف عليها «ألق المنظر» و «حلو الطعم» لتصبح بعد ذلك وجبة غذائية غنية ب «الكربوهيدرات»، وفوائد «الخميرة» الكبيرة. كما يتطلب طبق «اللقيمات» صحبة القهوة العربية كون الأسر اعتادت على تقديمه مع القهوة حين أذان المغرب ليكون من الأطباق التي تسمى عند أهل الحجاز بفك الريق فبل الشروع في الأطباق الرئيسية.