استمرت الاشتباكات في مدينة حلب في شمال سورية حيث شنت القوات النظامية هجمات على حي سيف الدولة الذي يخضع لسيطرة المقاتلين المعارضين، كما شنت هجمات جديدة على حي صلاح الدين الذي ما زال المقاتلون موجودين في جيوب منه. وقال مقربون من الحكومة السورية إن الجيش يواصل تكتيك «القضم التدريجي» لحلب، عبر الحصار ومنع تدفق إمدادات لقوات المعارضة، وشن هجمات مكثفة على أحياء المعارضة. إلى ذلك تواصلت لليوم الثاني حملات الدهم والاعتقال في وسط دمشق. وأعلن «المجلس الوطني السوري» المعارض في بيان امس بلدة التل في ريف دمشق التي تتعرض لقصف منذ خمسة أيام «منطقة منكوبة»، داعياً إلى تقديم مساعدات فورية للمدنيين. يأتي ذلك فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد القتلى بلغ 23 ألفاً على الأقل منذ اندلاع الاحتجاجات قبل 17 شهراً، بينهم اكثر من 2400 قتلوا منذ بداية آب (أغسطس) الحالي. ميدانياً، شهد حيا سيف الدولة وصلاح الدين في حلب اللذان دخلتهما القوات النظامية اشتباكات صباح أمس بين هذه القوات والمقاتلين المعارضين، فيما تتعرض أحياء أخرى للقصف. وقال المرصد السوري في بيان أمس «تدور اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة في حيي سيف الدولة (غرب) وصلاح الدين (جنوب غرب) بالتزامن مع سماع أصوات انفجارات في الحيين. كما تعرضت أحياء الصاخور وهنانو والشعار (شرق) للقصف». وأشار إلى مقتل مواطن امس برصاص قناص في حي سيف الدولة. ودخلت قوات النظام أول من امس القسم الغربي من حي سيف الدولة بعد أن كانت سيطرت الخميس الماضي على حي صلاح الدين حيث لا تزال توجد «جيوب للمقاومة» بحسب المرصد. وكتبت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من السلطات في عددها الصادر امس أن الجيش لم يزج بعد بكامل قواته في معركة حلب. وقالت إن «الجيش العربي السوري لم يستخدم بعد سوى عدد ضئيل من قواته المرابطة حول المدينة، للسيطرة على حي صلاح الدين الذي عد محللون عسكريون معركة تحريره مجرد جولة فقط باتجاه بسط السيطرة على باقي مناطق نفوذ المسلحين». وأشارت إلى أن وحدات الجيش «لا تزال تحكم طوقها حول المدينة وتسد منافذ خطوط إمداد المسلحين في انتظار أوامر القادة الميدانيين بدخول باقي الأحياء الساخنة، وإن كانت المؤشرات الأولية تدل على أنها تتبع تكتيك القضم التدريجي بدل المواجهة الشاملة تفادياً لوقوع ضحايا مدنيين اتخذوا دروعاً بشرية في أيدي المسلحين». وفي دمشق، استمرت لليوم الثاني على التوالي حملة المداهمات والاعتقالات في حي الميدان وسط العاصمة ومحيطه، بالإضافة إلى حي الشاغور الذي نفذت فيه القوات النظامية حملة مماثلة. وأفاد شهود وكالة فرانس برس بأن القوى الأمنية وعناصر الجيش منتشرون في حي الشاغور والجوار، وأن هناك حواجز للجيش على مدخل حي الميدان الأثري. كما أشاروا إلى قطع طرق أمام حركة السير، والتدقيق في الهويات. وأفادت لجان التنسيق المحلية بعد منتصف الليل عن «قصف مدفعي عنيف» على أحياء الحجر الأسود والسبينة والعسالي في جنوبدمشق. وتسيطر القوات النظامية إجمالاً على معظم دمشق، رغم حصول اشتباكات محدودة النطاق بين وقت وآخر بينها وبين مجموعات مسلحة معارضة. وأفاد المرصد عن انفجار عبوة ناسفة ليلاً في حي كفرسوسة (غرب) استهدف سيارة امن «ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية». كما استمرت العمليات العسكرية في عدد من قرى وبلدات ريف دمشق حيث قتل أول من امس 54 مدنياً وخمسة مقاتلين، بحسب المرصد السوري، فيما لم يعرف عدد الجنود الذين قتلوا في هذه المنطقة تحديداً. وأعلن المجلس الوطني السوري المعارض في بيان امس بلدة التل في ريف دمشق التي تتعرض لقصف منذ خمسة أيام «منطقة منكوبة» وحث «كل قادر من المواطنين السوريين على نجدتها بكل السبل المتاحة، سواء بفك الحصار الإجرامي المفروض عليها أو بتقديم المساعدات الغذائية والطبية لسكانها». وقتل شخصان صباحاً احدهما جندي منشق برصاص القوات النظامية في التل، فيما تتعرض قدسيا بضاحية دمشق للقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد. وفي محافظة درعا (جنوب)، تتعرض بلدة طفس المحاصرة للقصف من «القوات النظامية التي تحاول اقتحامها منذ أيام»، بحسب المرصد الذي أشار إلى مقتل امرأة برصاص قناص في البلدة. يأتي ذلك غداة يوم دام قتل خلاله 160 شخصاً هم مئة مدني و41 عنصراً من قوات النظام و19 مقاتلاً معارضاً. إلى ذلك، قال المرصد السوري إن عدد القتلى في سورية بلغ 23 ألفاً على الأقل منذ اندلاع الاحتجاجات. وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس بأن القتلى هم «16142 مدنياً و1018 منشقاً و5842 من القوات النظامية». وتشمل أرقام المدنيين التي يعلنها المرصد المقاتلين المدنيين الذين حملوا السلاح إلى جانب الجنود المنشقين. وأشار عبد الرحمن إلى أن هذا العدد «لا يشمل من قتلوا من الشبيحة والمفقودين داخل سجون النظام وكذلك الجثث المجهولة الهوية التي لم توثق بالفيديو». وأوضح أن 2409 أشخاص قتلوا في الفترة الممتدة بين الأول من آب و13 منه فقط. ويصعب التحقق من هذه الأرقام على الأرض. وقد توقفت الأممالمتحدة منذ بداية هذا العام عن إعطاء حصيلة للضحايا في سورية.