يعتبر انخفاض كميات الأمطار الموسمية في الهند دون المستويات الطبيعية، سبباً رئيساً لمراجعة توقعات إنتاج الرز في العالم، وفق أرقام مراقب إنتاج الرز العالمي لتموز (يوليو) لدى منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو). مع ذلك يرجح أن يفوق الناتج العالمي من هذا المحصول هذه السنة، النتائج الممتازة التي حققها الإنتاج عام 2011، بحسب ما أوردت التوقعات الأخيرة. وينتظر أن يتقلص الإنتاج العالمي للرز ليبلغ في المجموع 724.5 مليون طنّ من الرز الشعيري (غير المقشور) وما يضاهي 483.1 مليون طنّ من معادله من الرز المقشور، مقارنة بالتوقّع الأصلي في نيسان (أبريل) والبالغ 732.3 مليون طنّ أو 488.2 مليون طنّ من إنتاج الرز المقشور. وتأتي هذه المراجعة التخفيضية على الأكثر نتيجة هبوط بمقدار 22 في المئة في متوسط الأمطار الموسمية في الهند خلال منتصف تموز، والمحتمل أن تقلص الناتج الوطني الهندي من الرز خلال الموسم الجاري. وتراجعت توقعات الإنتاج أيضاً في حالة كل من كمبوديا، ومحافظة تايوان الصينية، وجمهورية كوريا الديموقراطية، وجمهورية كوريا الجنوبية، ونيبال. ومن المرجح أن تشهد هذه البلدان كلها انخفاضاً في إنتاج محصول الرز الرئيس خلال العام الحالي. وفي تناقض حاد مع اتجاهات الأسواق بالنسبة للقمح والذرة الصفراء، فقد ظلت أسعار الرز مستقرّة بقوة بعد ارتفاعها 2 في المئة خلال أيار (مايو). ومع وفرة الإمدادات والأرصدة هذه السنة، تبدو إمكانات العودة إلى ارتفاع الأسعار خلال الأشهر المقبلة ضئيلة وإن ظل اتّجاه المستقبل بالنسبة لأسعار الرز غير مؤكّد عموماً. مكاسب في الإنتاج وتوقعت «فاو» أن يسجّل بعض البلدان مكاسب في الإنتاج، منها الصين وإندونيسيا وتايلند، مع الكثير من البلدان الأخرى في آسيا. وقد يزداد الإنتاج في أفريقيا بمقدار 3 في المئة، بينما سجل حصاد محاصيل الرز في أستراليا زيادات بمقدار 32 في المئة عنه السنة الماضية. وتبدو الفرص جيّدة أيضاً في حال بلدان أميركا اللاتينية بخاصة بوليفيا وكولومبيا، وغيانا وبيرو وفنزويلا. لكن قلة الأمطار والتحول إلى زراعة منتجات أعلى قيمة بمقياس العائد في البرازيل والأرجنتين وباراغواي وأوروغواي، تظهر كأسباب كامنة وراء انخفاض الإنتاج في أميركا اللاتينية والكاريبي ككل نحو 7 في المئة في إنتاج هذا المحصول الغذائي الرئيس. وفي هذا المجال تستأثر آسيا بنصيب الأسد من الإنتاج العالمي للرز، وتتوقّع المنظمة أن يحصد الإقليم 657 مليون طن هذه السنة، بارتفاع نسبته 0.4 في المئة مقارنة بالأداء القوي فعلياً لعام 2011. تراجع التجارة غير أن تجارة الرز عالمياً في العام الجاري تبدو عرضة للهبوط بحدود مليون طن، إلى 32.4 مليون طن على الأكثر نتيجة لانخفاض الطلب على الاستيراد من البلدان الآسيوية. وستواجه تايلند هبوطاً حاداً في الصادرات، إلى جانب كل من الأرجنتين والبرازيل والصين، وميانمار. وينتظر أن يشحن كل من أوروغواي وفيتنام كميات أقل للتصدير أيضاً. وسجلت الأرصدة العالمية من الرز في نهاية الفترة التسويقية 2012 - 2013 زيادة بمقدار 200 ألف طن، لتبلغ 164.5 مليون طن (من الرز المقشور)، فيما يشار إلى ارتفاع مقداره 9 ملايين طن عن السنة الماضية في ثامن سنة على التوالي من الارتفاع التراكمي في المخزون. ومفروض أن تطلق تايلند أرصدتها قبل حصاد تشرين الأوّل (أكتوبر) المقبل، ما قد يؤثّر في حركة الأسعار.