دعا المرجع الديني الأعلى علي السيستاني الكتل السياسية أمس، إلى خفض سقف مطالبها لإنجاح تشكيل الحكومة الجديدة، فيما انتقد خطيب الفلوجة «القصف العشوائي وتصرفات الميليشيات ضد أهالي الأنبار»، وأعلن خطيب الموصل التابع لتنظيم «داعش» «استكمال بنيان دولة الخلافة». وقال ممثل المرجعية الدينية في كربلاء عبد المهدي الكربلائي أمس إن «الجميع اليوم متفق على تشكيل الحكومة بطريقة صحيحة كي تكون قادرة على معالجة الأخطاء المتراكمة خلال السنوات الماضية». واضاف إن «رفع سقف المطالب وكثرة الشروط يعرقل تشكيلها وعلى الجميع ان يكون واقعياً ويطالب بما هو ممكن». وأوضح أن «من الضروري ان تعتمد الكتل السياسية المعايير المهنية والكفاءة والنزاهة في مرشحيها، وأن تأخذ العبرة من الحكومات السابقة، وان لا تجعل الولاء للحزب والطائفة المعيار الأساسي»، مؤكداً أن «مسؤولية تشكيل الحكومة لا تقع على عاتق رئيس الوزراء المكلف فقط بل هي مسؤولية كل الكتل». وأشار ممثل المرجعية إلى أن «هناك البعض ممن حملوا السلاح للدفاع عن الوطن اعتدوا على المواطنين، ونحن ندين بشدة هذه الممارسات ونستنكرها». وطالب «الأجهزة المعنية بالضرب من حديد على يد كل من يتجاوز على المواطنين وأموالهم وكراماتهم مهما كان توجههم السياسي والديني». وقال رجل الدين صدر الدين القبانجي في خطبة الجمعة في النجف امس إن «الأسس التي يجب اعتمادها في تشكيل الحكومة واختيار الوزراء هي الانسجام والكفاءة والمشاركة الوطنية الواسعة، والمرونة والتعامل بروح ايجابية وإيثار المصالح الوطنية على المصالح الشخصية». وأكد أن «تجاوز المدة الدستورية في تقديم الوزارة يقوض النجاحات التي حققناها، لذا عليهم الإسراع، خشية عودة الأزمات، وعلى رئيس الوزراء المكلف والكتل السياسية التعاون لإنجاز المهمة بنجاح». ولفت إلى أن «أهالي ناحية آمرلي يعيشون من دون طعام ولا شراب ولا دواء سوى ما يصلهم عبر الطائرات»، متسائلاً: «أين قادة القوات المسلحة عن فك الحصار عن آمرلي، ولماذا لم نسمع لكم صوتاً ألا يهمكم الوضع في آمرلي». في الأنبار، قال إمام وخطيب الجمعة أحمد عبدالله إن «أهالي المحافظة بكافة مدنها بين مطرقة القصف العشوائي لقوات الجيش وتهديدات المليشيات التي تبيد المدنيين من الأطفال والنساء في الفلوجة والرمادي والمناطق الغربية، وبين مطرقة المفسدين ممن سرقوا المنح المالية للأسر النازحة ونهبوا المساعدات الغذائية والإنسانية». ولفت إلى أن «الظروف الصعبة التي عاشتها الأنبار خلال الأشهر الماضية، يظهر المفسدين في الأرض وهم يسرقون المنح المالية التي قدمتها دول الجوار والمنظمات الإنسانية، حتى قامت بعض الجهات السياسية وشخصيات معروفة بسرقة المساعدات ونهب ما خصص للأسر المنكوبة». وأشار إلى ان «الحروب والمعارك التي شهدها تاريخ العراق والعالم رغم مساوئها تظهر تجار الدماء ممن يعملون على الاستفادة واستغلال الدماء في جمع الأموال بطرق غير شريفة ويظهر أناساً لا عهد لهم ولا ذمة وهنا الكارثة». في الموصل، قال شهود إن تنظيم «الدولة الاسلامية» أقام صلاة موحدة في كل جوامع المدينة، وتناولت الخطب فرض عدد من الاحكام، مثل حجاب النساء ومعاقبة السارقين وجلد من يروجون للتدخين وشرب الكحول. وأوضح شهود حضروا الخطبة التي أُلقيت في احد جوامع المدينة، إنها تناولت نفي ما تتداوله الاخبار عن سيطرة «البيشمركة» على سد الموصل، واكدت رفض العملية السياسية واعتبرت استبدال المالكي لن يغير شيئاً. وقال الخطيب إن «بنيان دولة الخلافة قد استكمل»، وتناول ضرورة اقامة الحدود وحدد 40 جلدة للعاصي، و80 لمروجي التبع وشاربي الخمر، وقطع يد السارق، اضافة الى ضرورة فرض الحجاب على النساء.