فاجأت تقلبات مناخية سكان هجرة يبرين (جنوب غرب المنطقة الشرقية)، مساء أول من أمس، ما أدى إلى سقوط أعمدة كهربائية ولوحات محال، واقتلاع أشجار، كما أدت إلى انهيار أسقف حديد، وألحقت أضراراً في ممتلكات ومزارع المواطنين، من دون حدوث إصابات أو وفيات. وذكر قاطنون في يبرين، التي تبعد 250 كيلومتراً إلى الجنوب من محافظة الأحساء، و90 كيلومتراً إلى الجنوب من مدينة حرض، بهطول أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية، ما أدى إلى انهيار سقف مركز إطفاء يبرين بالكامل، ما أدى إلى حجز جميع السيارات والمعدات، كما تسببت في تهدم عدد من المنازل، وتساقط لوحات المحال التجارية. وقال رئيس المجلس البلدي في يبرين محمد صالح المري، في تصريح صحافي: «إن العواصف الرعدية والأمطار الغزيرة التي هطلت البارحة على يبرين، تسببت في وقوع حوادث بسيطة، منها سقوط عدد من الأشجار، وأعمدة الإنارة والكهرباء، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن يبرين لساعات». بدوره، وصف مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة الأحساء العقيد محمد يحيى الزهراني، الأمطار التي شهدتها يبرين ، ب «القوية، لدرجة أنها كونت عدداً من السيول، ما يشبه الأودية من الجهة الغربية من يبرين»، لافتاً إلى تضرر مركز يبرين للدفاع المدني، إثر «سقوط عدد من صفائح السقف المعدني»، مبيناً أنه «يجري إصلاح الضرر، وأن الأمور طبيعية في منطقة يبرين، وما حولها»، مشيراً إلى عدم تلقي غرفة العمليات بلاغات عن إصابات أو وفيات. وتعتبر هجرة يبرين البوابة الشمالية الشرقية للربع الخالي، وتتبع لحاضرة يبرين نحو 23 هجرة صغيرة، يقطنها نحو 12 ألف شخص، منها: الحفاير، والخن القديم، والخن الجديد، والرفيعة، والقباليات، والطويلة، وسلطانة، والأحمدية، وحرض. وتشتهر يبرين بوفرة الماء والزراعة، وتربية الماشية، وبخاصة الإبل، إضافة إلى كثرة الآثار، وهي موطن قبيلة بني مرة، وتتميز بصعوبة طبيعتها الجغرافية، لناحية الكثبان الرملية الشاهقة. وتتميز واحة يبرين بكونها مكان انطلاقة تأسيس الدولة السعودية الثالثة، بقيادة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، إذ كانت مركز تجمع وقاعدة له ورجاله، بعد تجولهم في أماكن عدة، وذلك بعد خروجه من الكويت في العام 1319ه (1901- 1902)، وبات فيها أياماً عدة، وضع فيها الخطط، وتحرك منها نحو نجد. وتمتاز هذه الواحة بالمواقع الأثرية، التي تدل على تاريخ المنطقة العريق، إذ تنتشر بها الآثار القديمة، والمدافن التي تتألف من غرف عدة، وكانت تستخدم للدفن في العصور السابقة، وهي تمثل نسيجاً حضارياً لعصور قديمة.