اعلنت «الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي» الأميركية، أنها وسعت نطاق برنامجها لأدوات رسم الخرائط التفاعلية على الإنترنت، والتي استخدمها المستجيبون في حالات الطوارئ عند تسرّب النفط من منصّة الحفر «ديبواتر هوريزون» في خليج المكسيك، فأصبح البرنامج يشمل المنطقة القطبية الشمالية. واوضحت بالشراكة مع «مكتب فرض تطبيق السلامة البيئية»، أن برنامج إدارة الاستجابة البيئية يشكل خطوة مهمة إلى الأمام بالنسبة للمنطقة القطبية الشمالية، لا سيما بعد الزيادة في حركة ملاحة السفن ومع التطوير المقترح لمصادر الطاقة هناك. وقال مدير مكتب فرض تطبيق السلامة البيئية، جيمس واطسون: مع احتمالات الاتجاه نحو إنتاج النفط والغاز، ومع التزايد في نشاطات الشحن البحري في ألاسكا، أصبح ضرورياً أن يتمكن المستجيبون في حالات الطوارئ من الحصول على المعلومات اللازمة». وأشارت وكيلة وزارة التجارة لشؤون المحيطات والغلاف الجوّي مديرة «الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوّي»، جين لوبشينكو، إلى أن «هذه الأدوات العلمية يمكنها تقديم المعلومات الضرورية للاستجابة لأي تسرّب نفطي محتمل او لمواد ملوثة في المنطقة القطبية الشمالية». ويجمع البرنامج كل المعلومات المتوافرة اللازمة للقيام بعملية استجابة فاعلة خلال حالات الطوارئ في المحيط المتجمد الشمالي. وهو مجهز بأجهزة لرصد صور المحيطات في الوقت الفعلي، ومعلومات حول أحوال الطقس من «الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي»، إضافة إلى بيانات ومعلومات بيئية وتجارية وصناعية ذات أهمية كبيرة من «مكتب تطبيق السلامة البيئية» ومن وكالات استجابة أخرى عدة، فيديرالية أو تابعة لحكومات الولايات. بعثة المسح وبدأت الإدارة عملية مسح مباشرة لممر ساحلي يتمتع بأهمية كبيرة في المنطقة القطبية الشمالية، كجزء من مشروع مستمر لتحديث الخرائط الملاحية للمنطقة، لرصد المناطق المغلقة أمام صيد الأسماك وخرائط الموارد المعرضة للأخطار وبيانات للبحارة. وستبدأ سفينة الأبحاث «فيرويذر»، التابعة ل «الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوّي»، مهمة تدوم 30 يوماً في المنطقة القطبية الشمالية، للكشف على ممر ساحلي بطول 1500 ميل بحري يمتد من داتش هاربور (ألاسكا) وشمالاً عبر مضيق بيرينغ، وشرقاً إلى الحدود الكندية. وستجمع البعثة المعلومات الضرورية لتحديد مستقبل مشاريع المسح، ووضع الخرائط لدى «الإدارة الوطنية في المنطقة القطبية الشمالية». وستغطي المسارات البحرية التي جرى قياسها آخر مرة على يد القبطان جيمس كوك في عام 1778. وأكد القبطان قائد السفينة «فيرويذر» كبير علماء الفريق، جيمس كروكر، ان «معظم منطقة ألاسكا الساحلية لم تُجر لها عمليات مسح كاملة للأعماق». وأضاف «يجب ألاّ يُطلب من ناقلة نفط تحمل كميات ضخمة منه، الاعتماد على قياسات جمعت في القرن التاسع عشر»، إذ تفتقر السفن إلى القدرة على الإبلاغ عن مواقعها بدقة. وجعلت «الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوّي» من أولوياتها تحديث الخرائط الملاحية التي تحتاجها شركات الشحن التجارية وناقلات النفط وسفن الركاب وأساطيل صيد الأسماك، التي تعبر سواحل ألاسكا بأعداد تتزايد باستمرار بسبب ذوبان الجليد البحري. وأصدر «مكتب مسح السواحل» خطة الخرائط الملاحية للمحيط المتجمد الشمالي في حزيران (يونيو) العام الماضي، التي تمثل جهداً كبيراً لتحديث خرائط الملاحة في المنطقة القطبية الشمالية لطرق الشحن والممرات والموانئ على امتداد سواحل ألاسكا.