اعتبر أستاذ الصحافة الإلكترونية والإعلام الجديد الدكتور فايز الشهري، أن الإحصاءات البيانية التي أصدرتها بعض المواقع الإلكترونية المتخصصة في ما يتعلّق بمعدّل المتابعة لعدد من الشخصيات في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» تعطي مؤشرات قويّة أقرب للصحة من الخطأ. وأضاف: «هذه المواقع تعطي مؤشرات من خلال تحليلها وتعرّفها على الحسابات النشطة والخاملة، فهي تكشف ذلك من خلال هذا التحليل، وأنا شخصياً قمت بتجربتها وحصلت على عدد من المتابعين على رغم ضعف فاعليتي في تويتر، وسبقني لها مكتشف الموضوع عبدالرحمن الخراشي الذي اثبت صحة الأمر، وهذه المؤشرات القوية التي تبيّنها هذه المواقع تحتاج إلى التتبّع والرصد بشكل أكبر، وهناك دراسة علمية سيجريها أحد طلاب الدراسات العليا في هذا الشأن». واتهم الشهري، مجموعة من الشخصيات المشهورة من السعوديين والخليجيين ينتمون لعدد من المجالات، باستخدام أساليب مخالفة من خلال حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، يهدفون من خلالها إلى زيادة متابعيهم، مبيّناً أن بعض الشخصيات أنكرت حساباتها بعد أن تم رصد بعض الأمور المخالفة عليهم. وقال الشهري في حديث إلى «الحياة»: «في (تويتر) ظهر أسلوب التنافس على أعداد المتابعين بين الكثير من المشاهير السعوديين وغيرهم، إذ أصبحت مثل الشكليات الأخرى من سيارة أو أثاث، وظاهرة شراء المتابعين باتت وسيلة لتحقيق أعداد عالية، واستخدمها العديد من المشاهير، فرفع عدد المتابعين يتم من خلال طرق مختلفة، يأتي بينها كتابة تغريدات صادمة وصريحة ووقحة أحياناً وترتبط بطائفية أو إباحية أو حتى إلحادية، وهو ما يجعل مجتمع الإنترنت يتبادلها بشكل سريع، ثم يسهم ذلك في ارتفاع معدلات المتابعين لكن ضمن منهج الإثارة، كذلك هناك مواقع أو مجموعات تبادل المتابعة، تدعو بعض المشاهير إلى التسجيل فيها في مقابل متابعتها له من خلال عدد من الأشخاص من جنسيات مختلفة، إضافة إلى أسلوب شراء المتابعين، وهو أسلوب مثبت وموجود ويمكن لأي شخص عمله، إذ توجد العديد من الشركات التي تقدّم هذه الخدمات، من خلال تعبئة نموذج يتم فيه تحديد العدد المطلوب ثم يتم الدفع بالبطاقة الائتمانية». وذكر أن هناك شخصيات عدة تعاملت مع هذه الشركات، «هناك مجموعة من المشاهير السعوديين والخليجيين يمارسون نشاط شراء المتابعين، ومثل هذه الأساليب باتت لعبة مكشوفة ومعروفة، إذ نجد أن البعض منهم يقفز متابعوهم للآلاف، ومثل ذلك من الصعب أن يحدث إلا بالتعامل مع جهات بيع المتابعين، و«تويتر» يشكّل موجة عابرة وبعد فترة ستنكشف الكثير من الجوانب المرتبطة به، خصوصاً أن هناك دراسات محليّة وخارجية يتم عملها حالياً تتعلّق بهذا الشأن»، معتبراً ادعاء بعض المشاهير بأن لديهم عدداً كبيراً من المتابعين مع علمهم بأن الكثير منهم مزيفون، وهو مخالف للأخلاقيات والمبادئ، منوّهاً أن عدد المتابعين على «تويتر» لا يدل على قوة الشخصية وقدرتها على التأثير، وإنما يمكن أن تكون نسبة كبيرة من المتابعين هم من المخالفين للشخصية. وحول الإجراءات القانونية المرتبطة ب«تويتر»، أوضح أنها تبدأ حينما يكون هناك ضرر على الغير، لافتاً إلى أن بعض الشركات أو الجهات أو حتى المجموعات قد تستفيد من حساب أحد المشاهير للتسويق لنفسها، «وإذا ثبت ضرر على أحد الأشخاص بسبب تسويق معيّن، يمكن رفع دعوى قضائية».