من الآن فصاعداً لا قيمة – ولو معنوية – لقوائم «الأكثر تأثيراً ومتابعة» على «تويتر»، خصوصاً إذا ما علم أن الشخصيات المتنافسة على المقاعد الخمسة الأولى في القائمة السعودية لا يتجاوز عدد المتابعين الحقيقيين لأفضلهم عن 35 في المئة من العدد المعلن، بمعنى أن ثلثي المتابعين «وهميون» وفي أحسن الأحوال «غير نشطين». وأثبت موقع «status people» المتخصص في إحصاءات المواقع الاجتماعية وما يتعلق بها رقمياً - من خلال تطبيق يمكّنك من معرفة عدد المتتبعين الوهميين والحقيقيين لأي حساب على «تويتر» – أن أعداداً ضخمة ممن يعتقد أنهم «متتبعون» أو «جمهور» لمشاهير سعوديين وخليجيين وعرب، ليست سوى حسابات وهمية. وكانت المفاجأة أن عدد المتتبعين لمتصدر قائمة الأكثر متابعة وتأثيراً الداعية محمد العريفي، لا يتجاوز 700 ألف شخص من أصل 2.4 مليون متتبع، هو الرقم المسجل على حسابه في «تويتر»، وهو ما يعادل الربع تقريباً. العريفي ليس وحيداً، فصاحب فتوى تحريم شراء «البيض» أو المتابعين الوهميين الداعية سلمان العودة كان كذلك، فعدد المتتبعين الحقيقيين له لا يمثل سوى 31 في المئة فقط من 1.45 مليون متتبع، في حين يظهر الموقع أن 23 في المئة من متتبعيه «وهميون»، فيما البقية مصنفون تحت خانة «غير نشيط». وتساوى الأمر لدى الداعية عائض القرني الذي يحتل المرتبة الثانية سعودياً ب1.53 مليون متتبع، فعدد المتتبعين الوهميين يساوي تقريباً عدد المتتبعين الحقيقيين، في حين أن ما يقارب نصف متابعيه «متجمدون». أما الداعية الرابع الثالث ترتيباً، فتبدو حالته التغريدية مختلفة، فهو يتقدم في الترتيب، على رغم ضعف حضوره الشخصي على الموقع، وبيان عدم اكتراثه بالمعركة «ظاهرياً»، إلا أن الإحصاء أثبت أن 15 في المئة من متابعي أحمد الشقيري «وهميون»، و48 في المئة «غير نشطين»، لكنه بقي الأفضل نسبياً من ناحية المتتبعين الحقيقيين بنسبة 37 في المئة. وسواء كان المتتبعون الوهميون وقليلو النشاط أصبحوا متتبعين لهؤلاء المشاهير عن طيب نفس أم بشراء البيض أم من أي باب آخر، فإن الأعداد تبدو غريبة لشدة ضخامتها وسرعة ارتفاعها، خصوصاً أن عدد المشاركين في «تويتر» من السعوديين مثلاً، وهي من أكثر الدول العربية استخداماً للموقع، لم يصل إلى نصف العدد الذي وصل إليه متتبعو الداعية العريفي. وإذا عزيت كثرة المتتبعين للدعاة الأربعة، لمدى تأثيرهم على الناس، فإن الأمر لا ينطبق على آخرين لم يؤثروا دينياًً، فالإعلامي والمحاور تركي الدخيل تسجل أرقام حسابه أن ربع متتبعيه «وهميون»، ونحو نصفهم غير نشيطين، ليبقى له 273 ألف متتبع حقيقي من أصل 720 ألفاً. ولم ينجُ رئيس نادي الهلال السعودي الأمير عبدالرحمن بن مساعد من الحسابات الوهمية، لكنه ظل متقدماً على سابقيه في الترتيب من ناحية المتتبعين الحقيقيين بنسبة 43 في المئة. وبالعودة إلى الدعاة لكن غير السعوديين، أظهرت الإحصاءات أن نحو 40 في المئة من متتبعي الداعية عمرو خالد «وهميون» (316 ألف متتبع). وعلى الصعيد نفسه، لا يتبع محمد البرادعي الثاني على قائمة الأكثر متابعة سوى 13 في المئة من 855 ألف متتبع، فيما اعتبر 46 في المئة من متتبعيه وهميين. لكن السياسي المصري المسن لم تكن نتائج تحليل قاعدته «التويترية» أسوأ من المطرب المصري تامر حسني، الذي يتربع على رأس مشاهير المغردين في مصر بأكثر من مليون متتبع، إذ أظهرت نتائج تحليل بيانات حسابه أن 73 في المئة من متابعيه «مزيفون»، وأن 8 في المئة فقط «نشطون». أما بالنسبة إلى المتصدر في الكويت والمنافس القوي عربياً الداعية نبيل العوضي، فإن 27 في المئة وهميون و37 في المئة غير نشطين، ليتبقى له 36 في المئة من النشطين، أي ما يقدر بنحو 400 ألف متتبع. وهوت إحصاءات وتطبيقات موقع «status people» بصدقية هذه القوائم التي تتغير شهرياً، وسط ظهور مؤشرات يمكن وصفها ب«المؤثرة»، لتفتح احتمالات شراء المتتبعين، وتجارة البيض التي تقوم بها بعض الشركات. لكن ما لا يدخل في الاحتمالات، ويمكن الجزم به، أن عزوفاً ضخماً يشبه «الهجرة»، يحصل من مشتركي ومتابعي «تويتر» إلى خارج الموقع، إذ تظهر دراسات حديثة أن معدل عمر الحساب النشط في تويتر لا يتجاوز 193 يوماً، لكن ما يؤكد ذلك هو عدد الحسابات غير النشطة، التي تتجاوز - كما يظهر من تحليل أعداد المتتبعين للمشاهير وغيرهم - نسبة 40 في المئة، وهو ما يعني أن بيئة التغريد «طاردة». في المقابل، شكك موقع «الشبكة.نت» المهتم بالتقنية عموماً، بنتائج التحليل الخاص بموقع «status people»، مشيراً إلى أن هذه النتائج دقيقة بالنسبة إلى آخر 10 آلاف متتبع، ولا يمكن الحكم من خلالها على أعداد بالملايين، لكن الموقع المشكك لم يثبت بالدليل زعمه، بل اكتفى بذكر المعلومة من دون حجة. وبحسب الأرقام الرسمية لموقع «تويتر»، فإن عدد المغردين السعوديين النشطين يقدر بنحو 400 ألف مغرد، وهو رقم إذا ما قورن بأعداد المتتبعين للمشاهير السعوديين، الذي قد يبلغ أحياناً ستة أضعاف هذا العدد، فإن خللاً واضحاً يظهر. علماً بأن السعوديين يعتبرون أكثر العرب نشاطاً على «تويتر»، بحسب إحصاءات الموقع ذاته، ما يدحض حجة وجود متتبعين عرب للشخصيات العربية، بناء على النسب الموجودة.