ألا تعرفه؟! يتبعه 85 ألفاً على حسابه في «تويتر»، هكذا كانت الإجابة مقرونة باستغراب شديد اللهجة، عندما فشل في التعرف على شخصه، يبدو أنه مقياس اجتماعي جديد، اقتحم غمار الأعراف والتقاليد السعودية، ليدخل معياراً لتقويم الرجال. هي شهوة الشهرة، التي فتحت طاقاتها للجميع، فللمرة الأولى باتت فرص الجميع متساوية إلى حد ما في الترويج للذات، أو البحث عن لمعان إلكتروني في عيون الناس. إنها حال تشبه كثيراً حال خوض سباق انتخابي، لكن بلا قيود أو دوائر أو منشورات ولا عمليات جمع تواقيع، فالساحة «مفتوحة»، ولا شروط للترشح ولا قيد أو سناً معينة للانتخاب. مهارات التسويق والاتصال والتصميم والمثابرة هي التي ستجعل هذا ينجح في حملته الإلكترونية، أو يبقى أقل نجاحاً، فالميزة هنا أنه «لا خاسر». الكل بطريقته، فهذه شخصية شهيرة أو شبه شهيرة، رفعت سقف حريتها لتجذب أكثر، وذاك نشر الإشاعات، وآخر تحول إلى قناة أخبار عاجلة، والثالث عزف على الشعر والأحاسيس، والرابع حوّل صفحته إلى استديو تحليل سياسي أو رياضي، والسباق لا ينتهي... استطاع «تويتر» كما فعل سابقه «فيسبوك» أن يغيّر حياة الناس، وأن يؤثر على يومياتهم، وأن يظهر ما كان مختفياً في شخصيات الناس، لكن «تويتر» تفوّق في القدرة على إثارة المشاعر المختبئة. وربما وجد فيه كثيرون تعويضاً عن قيمة مفقودة في حياتهم، أو فرصة جديدة لطرح ذواتهم، فمنهم من «ترقّى» في عيون المتتبعين ومنهم من سقط، وتحولت أداة الانتشار إلى معول خراب عليه، أو بقعة ضوء تكشف زلاته، ولكن يبقى «تويتر» بلا ذنب.