رفض البرلمان الباكستاني بالإجماع أمس، مطالب المعارضَين عمران خان وطاهر القادري اللذين يريدان تنفيذ اصلاحات واستقالة حكومة رئيس الوزراء نواز شريف، لإنهاء اعتصامهما في إسلام آباد. ورد عمران خان فوراً بالتخلي عن مفاوضات انطلقت ليل الاربعاء - الخميس مع مقربين من الحكومة، وأعلن استمرار مؤيديه في الاعتصام حتى استقالة شريف. وتوقع كثيرون إلقاء شريف كلمة أمام البرلمان يتناول فيها أهم أزمة سياسية يواجهها منذ عودته الى السلطة إثر الانتخابات الاشتراعية التي أجريت في ايار (مايو) 2013، وتقول المعارضة انها شهدت عمليات تزوير واسعة. لكن رئيس الوزراء فضّل منح الكلمة للنواب الذين تبنوا بالإجماع قراراً يرفض الطلبات «اللادستورية» للمعارضين. وخاطب عمران خان أنصاره أمام البرلمان قائلاً: «انتهت المحادثات مع الحكومة، ولن اغادر هذه الساحة طالما لم تستقل». وأول من امس، اقتحم المتظاهرون من دون تدخل الجيش «المنطقة الحمراء» حيث مقار البرلمان والحكومة وسفارات رئيسة، وطالبوا باستقالة رئيس الوزراء. ومتذرعاً ب «المصلحة الوطنية»، دعا الجيش الذي يتمتع بنفوذ كبير الى «حوار» لحل الأزمة السياسية بين الحكومة والمعارضة، علماً ان المواجهة سلّطت الأضواء على قضية التنافس على السلطة بين الجيش والزعماء المدنيين في السياسة الباكستانية. ويشكك معظم المحللين في ان الجيش يريد الاستيلاء على السلطة عبر انقلاب لأنه سيُضطر إلى تولي مسؤولية الاقتصاد المتردي ومشاكل أخرى. لكن يسود اعتقاد بأن الجيش يستفيد من الاحتجاجات في علاقاته بالحكومة، لأنها مجبرة على الاعتماد عليه لضمان الأمن.