سيلتقط اكثر من بليوني شخص حول العالم انفاسهم اليوم الاحد لدى اعطاء اشارة انطلاق نهائي سباق 100م الذي سمي بسباق العصر إذ من المتوقع ان يكون الاسرع في التاريخ على الاطلاق كونه سيضم اسرع اربعة عدائين في العالم حالياً. ولا يدوم سباق 100م اكثر من 10 ثوان لكنه يحمل في طياته الكثير من الاثارة والتشويق ويحمل الفائز به لقب اسرع عداء في العالم. واذا فرض المنطق نفسه فان الجامايكيين اوساين بولت ويوهان بلايك واسافا باول والاميركي تايسون غاي وبدرجة اقل جاستين غاتلين، مرشحون للتنافس على اغلى ذهبية في رياضة ام الالعاب. ونظراً للمنافسة القوية بين هؤلاء قد يسفر السباق عن رقم قياسي عالمي علماً بأن الرقم الحالي في حوزة بولت تحديداً ومقداره 58 ,9 ثانية سجله في بطولة العالم لالعاب القوى في برلين في اب (اغسطس) عام 2009. واجمع النقاد بعد اولمبياد بكين 2008 ثم بطولة العالم في برلين في العام التالي، بان بولت لا يقهر بعد ان نزل بالرقم القياسي الى درجات دنيا، بيد انه وجد في صديقه ومواطنه يوهان بلايك منافساً خطيراً نجح على الاقل في توجيه ضربة معنوية له خلال تجارب المنتخب الجامايكي المؤهلة الى الالعاب الاولمبية الحالية في لندن عندما تفوق عليه في سباقي 100م و200م، كما انه سجل افضل توقيت منذ مطلع لاعام الحالي. لكن الشيء الذي يصب في مصلحة بولت ان بلايك يخوض اول مشاركة له في الالعاب الاولمبية، كما ان الاخير الذي توج بطلاً للعالم العام الماضي في دايغو (كوريا الجنوبية)، فعل ذلك بعد استبعاد بولت نفسه من السباق بعد ان حقق انطلاقة خاطئة. ويخوض بولت (25 عاماً) تحدياً كبيراً لانه يريد ان يصبح اول عداء يدافع بنجاح عن لقبه في هذا السباق منذ ان حقق العداء الاميركي الفذ كارل لويس هذا الانجاز عامي 1984 في لوس انجليس، وبعد اربع سنوات في سيول. بيد ان بولت اظهر ثقة عالية بالنفس حول قدرته في الاحتفاظ باللقب وقال في هذا الصدد: «انا واثق من قدرتي على تكرار ما فعلته في بكين قبل اربع سنوات». وكان بولت صرح قبل انطلاق الدورة الحالية: «لقد حان وقتي، وهذه هي اللحظة التي ساتميز بها عن بقية العدائين في العالم. العديد من الاساطير جاؤوا قبلي ولقد حان وقتي الان». ولم يتردد بولت في وضع بعض الضغوطات على منافسه وصديقه بلايك بالقول: «لن تكون الامور سهلة بالنسبة اليه، هناك الكثير من الشد العصبي خلال السباق خصوصاً انه لم يسبق له ان عاش هذه الاجواء. سنرى ما اذا كان من طينة العدائين الكبار الذي لا يسقطون في امتحان الرهبة». وسيشهد سباق 100 م منافسة حامية الوطيس إذ لا يمكن الاستهانة بالجامايكي الاخر باول حامل الرقم القياسي السابق والاميركي غاي بطل العالم سابقاً. ورد عليه بلايك بالقول إن السماء هي حدوده وقال: «فلسفتي هي ان السماء وحدها فقط هي حدودي. كنت اريد دائماً المشاركة في الالعاب الاولمبية وهذا حلم كل العالم. ليس لدي رسالة الى بولت. انه شخص ممتاز وانا لا اركز عليه». وخرج بلايك (22 عاماً) الذي يتدرب مع بولت، من ظل النجم السوبر باحرازه ذهبية بطولة العالم العام الماضي في مدينة دايغو مستفيداً من خطأ غريب ارتكبه بولت في الانطلاق تم على اثره استبعاده من السباق. واضاف بلايك الذي يشرف عليه المدرب غلين ميلز: «يجب خوض السباق والتركيز عليه كليا. انا وبولت صديقان نتدرب معاً ونتسامر. وسنحافظ على هذه الصداقة بيننا، لكن الامر مختلف على المضمار». ويقف بلايك الملقب ب«الوحش» لكثرة تحمله الموقف نفسه في التنافس مع العدائين الاميركيين: «احاول الا افكر بهذه المنافسة. اني اركز على نفسي وعلى ما اقوم، وهذا بالنسبة الي امر بسيط. اريد فقط ان اهزمهم وهذا يتعلق بصحة تنفيذي للحركات». ولن يخوض غاي سوى سباق 100م وهو بعد ان حقق انطلاقة بطيئة في مطلع الموسم نجح في حجز مكانه في لندن بحلوله في المركز الاول في التجارب الاميركية ورافقه جاستين غاتلين. وقال غاي: «لا اكشف سراً اذا قلت إن الضغوطات كبيرة، الميدالية الاولمبية هي الوحيدة التي لم افز بها وانا مصمم على انتزاعها». ولا يمكن استبعاد الاميركي الاخر جاستن غالتين الذي احرز ذهبية السباق في اثينا عام 2004 لكنه لم يتمكن من الدفاع عن لقبه بعد اربع سنوات لتناوله منشطات.