في واحد من أشهر سباقات التحمّل في العالم وأصعبها على الإنسان والآلة، تمكنت آودي R18 e-tron من اعتلاء منصة التتويج في النسخة ال 80 ل «24 ساعة لومان»، لتصبح أولى سيارات السباق الهجينة التي تحقق المركز الأول في هذا السباق، مُدعّمة بتقنية الحذافة الإلكترونية (عجلة لتنظيم السرعة) الممهورة بتوقيع شركة «ويليامز هايبريد باورز» WHP. شهد سباق «لومان» الأخير مشاركة عدد من سيارات السباق الهجينة للمرة الأولى وأبرزها سيارتان تابعتان لشركة آودي الألمانية التي سيطرت في الفترة الماضية على مجرياته، وتمكنت من اعتلاء منصة التتويج الأولى 10 مرات. أما النتيجة فكانت أكثر من رائعة وتمثلت باحتلال هاتين المركبتين المركزين الأولين تلتهما آودي ألترا المزودة بمحرك يعمل على الديزل. والملفت أن سيارتي آودي R18 e-tron هيمنتا على «24 ساعة لومان» من البداية إلى النهاية، وإن تنازلتا عن المقدمة مرة واحدة وللفات عدة لمصلحة تويوتا التي اضطرت إلى الانسحاب بعد مضي ست ساعات، لتتنافس على المركز الأول سيارتا آودي ولتنجح «آودي 1» مع سائقيها السويسري مارسيل فيسلر والألماني أندريه لوتيرر والفرنسي بينوا تريلويه من تحقيق الفوز. قدرات تتخطى 510 أحصنة جميل جداً تحقيق الفوز في «24 ساعة لومان» لكن ذلك ليس مجرد نزهة، بل هو ثمرة شهور من التحضير والتخطيط والتقنيات المتطورة التي نالتها R18 e-tron ذات نظام الدفع الرباعي للعجلات، والمزوّدة بنظام دفع هجين مكوّن من محرك ديزل فئة V6 TDI بسعة 3،7 ليتر وبقوة 510 أحصنة يُسيّر العجلات الخلفية، مع نظام لاستعادة طاقة الكبح المهدرة في الأمام. وكانت شركة «ويليامز هايبريد باورز» WHP ابتكرت حذافة إلكترونية خفيفة الوزن وإلكترونيات وأسلاكاً كهربائية متعلّقة بآودي R18 e-tron الجديدة وطورتها. كما عملت الشركة مع مهندسي آودي لدمج تلك التقنيات المتطورة داخل السيارة وتدعيمها. ومن أهم مزايا تلك الحذافة أنها مصممة خصيصاً لسباقات التحمّل، ما جعل الصانع الألماني يفضّل تلك التقنية مقارنة بتقنيات أخرى شأن المكثّفات الكهربائية والبطاريات والحذافات الميكانيكية. ثقة الدكتور فولفانغ أولريخ، رئيس قسم آودي للسباقات، كانت واضحة من اليوم الأول وتحديداً عندما التقيته في ميونيخ بمناسبة المؤتمر الصحافي السنوي الذي عقدته آودي للكشف عن تحقيقها أرقام قياسية على مستوى المبيعات، وقدمت خلاله طرزها الأربعة المشاركة في لومان، وأبرزها آودي R18 e-tron. وقد جدد أولريخ هذه الثقة بعد الفوز التاريخي عندما قال: «من دون شك إنها لحظة تاريخية بالنسبة لآودي؛ فنحن أول من فاز بسباقات لومان مع محرك بنزيني توربو بتقنية البخ المباشر (TFSI)، وأول من نجح مع محرك ديزل (TDI). وإنها لنتيجة رائعة أن تصبح آودي الآن أول علامة تسجل فوزاً بسيارة هجينة ومن المشاركة الأولى، مثلما فعلنا من قبل عند تقديم تقنيتين أخريتين. وقد تتوجت هذه الجهود باحتلال سيارتين آودي R18 e-tron المركزين الأولين في السباق». رصيد نجحت آودي في المكان والزمان الذي فشل فيه الآخرون، فمنذ عام 1999 الذي شهد الظهور الأولي لآودي في سباقات «24 ساعة لومان»، انتزعت الشركة الألمانية التابعة لمجموعة فولكسفاغن الفوز 11 مرة من أصل 14 محاولة. وحدها بورشه الشقيقة التي تنضوي تحت جناح مجموعة فولكسفاغن أيضاً، تمكنت من تحقيق أكبر عدد من الانتصارات بلغ 16 انتصاراً في 62 سباقاً، ما يعني أن آودي حققت الفوز بنسبه 78.57 بالمئة! وكان روبرت ستادلر، رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لآودي، أزاح الستار عن آودي R18 e-tron في المؤتمر الصحافي السنوي لماركة إنغولشتادت في آذار (مارس) الماضي، كونه العضو الرابع في عائلة آودي الهجين وكذلك أول عروض ماركة إنغولشتادت الهجينة في قطاع سيارات السباقات، معرباً عن أمله بأن تصبح آودي أول صانع يفوز بأشهر سباق للمسافات الطويلة بسيارة رياضية اختبارية هجينة. ولاحقاً، تحول الإصرار الألماني على الفوز إلى ترجمة حقيقية لجهود كل فرد من أفراد آودي. وعلى رغم أن آودي R18 e-tron قد حققت الفوز في ظهورها الأول هذا العام، إلا أن هذه ليست المرة الأولى لهذا الصانع الذي تعوّد أن يقدم موديلات تحقق انتصارات في مشاركتها الأولى. ففي عام 2000 فازت آودي R8 بسباق «24 ساعة لومان» في ظهورها الأول، وهكذا فعلت آودي R10 TDI عام 2006. وجددت آودي R18 e-tron العهد هذا العام، علماً أن سيارات آودي الأربع كانت مرشحة للفوز في النسخة ال 80 من لومان. كما أن اقتناص المراكز الثلاثة الأولى في هذا السباق ليس بجديد على «الحظيرة الألمانية»، إذ حصدت ما حققته في أعوام 2000 و 2002 و2010. www.carsandspeed.com