طالب الروائي علوان السهيمي بعدم تصديق ما يكتبه الروائيون، وعدم أخذ ما يقولونه على محمل الجد، لأن الروائيين مراوغون كما يقول، وقال السهيمي: «إن أصعب ما يواجه المبدع أن يتحدث عن نفسه، أعترف لكم بأنني دخلت في عالم الكتابة بالصدفة، فلم أكن أتخيل يوماً أن أكون كاتباً أصلاً». وتطرق علوان السهيمي في الأمسية التي نظّمها نادي تبوك الأدبي حول تجربته مساء الإثنين الماضي إلى مواضيع وقضايا عدة، منها تجربته مع صحيفة الوطن السعودية، وكيف انطلق منها في بداياته ككاتب في صفحة «نقاشات»، إلى أن أصبح محرراً في الصحيفة، بعد ذلك تحدث عن نشر روايته الأولى «الدود»، وكيف كان لمنع الرواية دوراً في انتشار روايته الثانية «الأرض لا تحابي أحداً»، ثم تحدث عن دور والدته في روايته الأولى، إذ قال: «إنني مدين لأمي كثيراً في هذه الرواية، فقد اهتمت كثيراً بي، أثناء كتابتي لروايتي الأولى «الدود»، على رغم أنها لا تجيد القراءة والكتابة». وتوقف عند مسألة نشره لمجموعته القصصية الأولى، وقال «لم أكن أعتبر نفسي قاصاً، لكنني أتراجع الآن عن قناعتي السابقة في ذلك، فأنا روائي وقاص، إذا افترضنا بأن الجنس السردي يُجزأ». وفي ختام كلمته علق السهيمي على نشره لروايته الأخيرة «القار»، ومدى الصعوبة التي واجهته في كتابة هذه الرواية، بقوله: «التاريخ هو المحرك الأساسي لما يكتبه المبدع، حتى لو أنكر ذلك». وفي مداخلة للدكتور موسى العبيدان حول تجربة السهيمي، قال: دعونا نسأل، هل يشترط مدة زمنية لكي ينضج الروائي في كتاباته؟ أم أن امتلاك أدوات القص هي السبب في نضوج التجربة الروائية؟ أعتقد بأن امتلاك السهيمي لأدوات القص هو ما جعله يتجاوز عامل الزمن، ويقطع شوطاً كبيراً في عالم الرواية، على رغم صغر سنه وقصر تجربته». وأضاف حول لغة السهيمي، «إنه يكتب بلغة جامحة وراقية، وتُبيّن حدة الأدب». ثم جاءت مداخلة نائب رئيس نادي تبوك الأدبي الروائي عبدالرحمن العكيمي، إذ قال: «إن روايات علوان السهيمي تمثل اندفاع الشباب، لكنها تحمل لغة جميلة ومدهشة، وحينما ننظر لتجربة السهيمي نجدها متقاربة جداً من تجربة الروائي محمد حسن علوان من حيث صغر النشر، وتقديم المدهش». وسألت الكاتبة نجوى عتوي السهيمي، قائلة: متى يقدم لنا السهيمي رواية نجد فيها شخصيته الحقيقية». وعلّق الصحافي ماجد ناشي العنزي على تجربة السهيمي، بقوله: «إن ما يكتبه السهيمي عبارة عن تمرد واضح على المجتمع، وكل ما نكتبه أصلاً هو عبارة عن تمرد على المجتمع». وجاءت مداخلة الدكتورة عائشة الحكمي، بقولها: «أعرف السهيمي جيداً، لكن ما يحيرني فعلاً، لماذا يشعر دائماً بأنه لم يقدم شيئاً يستحق؟ ولماذا يرفض دائماً أن يفخر بنفسه كونه كاتباً، فغالب حواراتي معه تعطيني صورة بأنه محبط، فنشره لهذه الروايات تعطيه حقاً في أن يفخر، لكنه لا يقول ذلك»، وأضافت: «بخصوص التجربة الإبداعية، لا أدري لماذا تكون المرأة سلبية في كتاباته؟ ببساطة أحياناً، أشعر بأن المرأة لا تعجبه، لكن كمنتج روائي، أعتقد بأنه قام على ثقافة قرائية عالية جداً».