أوضح الروائي علوان السهيمي أنه لا يفتخر بالكتابة، أو منجزاته الثقافية، لأنها لا تعني له شيئا آخر، رغم صدور أربع روايات له (“الدود”، “القار”، “الأرض لا تحابي أحدا”، و”قبلة وأشياء أخرى”). وأكد السهيمي أن من أهم ما يدعم الروائي أو القاص أو المثقف من حيث المكنون اللغوي والفكري هو مجتمعنا المتناقض ما بين المثالية والتمرد. جاء ذلك في أمسية تحدث فيها السهيمي عن تجربته الإبداعية، مساء أمس الأول، في المقهى الثقافي الرمضاني الشبابي، الذي ينظمه نادي أدبي تبوك. ودعا السهيمي الحضور في الأمسية، التي أدارتها نورة شتيوي، عدم تصديق ما يكتبه الروائيون، وعدم أخذ ما يقولونه على محمل الجد، مرجعا السبب في ذلك لأن الروائيين مراوغون. وكان السهيمي قال في بداية الأمسية: “إن أصعب ما يواجه المبدع أن يتحدث عن نفسه”، مضيفا أنه دخل عالم الكتابة صدفة، “فلم أكن أتخيل يوما أن أكون كاتبا أصلا”. وتحدث عن بداياته الصحفية ككاتب في صفحة “نقاشات” في صحيفة “الوطن”، حتى أصبح محررا. كما تحدث عن نشر روايته الأولى “الدود”، وكيف كان لمنع روايته الثانية “الأرض لا تحابي أحداً” دور في انتشارها، قبل أن يتطرق إلى دور والدته في روايته الأولى موضحا أن والدته كانت مهتمة كثيراً به أثناء كتابته الرواية. كما تناول السهيمي مسألة نشره لمجموعته القصصية الأولى، وقال “لم أكن أعد نفسي قاصا، لكنني أتراجع الآن عن قناعتي السابقة في ذلك، فأنا روائي وقاص إذا افترضنا بأن الجنس السردي يجزّأ”. وفي نهاية حديثه علق السهيمي على نشره لروايته الأخيرة “القار”، ومدى الصعوبة التي واجهته في كتابة هذه الرواية، وقال، “التاريخ هو المحرك الأساسي لما يكتبه المبدع، حتى لو أنكر ذلك”. وبعد أن انتهى المحاضر من الحديث، تم فتح باب المداخلات، التي تناول فيها بعض الحاضرين امتلاك السهيمي “لأدوات القص”، وقدرته على الكتابة “بلغة جامحة، وراقية”، وأن ما يكتبه “عبارة عن تمرد واضح على المجتمع”، إضافة إلى الحديث عن رفضه الفخر بنفسه كونه كاتباً.