يتعالى مبنيان كبيران من وسط مستوطنة «غيلو» المقامة على أراضي مدينة القدس الشرقة المطلة على مدينة بيت لحم التاريخية التي شهدت ميلاد السيد المسيح عليه السلام. ويقول أهالي بيت لحم إن هذين المبنيين هما فندقان يقيمهما المستوطنون لجذب السياح الى المستوطنة المطلة على مدينتهم حيث الكنيسة التي ولد فيها السيد المسيح. وأعلنت الحكومة الاسرائيلية أمس أنها ستقر قريباً مشاريع إقامة فنادق في المستوطنات المقامة في الضفة الغربية، خصوصاً حول مدينتي القدسالشرقية وبيت لحم، وذلك للمرة الأولى منذ احتلال الضفة عام 1967. وقال مواطنون في مدينة بيت لحم إن عملية بناء الفنادق بدأت فعلياً في المستوطنات المطلة على المدينة قبل أكثر من عام، وقبل أن تقر الحكومة الاسرائيلية رسمياً هذه المشاريع. وأوضحوا ان المباني المرتفعة الجاري إقامتها في مستوطنات «هار حوما» و «غيلو» و «معاليه ادوميم» وغيرها المطلة على المدينة تهدف الى جذب السياح الأجانب للاقامة في المستوطنات بدلاً من الاقامة في الفنادق العربية في بيت لحم والقدس. وقال رئيس بلدية بيت لحم فكتور بطارسة إن السلطات الاسرائيلية تسعى بهذا المشروع الى خلق بدائل استيطانية للمدن التاريخية المقدسة، مثل القدس وبيت لحم. وأضاف: «الآن ستخاطب اسرائيل السياح الغربيين قائلة: إذا أردتم الاقامة على مقربة من كنيسة المهد في بيت لحم أو القيامة في القدس، يمكنكم الاقامة في فنادق مشرفة على هذه الأماكن الدينية». وأعرب العديد من أهالي بيت لحم عن قلقهم من تسويق المستوطنات للسياحة الخارجية بديلاً للمدينة وغيرها من المدن التاريخية الفلسطينية مثل القدس وأريحا. وأعلنت الحكومة الاسرائيلية أمس انها ستقدم منحاً مالية حكومية لإقامة الفنادق في هذه المستوطنات ضمن مشاريعها الرامية الى دعم وتشجيع السياحة الى الدولة العبرية. وتقيم اسرائيل 15 مستوطنة حول مدينة القدس، في حين يبلغ عدد المستوطنات في الضفة 145 مستوطنة تضاف اليها 125 بؤرة اسيتطانية (مستوطنات صغيرة). وقالت صحيفة «هآرتس» في نبأ نشرته أمس على موقعها على «الانترنت» إن «هذا المشروع من نوعه هو الاول منذ قيام دولة اسرائيل». ودأبت اسرائيل على تقديم منح مالية لمشاريع سياحية داخل «الخط الاخضر»، لكن هذه المرة الاولى التي تعطي فيها منحاً لمشاريع سياحية في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967. وجاء في الخبر المنشور في «هآرتس» أن وزارة السياحة الاسرائيلية قدمت دراسة عام 2007 تضمنت الحاجة لبناء 9500 غرفة فندقية في مدينة القدس بسبب تزايد عدد السائحين القادمين الى المدينة من دول العالم، مضيفة انه بوشر فعليا في بناء 1700 غرفة منذ عام 2010. وأوضحت «هآرتس» ان الهبات المالية ستكون بنسبة 20 في المئة من الاستثمار في البناء، و10 في المئة من الاستثمار في بناء مرافق جاذبة للسياح.