شهدت قرية دهشور جنوبالقاهرة أمس اشتباكات بين مسلمين ومسيحيين أسقطت جرحى وأدت إلى حرق منازل ومتاجر. وأفيد بأن قوات الأمن هجّرت مسيحيين «إلى حين عودة الهدوء»، كما اشتبكت مع مسلمين حاولوا اقتحام كنيسة في القرية. واستنفرت الأجهزة الأمنية أمس للسيطرة على المواجهات المحتدمة منذ مساء أول من أمس. وكانت اشتباكات وقعت قبل أيام بين مسلمين ومسيحيين في قرية دهشور التابعة لمحافظة الجيزة بسبب حرق مسيحي يملك محلاً لكي الملابس قميصاً لزبون مسلم، وهو ما أدى إلى مشادة كلامية استعان فيها كل طرف بأسرته وأصدقائه وتسببت الاشتباكات في سقوط عدد من الجرحى نقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج قبل أن يلقى أحدهم حتفه متأثراً بجروحه. وعادت الصدامات أول من أمس خلال تشييع القتيل، إذ تدافعت جموع من المسلمين لمحاولة اقتحام كنسية مار جرجس في القرية، قبل أن تشتبك قوات الأمن معهم وتطلق وابلاً من قنابل الغاز لتفريقهم، فيما حاولت مجموعة أخرى اقتحام منازل مسيحيين وإضرام النار بها انتقاماً. ووقعت اشتباكات طاردت خلالها الشرطة المهاجمين في شوارع القرية، قبل أن تسيطر على الموقف وتفرض تعزيزات أمنية مكثفة في القرية التي باتت أشبه بثكنة عسكرية. وساد الهدوء الحذر في دهشور أمس تحسباً لتجدد الاشتباكات. وقال مصدر مسيحي من القرية ل «الحياة» إن «قوات الأمن قامت بتهجير أسر قبطية موقتاً من القرية لحين تهدئة الأوضاع واستتباب الأمن»، فيما أكد مصدر أمني ل «الحياة» أن «الاشتباكات تسببت بإصابة مدير المباحث الجنائية في الجيزة العميد محمود فاروق بجرح قطعي بالوجه أسفل العين اليسرى ورئيس قطاع دهشور للأمن المركزي العقيد أسامة إبراهيم بكدمة في اليد اليمنى والرائد طارق عبدالعزيز من قطاع دهشور بكدمة وجرح باليد اليمنى، إضافة إلى إصابة 13 مجنداً وتحطيم 4 متاجر مملوكة لأقباط». ودعا المرشح السابق للرئاسة حمدين صباحي المسلمين والمسيحيين إلى «التوحد والتكاتف لحماية أرواحهم وممتلكاتهم ودور عبادتهم»، مضيفاً أن «الدم المصري حرام». وكتب على صفحته على موقع «تويتر» تعليقًا على ما يجري في دهشور: «رحم الله الشاب معاذ محمد شهيد أحداث دهشور، وهذه الأحداث تؤكد أن مصر في حاجة إلى علاج جاد لتراكم بذور الفتنة وأخذ إجراءات سريعة تؤكد شراكة كل المصريين في وطنهم وترسخ قيم التسامح والعدل والمحبة».