أوقفت أجهزة الأمن المصرية ليل أول من أمس 11 قبطياً وخمسة مسلمين بعد صدامات طائفية وقعت في إحدى قرى محافظة بني سويف (صعيد مصر)، وأسفرت عن إصابة سبعة أشخاص بينهم مسيحيان والباقي مسلمون. وقالت مصادر أمنية ل «الحياة» إن السلطات ألقت القبض على 11 قبطياً وخمسة مسلمين بعد اشتباكات وقعت في قرية جرجس التابعة لمحافظة بني سويف (حوالى 130 كيلومتراً جنوبالقاهرة). وأوضح أن الشرطة سجنت أمس المعتقلين أربعة أيام على ذمة التحقيقات التي تجري معهم إثر اتهامهم ب «التجمهر وإحداث إصابات بأطراف أخرى والتسبب في نشوب فتنة طائفية» وسيعرضون على النيابة اليوم على خلفية تلك التهم. وشهدت قرية جرجس والتي تقطنها غالبية مسيحية عقب صلاة الجمعة أول من أمس اشتباكات طائفية بين مسلمي القرية ومسيحييها، بعد تهجم مجموعة من المسلمين على منزل أحد كهنة كنيستها يدعى الأب سمعان، لاعتقادهم بأنه يدعو المسيحيين إلى الصلاة داخل منزله. وقال شهود «إن مئات المسلمين تجمهروا أمام منزل الأب سمعان عقب صلاة الجمعة وألقوا الحجارة والزجاجات الحارقة على منزله. بعدها وقعت اشتباكات بين المسلمين ومجموعة من أقباط القرية، ما أدى إلى إصابة مسيحيين وخمسة مسلمين نُقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج». وقال أحد سكان القرية ل «الحياة» مفضلاً عدم ذكر اسمه «إن أجهزة الأمن دفعت بتعزيزات من خارج القرية للسيطرة على الموقف، إذ أوقف حوالى 16 من الجانبين». وأشار إلى أن الشرطة فرضت طوقاً أمنياً ومنعت المارة من التحرك في حرية وحظرت الحركة دخولاً وخروجاً من القرية تحسباً لتجدد الاشتباكات. وقالت مصادر طبية ل «الحياة» إن مستشفى القرية استقبل ليل أول من أمس سبعة أشخاص بينهم مسيحي وشقيقته والباقي من المسلمين، متأثرين بجروح وكدمات وحروق تم إجراء الاسعافات الأولية لهم. وخرج من المستشفى أمس أربعة جرحى فيما ظل ثلاثة تحت الرعاية وحالتهم مستقرة. وشهدت محافظة بنى سويف أخيراً أحداث عنف بين المسلمين والأقباط في قرية عزبة بشري بعد قيام عدد من الأقباط بتحويل منزل للصلاة والعبادة كبديل للمنزل الذي يقيم فيه الأب إسحاق قستور كاهن العزبة. وانتقدت قيادات قبطية تلكؤ الدولة في استصدار قانون ينظم بناء دور العبادات في مصر. وقال مستشار بابا الأقباط نجيب جبرائيل ل «الحياة»: «لا نعلم لماذا تتلكأ الدولة في استصدار قانون موحد لبناء دور العبادات في مصر؟ فمن دون هذا القانون ستظل الخلافات على ما هي وستتكرر في المستقبل».