في أعنف منافسة درامية منذ عشرة أعوام، قفزت الدراما السعودية إلى المنافسة مع صناع الدراما العربية التي تتربع على قمتها المسلسلات المصرية. وأظهرت نتائج الاستفتاء على موقع «العربية نت»، الذي أشار فيه 14521 شخصاً إلى طفرة الدراما السعودية هذا العام، التي تمثلت في أكثر من 17 مسلسلاً متنوعاً، تصدرها «سكتم بكتم»، و«من الآخر»، و«كلام الناس»، و«طالع نازل»، و«هشتقه»، لكنها جعلت من المسلسلات الخليجية تحتل المركز الثالث بعد المصرية والسورية، بينما لفت المشاركون في الاستفتاء إلى التميز الواضح الذي ظهرت به الدراما السعودية هذا العام، خصوصاً في تطرقها إلى مواضيع واقعية بنكهة كوميدية، وأشادوا بمستوى الحرية غير المسبوقة في المواضيع التي تناقشها الأعمال السعودية. وترى الناقدة المصرية ماجدة موريس، أن الدراما السعودية هذا العام تعتبر مفاجأة بالنسبة إلى الدراما الخليجية، إذ ظهرت أكثر نضجاً في عدد من أعمالها، مثل مسلسل «من الآخر» الذي تعرضه قناة «دبي»، كما ظهرت أعمال تخترق كثيراً من المحظورات التي كان الاقتراب منها مستحيلاً، كالانتقادات التي حفلت بها الحلقات الأولى من مسلسل «كلام الناس» ضد المسؤولين البيروقراطيين في المملكة. وعلى صعيد الدراما الخليجية، قالت موريس: «حفلت بعدد من القضايا الحساسة والاجتماعية، خصوصاً التي ترصد قضايا المرأة الخليجية، ومن هذه الأعمال التي حظيت بإقبال كبير، المسلسل الكويتي (خوات دنيا) للكاتب محمد الحمادي، والمخرج غافل فاضل، ومن بطولة سعاد عبدالله، وعبير عيسى ومها أبو عوف». وفي السياق ذاته، تباينت مواضيع المسلسل الخليجي «امرأة تبحث عن المغفرة» بين امرأة ضلت الطريق وانتهت إلى السجن، وبين «هجر الحبيب» الذي يدور حول زوج مدمن على الخمر يحوّل حياة زوجته وأسرته إلى جحيم، ومسلسل «كنة الشام وكنات الشامية»، الذي يتناول قضايا المرأة الخليجية ومعاناتها في مجتمعها، من خلال تفاصيل الحياة اليومية لبعض الأزواج، وعالج «مطلقات صغيرات» ظاهرة الطلاق الباكر في المجتمع العربي عموماً والخليجي خصوصاً، إضافة إلى مسلسلات «ساهر الليل.. وطن النهار» الذي يتناول الرومانسية والحب ونظرة المجتمع القاسية، ومسلسل «ريح الشمال 3» ويتناول أيضاً قصة حب رجل مع أرملة، إضافة إلى العمل السعودي «هوامير الصحراء 4»، الذي يناقش قضايا المال والأعمال. وأجمعت استطلاعات الرأي في الأسبوع الأول من رمضان إلى تصدر الدراما المصرية هذا العام واقتناصها أعلى نسب مشاهدة، وهذا ما برره الناقد طارق الشناوي بأن الدراما المصرية شهدت قفزة هذا العام شدت إعجاب المشاهدين بتنوع مواضيعها وغزارة إنتاجها واستفادتها من حال التراجع التي شهدتها الدراما السورية بسبب الأحداث الجارية هناك. وقال: «الدراما المصرية هذا العام تعيش واحداً من أقوى مواسمها في السنوات العشر الأخيرة، إذ استحوذت على الصدارة بأكثر من 50 مسلسلاً متنوعاً بين الدراما السياسية والاجتماعية والكوميدية، وكذلك دراما (الأكشن) و(الجاسوسية)، وبأكبر حشد من نجوم الدراما والسينما المصرية من مختلف الأجيال وبمشاركة ملحوظة من الفنانين العرب». وأضاف أن دراما هذا العام شهدت عودة كبار النجوم إلى الدراما، مثل عادل إمام في مسلسل «فرقة ناجي عطا الله»، ومحمود عبدالعزيز بمسلسل «باب الخلق»، وكذلك باقة متنوعة من الأعمال لكبار النجوم في الدراما والسينما، مثل «الخواجة عبدالقادر» للفنان يحيى الفخراني، و«سلسال الدم» لرياض الخولي وعلا غانم، و«قضية معالي الوزيره» لإلهام شاهين، و«ويأتي النهار» عزت العلايلي وفردوس عبدالحميد، و«عرفه البحر» لنور الشريف وهاله صدقي، و«حارة خمس نجوم» لأحمد عبدالعزيز ومي سليم، و«أخت تريز» لحنان ترك وأحمد عزمي، و«الخفافيش» لمحمود قابيل ودلال عبدالعزيز، و«كيد النسا2» لفيفي عبده ونبيلة عبيد، و«نابليون» لليلى علوي وسوسن بدر وفرح يوسف.