يرى أرشد . ك (هندي الجنسية) أن توقف سالكي الطريق عند ما يشاهدونه، وما يقدمونه من مرطبات وماء بارد أثناء ساعات عمله اليومية في تنظيف جنبات طريق الرياض سدير - القصيم السريع من المخلفات، وقود ومحفز له لأداء عمله الشاق تحت أشعة الشمس الحارقة. ويقضي أرشد ورفاقه من عمال النظافة ست ساعات عمل في وقت الظهيرة، وفي أجواء ملتهبة شديدة الحرارة لا تخلو من العواصف الترابية أحياناً، ما يجعل مهنته - ذات الدخل الضئيل- مهنة شاقة لا يحتملها جسده النحيل. ويستدرك بقوله: «توقف قائدي المركبات عند رؤيتهم لي يعطيني الطاقة من خلال ما أحصل عليه من ماء بارد أو أكل، وأحياناً بعض النقود..»، موضحاً أنه يحصل - من دون طلب منه بحسب تعبيره - على 20 ريالاً يومياً تقريباً. ويبدي (أرشد) رغبته في تغيير فترة عمله التي تتزامن مع وقت الظهيرة في شدة الحر وتقديم وقتها ليكون في الصباح الباكر. وعلق مشرف النظافة في إحدى بلديات محافظات شمال العاصمة الرياض (فضّل عدم نشر اسمه) على توقف قائدي المركبات في الطرق السريعة وداخل المدن، تعاطفاً مع عمال النظافة، وتقديم الأكل والشرب والنقود لهم. وقال في حديث إلى «الحياة»: «إنه على رغم أنها من العادات الحسنة التي حث عليها ديننا الإسلامي فإن كثيراً من العمّال يستغلون الأمر للاستعطاف والكسب المادي على حساب أداء عملهم الأصلي، ما ينعكس سلباً على عملهم»، ناصحاً قائدي المركبات وعابري الطرق بالتوقف عن إعطاء النقود لعمال النظافة والاكتفاء بتقديم الأكل والمشروبات فقط كي لا تتحول المهنة إلى عادة «تسول» نظراً إلى الدخل المغري والذي قد يحصل من خلاله العامل على 300 ريال شهرياً، مؤكداً أنه بذلك المردود سيتراخى عن تأدية عمله المناط به في الشكل المطلوب. وكشف عن أن الحال وصلت ببعض المقيمين إلى ارتداء ملابس عمال النظافة في أوقات فراغهم من عملهم الأصلي، على رغم أنهم لا ينتسبون إلى المهنة أصلاً، فيوجدون لدى أجهزة صرف النقود الآلية وعند الإشارات المرورية وأماكن توقف المركبات بهدف الاستعطاف وكسب المال بغير جهد.