شكر المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية ميت رومني الذي يزور وارسو سعياً الى أصوات الناخبين من أصل بولندي والكاثوليك، بولندا على مساندتها الولاياتالمتحدة في حرب أفغانستان، واعتبر اقتصادها نموذجياً. لكن نقابة «التضامن» نأت عنه، وانتقدت تعاطيه مع العمال الأميركيين. ويختتم رومني في بولندا، جولة شملت بريطانيا وإسرائيل سعى الى أن تبرز مكانته في السياسة الخارجية، لكنها تميّزت بهفواته، اذ شكك في استعدادات بريطانيا لاستضافة الألعاب الأولمبية في لندن، كما أثار غضب الفلسطينيين بعد تأييده اعتبار القدس عاصمة للدولة العبرية. ويسعى رومني في بولندا، الى جذب الناخبين الأميركيين من اصل بولندي والكاثوليكيين في الولاياتالمتحدة، وخصوصاً بعدما اعتبر روسيا «العدو الجيوبوليتيكي الرقم واحد» لأميركا. وتخشى بولندا روسيا، وشككت في سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما ل «إعادة إطلاق» العلاقات معها. ويفضّل البولنديون الجمهوريين على الديموقراطيين في الولاياتالمتحدة، ويُعزى ذلك جزئياً الى إرث الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان الذي أدى دوراً بارزاً في دحر الشيوعية في أوروبا الشرقية. وقال رومني الذي التقى وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي: «نيابة عن مواطنينا، أعرب عن تقدير عميق لاستعدادكم للقتال معنا، وللوقوف معنا، ولتكونوا أصدقاء لنا في أوقات الأزمات والنزاعات العسكرية». وأشار سيكورسكي الى أن «لبولندا علاقات ممتازة مع الولاياتالمتحدة، بصرف النظر عن الحزب الذي يتولى الحكم فيها»، مضيفاً: «نتذكّر المشاعر الدافئة لرونالد ريغان إزاء نقابة التضامن في بولندا، وحقيقة انضمامنا الى الحلف الأطلسي خلال ولاية (الرئيس الأميركي السابق) بيل كلينتون». وحضّ رومني البولنديين على مواصلة طريقهم نحو اقتصاد رأسمالي قوي، والسير نحو «حرية اقتصادية وحكومة مُقلّصة»، بدل «الاستجابة لوعد كاذب في شأن اقتصاد مرتبط بالحكومة». وينتقد المرشح الجمهوري بذلك، خصمه الديموقراطي باراك أوباما. لكن رومني الذي اعتبر بولندا مثالاً اقتصادياً، لم يذكر أنها تعاني من نسبة بطالة تبلغ 12.4 في المئة، في مقابل 8.2 في المئة في الولاياتالمتحدة. فاونيسا و«التضامن» وأعلنت حملة رومني انه يزور وارسو تلبية لدعوة من الرئيس البولندي السابق ليش فاونيسا التي تزعّم سابقاً نقابة «التضامن» التي قاومت النظام الشيوعي. وأعلن فاونيسا مساندته لرومني، مشيراً الى «إعجابه به». وقال: «طريقة تفكيرنا متشابهة وكذلك رؤيانا في اقتراح الحلول في القرن ال21 التي تقوم على القيم وعلى الذين يؤمنون بها. ثمة تشابه بيننا وأقدّره كثيراً وأنا مسرور للقائه». وخاطب المرشح الجمهوري، قائلاً: «أتمنى لك النجاح، لأن هذا النجاح مطلوب للولايات المتحدة وأوروبا والعالم». لكن القيادة الحالية لنقابة «التضامن» نأت عن رومني، مشددة على أنها «لم تشارك في أي شكل، في تنظيم اللقاء ولم تبادر الى دعوته الى بولندا». وأضافت: «أبلغنا أصدقاؤنا الاميركيون في الاتحاد الذي يمثل اكثر من 12 مليون عامل، بالدعم الذي يقدمه رومني للهجمات التي تستهدف نقابات العمال وحقوقهم».