لن يكون صعباً الحكم على المسلسل السوري الجديد «سيت كاز» من باب أن الكوميديا لا يمكن أن تقدم بهذا الشكل الذي تظهر عليه هنا، حتى لو جاءت من طريق ورشة درامية، ووقف خلفها «مستشار» درامي بارز، طالما أنها تراوح في مكانها، ولا تتطور داخلياً لتعكس أشكالاً ومواقف من الحياة نفسها حين تبدو أنها أكثر انغلاقاً على موضوعاتها مما قد تتيحه الأنواع الدرامية الأخرى. ورشة «مداد» التي يديرها ويشرف عليها مخرج العمل، تبدو وكأنها محاولة تدريب للمبتدئين على كتابة هذا النوع الصعب. والحقيقة انه لم يعد سهلاً العمل على إضحاك جمهور من بوابة «العراضات» الشامية والبدوية، من تلك المفارقات التي يمكن تلقفها على طريق السفر الدولي بين بادية الشام والعراق. وما يدعو للاستغراب في العملية كلها هو الحاجة إلى وجود مثل هذه الورشة، وكأن وجودها قد يحل مشكلة الكتابة الدرامية الكوميدية بعدما وجدت نفسها مادة طيعة للتهريج والتكلف الذي لم يعد يمكنه انتزاع الابتسام بسهولة من مشاهدي هذه النوعية من الأعمال. لا يكفي هنا أن تتدافع الأفكار وتتزاحم في رأس «أبو ليلى» (أيمن رضا)، بسبب خلافات حول دور أداه في مسلسل كوميدي في العام الماضي وأثار حفيظة بطل العمل حينئذ سامر المصري («أبو جانتي»)، ما دفع إلى طلاق درامي بينهما، حتى تولد فكرة مسلسل كامل من رحم مسلسل سابق. ففي حين ولد معروف في محطة للبنزين (سيت كاز)، آثر أبو جانتي الاستمرار بمشروعه في أمكنة أخرى ومن غير «عراضات» أبو ليلى التي ظهرت بكثافة في المسلسل الجديد، حتى أنها استغرقت بضع حلقات كاملة تقريباً. و «مداد» هنا قد تعني حبر الكتابة، ولكنها ستظل تراود الكتابة من بعيد، أو من فوق السطح، طالما أنها لم تنزل في أعماق الشخصيات التي ظهرت حتى الآن، وكأن لا شغل لها سوى المرور أمام الكاميرا، وافتعال مواقف كوميدية متتالية. وليس أمام الجمهور المغرر به سوى المتابعة من باب الاستسهال فقط. في إحدى الحلقات تقول النجمة سلاف معمار إنها تشعر بنفسها في مستشفى للمجانين. معمار حضرت لتمثل في مسلسل تلفزيوني من داخل المسلسل نفسه، ولم يكن أمام المخرج البدين ومساعديه الذين يديرون مشاهدها إلا الصراخ والزعيق على جمهرة تقف خلفهم وتمنع عليهم انجاز عملهم، ففي كل مرة تدور فيها الكاميرا يحدث شيء يعكر صفو الممثلة معمار التي تتأفف وتتذمر وتهدد بالانسحاب من عملها إن استمر الوضع على ما هو عليه. بالطبع يمكن الادعاء إلى ما لا نهاية بوجود معوقات تمنع تصوير هذه الحلقة، ولكن «مداد» والقائمين على فكرة المسلسل الجديد، آثروا الانتهاء منها باتصال غامض يهدد ببيع سيت كاز، حينها يصبح مطلوباً من معروف الانت````قال إلى موقف يمنع عملية البيع في حلقة تالية... فما المضحك في هذا؟