أكدت حركة «حماس» أن القائد العام ل «كتائب القسام»، الذراع العسكرية للحركة، محمد الضيف ما زال على قيد الحياة ويواصل قيادة المقاومة بعد تعرضه إلى محاولة اغتيال إسرائيلية، وذلك بعد ساعات قليلة على «انهيار» مفاوضات القاهرة لوقف النار. في الوقت نفسه، توعدت «كتائب القسام» بفرض «حظر تجول» على المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، معلنة «دفن» المبادرة المصرية التي «ولدت ميتة». (للمزيد) وكان محمد الضيف نجا أمس، للمرة الخامسة، من محاولة اغتيال أودت بحياة زوجته وداد وطفله الرضيع علي خلال قصف استهدف منزلاً في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة يعود لعائلة الدلو التي استشهد أربعة من أفرادها في القصف، فيما أصيب 45 آخرون بجروح متفاوتة، عدد منهم في حال الخطر، ما رفع عدد الشهداء أمس إلى 22. وفي كلمة قلبت الطاولة أمام الجميع، أعلن الناطق باسم «كتائب القسام» الملقب ب «أبو عبيدة» أن نتائج مفاوضات القاهرة «لا تلزمنا بأي شيء»، مطالباً الوفد الفلسطيني الموحد «بالانسحاب» منها. واعتبر أن الاحتلال اختلق قضية إطلاق صواريخ من غزة أول من أمس ليبرر خرقه التهدئة وارتكابه هذه «الجريمة» على أمل تسجيل صورة نصر ونهاية للمعركة. وأضاف: «هذه المبادرة (المصرية) ولدت ميتة، واليوم تم قبرها مع الشهيد الطفل علي محمد الضيف». وتابع: «لا عودة لهذا المسار (مفاوضات القاهرة) بعد اليوم، وأي حراك على هذا المسار لا يلزمنا إطلاقاً، ونحب أن نؤكد أن العدو ضيع فرصة ذهبية للوصول إلى اتفاق لوقف النار، بسقف مطالب أدنى مما يجب عليه أن يدفع اليوم بعد جرائمه وفشله». وتلا «أبو عبيدة» خمسة بنود بعدما أكد أنه تم منح الوفد المفاوض «الوقت اللازم وزيادة». وحذر في البند الأول شركات الطيران العالمية «من الوصول إلى مطار بن غوريون، وعليها وقف رحلاتها منه وإليه، ابتداء من الساعة السادسة من صباح اليوم». وشدد، ثانياً، على «منع أي تجمعات كبيرة لجمهور العدو في المديات التي تصلها صواريخ القسام، خصوصاً الحشود في الملاعب في دوري كرة القدم، وغيرها من الأماكن المفتوحة». وقرر ثالثاً «منع سكان ما يسمى غلاف غزة والمدن القريبة من العودة إلى بيوتهم، وعلى من يظل منهم للضرورة البقاء داخل الملاجئ والمناطق المحصنة». وأكد رابعاً أن «كل ما سبق يظل ساري المفعول حتى إشعار رسمي آخر من القائد العام للقسام، وعلى الجميع أن يحذر من تصريحات ووعود قادة العدو غير المسؤولة بهذا الصدد، والتي لا تراعي مصالحهم وأمنهم الشخصي». ميدانيا، ردت «القسام» بقصف تل أبيب بصاروخ من طراز «إم 75»، وسمع صوت صافرات الإنذار قرب مطار بن غوريون، كما أعلنت في وقت سابق أمس أنها أطلقت صاروخين على بئر غاز إسرائيلي على بعد نحو 30 كيلومترا قبالة ساحل غزة، وهو أمر نفته إسرائيل. في هذه الأثناء، أكدت مصر في بيان أنها تواصل اتصالاتها الثنائية مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لحضهما على الالتزام مجددا بوقف النار و»الاستمرار في الانخراط بشكل إيجابي في المفاوضات» بما يفتح الباب «للتوصل إلى اتفاق يضمن الوقف الدائم للنار وتحقيق مصلحة الشعب الفلسطيني، خصوصا في ما يتعلق بفتح المعابر وإعادة الأعمار». وكان الوفد الفلسطيني غادر القاهرة أمس بعد انهيار محادثات التهدئة، والذي عزاه رئيس الوفد عزام الأحمد إلى «عجرفة الوفد الإسرائيلي وتجاهل تسليم الوسيط المصري أي رد على كل الاقترحات المقدمة». وقال إنه فيما كان الوفد الفلسطيني يتفاوض مع الوسيط المصري، أصدر رئيس الحكومة الإسرائيلية تعليماته بمغادرة وفده القاهرة»، مؤكداً أن ذلك يعكس «قراراً مبيتاً بإفشال المفاوضات». وقال إن الاقتراحات الإسرائيلية كانت صغيرة وفرعية تعزز تقسيم الوطن، مشيراً إلى حرص الوفد الإسرائيلي على طرح قضايا أمنية متعددة، أبرزها قضية السلاح. ونفت أوساط سياسية اتهامات بافتعال أزمة لتنهار المفاوضات في القاهرة، لكن صحيفة «يديعوت أحرونوت» قالت نقلاً عن أوساط سياسية إن «إسرائيل لم تكن متحمسة للاتفاق المتبلور»، وأن نتانياهو خشي حقاً من اتفاقٍ لا يستطيع تمريره في الحكومة الأمنية المصغرة، و»عليه أعطى تعليماته للوفد المفاوض بتشديد موقفه». وأضافت أن هذه الأوساط تعتقد أن الأفضل لإسرائيل في الوضع الراهن السعي الى خطوة أحادية الجانب تقوم على «مبدأ الهدوء مقابل الهدوء» وتسهيل الحصار على غزة، «لكن ليس من خلال ترتيب الأمر في اتفاق رسمي». ورأى معلق أن إسرائيل تسعى وراء التقدم باقتراح إلى مجلس الأمن بإصدار قرار على غرار القرار 1701 الذي أوقف الحرب على لبنان عام 2006، و»هكذا تتوقف الحرب على غزة، ويتم التأسيس لإنشاء آليات دولية والذهاب نحو سيرورة طويلة الأمد لتغيير الأوضاع في القطاع على نحو يخدم إسرائيل وحليفاتها، ويعزل حماس ورعاتها». وفي نيويورك، دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خرق وقف النار الإنساني في غزة، وأعرب عن الخيبة البالغة بسبب العودة الى الأعمال القتالية. وذكر الطرفين بضرورة عدم السماح للوضع بالتصعيد، ودعا أطراف المفاوضات الجارية في القاهرة الى العمل بما يلبي التطلعات والتوصل الى تفاهم فوري على وقف دائم للنار يعالج القضايا العالقة في شأن الوضع في غزة. وكان مقرراً أن يبحث الأمين العام الوضع في غزة مع أعضاء مجلس الأمن أمس خلال غداء عمل، في وقت «تنشط الدول الأوروبية في تحرك منسق في نيويورك لطرح مسودة لاتفاق على وقف دائم للنار يتضمن نزع سلاح حماس»، حسب ديبلوماسي مطلع أوضح أن الورقة الأوروبية «تتضمن أيضاً رفع الحصار وفتح المعابر وعودة السلطة إلى قطاع غزة وإيجاد آلية لمراقبة المعابر». وقالت مصادر في الأممالمتحدة إن «التركيز سيستمر على ضرورة تمديد الهدنة الإنسانية في غزة بالتوازي مع دعم الجهود والمفاوضات الجارية في القاهرة للتوصل الى وقف دائم للنار».