اعتبرت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس الأربعاء أن المفاوضات للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في القاهرة بين إسرائيل والفلسطينيين انتهت بعد غارة جوية إسرائيلية قتلت زوجة ونجل قائد الكتائب محمد ضيف.وقال المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة في خطاب متلفز «بعد هذه الأسابيع الطويلة من المفاوضات العبثية وجرائم العدو نقول هذه المبادرة قد ولدت ميتة واليوم تم قبرها مع الشهيد الطفل علي محمد الضيف لذلك على الوفد الفلسطيني الانسحاب فورا من القاهرة». وقالت كتائب القسام بعدما انهارت الهدنة في قطاع غزة إن زوجة محمد الضيف قائد الكتائب وابنه الرضيع قتلا في غارة جوية إسرائيلية على القطاع واصفة إياها بأنها محاولة لاغتيال الضيف. وقال الجيش الإسرائيلي إن الفلسطينيين أطلقوا أكثر من 130 صاروخاً، خاصة على جنوب إسرائيل اعترض بعضها نظام القبة الحديدية. ولم ترد تقارير بسقوط ضحايا على الجانب الإسرائيلي.وقالت مصر، التي تحاول التوسط في وقف لإطلاق النارطويل الأمد عبر محادثات غير مباشرة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إنها ستواصل الاتصالات مع الجانبين، اللذين غادر وفداهما القاهرة بعد انهيار الهدنة الثلاثاء.وقال الجيش الإسرائيلي إنه شن ثمانين غارة جوية على قطاع غزة منذ استئناف القتال الثلاثاء «مستهدفة مواقع إرهابية». وقالت حماس ومسؤولون طبيون إن 19 شخصاً قتلوا في أحدث غارات جوية إسرائيلية بينهم زوجة الضيف وابنه الرضيع البالغ من العمر سبعة شهور. ويعتقد بشكل كبير أن الضيف يدير حملة حماس العسكرية على إسرائيل من مخابئ تحت الأرض. وقال مسؤول من حماس إن الضيف لم يستخدم المنزل المستهدف، الذي انتشلت من تحت أنقاضه أيضاً ثلاث جثث لأفراد من العائلة.وقصفت حماس تل إبيب والقدس بالصواريخ، وقالت إن إسرائيل فتحت على نفسها «باباً إلى الجحيم». ولم تسفر هجمات الصواريخ عن سقوط قتلى، لكنها أظهرت أن حماس ما زال بإمكانها نقل حرب غزة إلى قلب إسرائيل رغم القصف الإسرائيلي العنيف في الصراع المستمر منذ خمسة أسابيع.وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إسحق اهارونوفيتش عضو مجلس الوزراء الأمني المصغر المقرر أن يجتمع في وقت لاحق أمس للصحفيين «سنواصل ضرب قادة حماس». وقال مسؤولون في قطاع الصحة في غزة إن خمسة أطفال قتلوا في غارات جوية منفصلة، وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مسلحين في شمال غزة. وقالت حماس إنها أطلقت صاروخين على منشأة غاز بحرية إسرائيلية تبعد حوالي ثلاثين كيلو متراً عن ساحل غزة، فيما يبدو أنه أول هجوم من نوعه. وقال الجيش الإسرائيلي إنه لم تسقط أي صواريخ على أي منشأة غاز في البحر.وكافح الوسطاء المصريون لإنهاء حرب غزة والتوصل لاتفاق يمهد الطريق أمام دخول مواد إعادة الإعمار إلى القطاع بعد تدمير آلاف المنازل.ويطالب الفلسطينيون برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة وأن تخفف مصر القيود الأمنية على معبر رفح على الحدود مع القطاع. وقال مسؤول فلسطيني كبير في غزة إن النقاط الشائكة في المحادثات هي مطالبة حماس بتشييد ميناء ومطار بينما تريد إسرائيل مناقشة الأمر في وقت لاحق. ودعت إسرائيل إلى نزع سلاح الفصائل الفلسطينية في القطاع. وقالت حماس إن نزع سلاحها ليس خياراً مطروحاً، وأنها ماضية في نضالها المسلح لحين انتهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.