تشير أضواء مستوطنة «معالية أدوميم» ليلاً إلى الامتداد الحقيقي للمستوطنة في قلب الضفة الغربية من مشارف مدينة القدس غرباً وحتى مشارف غور الأردن شرقاً، فاصلة وسط الضفة عن جنوبها. والأمر ذاته في كتلة «آرئيل» الاستيطانية الممتدة من «الخط الأخضر» حتى مشارف غور الأردن فاصلة بين شمال الضفة ووسطها. وفي الأغوار، تمتد كتلة المستوطنات على طول الحدود مع الأردن فاصلة بين الضفة الغربية لنهر الأردن والضفة الشرقية، وهي المملكة الأردنية. وفي طبقة استيطانية أخرى، تفصل مستوطنات «ظهر الجبل»، وهو الاسم الذي يطلق على سلسلة الجبال الشرقية للضفة، بين الأغوار شرقاً وباقي أجزاء الضفة غرباً. وفي الجنوب، تفصل معسكرات الجيش الإسرائيلي محافظة الخليل إلى جزءين من «الخط الأخضر» غرباً إلى آخر نقطة في الشرق. وقال رئيس دائرة الخرائط في جمعية الدراسات الفلسطينية خليل التوفكجي ل «الحياة» إن «توزيع المستوطنات في الضفة هدف إلى تقطيع أوصالها شرقاً وغرباً بحيث يستحيل معها إقامة دولة فلسطينية متصلة الأجزاء، إضافة إلى السيطرة على خطوط المياه الجوفية». وأظهرت تقارير أخيرة أن عدد المستوطنين في الضفة والقدس يتزايد بصورة متسارعة في ظل مطالب الفلسطينيين تجميد الاستيطان ليقترب من المليون في غضون السنوات الأربع المقبلة. وبين أحد التقارير أن عدد المستوطنين تضاعف مرتين خلال السنوات ال12 الماضية. وجاء في التقرير الذي نشرته صحيفة «إسرائيل اليوم» نقلاً عن سجل السكان، أن عدد المستوطنين في الضفة، من دون القدس، ارتفع العام الماضي بأكثر من 15 ألفاً، ووصل إلى أكثر من 350 ألفاً. وأظهر السجل السكاني الإسرائيلي زيادة المستوطنين بنسبة 4.5 في المئة خلال الأشهر ال 12 الأخيرة. وجاء في التقرير أن معظم المستوطنين الجدد انتقل إلى مستوطنات يتوقع كثير من المراقبين إخلاءهم منها في أي اتفاقات سلام مقبلة. وكشف التقرير ارتفاع عدد المستوطنين في القدسالشرقية من 200 ألف إلى 300 ألف منتشرين في 15 مستوطنة وفي عدد من الأحياء الفلسطينية في المدينة، مثل البلدة القديمة وجبل المكبر وراس العمود وسلوان وغيرها. وتوقعت الصحيفة المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ارتفاع عدد المستوطنين إلى مليون خلال السنوات الأربع المقبلة. وقال التوفكجي إن الخطة الإسرائيلية الرامية إلى زرع مليون مستوطن في الضفة هي خطة قديمة وضعت قبل اتفاقات أوسلو وجرى تطبيقها فعلياً بعد اتفاقات السلام المذكورة، معتبراً أن هذه الاتفاقات لم تكن سوى غطاء لعملية تهويد منظمة ومستمرة للأرض الفلسطينية. وأعلنت إسرائيل مطلع العام منح 70 مستوطنة في قلب الضفة صفة «الأفضلية القومية»، وهي الصفة التي يجري وفقها توظيف موارد مالية ضخمة لتنمية هذه المستوطنات. وقال التوفكجي إن تنمية وتطوير مستوطنات كانت إسرائيل أبدت استعداداً في وقت سابق لإخلائها مقابل اتفاق سلام يؤكد أن خيار الدولة الفلسطينية أُسقط تماماً من حسابات الدولة العبرية. ويبلغ عدد المستوطنات في الضفة 145 مستوطنة، يضاف إليها 125 بؤرة استيطانية صغيرة منتشرة قريباً من المستوطنات الكبيرة. ويبلغ عدد مستوطنات القدس 15 مستوطنة. وأعلنت إسرائيل قبل أيام قرار إزالة ثماني قرى في محافظة الخليل. وقال التوفكجي إن الهدف من ذلك هو استكمال فصل محافظة الخليل عبر خط أمني يضم عدداً من المعسكرات والمستوطنات. وتسيطر إسرائيل على 60 في المئة من مساحة الضفة تستغلها في توسيع المستوطنات. وقال الخبير في شؤون الاستيطان الدكتور جاد إسحق إن إسرائيل خصصت 70 في المئة من هذه المنطقة التي تصنف «ج» بموجب اتفاقات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية، للتوسع الاستيطاني ولإقامة المعسكرات والمزارع. وأصاف أن ارتفاع عدد المستوطنين إلى 650 ألفاً يشير بوضوح إلى أن المشروع الاستيطاني التوسعي هو المشروع الرئيس لإسرائيل وليس المفاوضات أو السلام. وأعلنت بلدية القدس العبرية أخيراً فصل نحو مئة ألف من أهالي القدس يعيشون خلف الجدار من ناحية الخدمات. ويرى التوفكجي أن هذا الفصل في الخدمات هو خطوة أخرى على طريق تجريد هؤلاء المواطنين من حقهم في الإقامة في المدينة. وأضاف أن الجدار الإسرائيلي أدى إلى زيادة عدد اليهود على عدد الفلسطينيين في القدسالشرقية، مشيراً إلى أن الجدار أخرج مئة ألف مقدسي إلى خارج المدينة. ويبلغ عدد الفلسطينيين داخل الجدار في القدس 200 ألف، فيما يصل عدد اليهود إلى 300 ألف. ويصل عدد سكان القدس بشقيها الغربي والشرقي إلى 900 ألف، غالبيتهم العظمى من اليهود. فلسطينية تنظر الى الدمار الذي ألحقه قصف إسرائيلي بمنزل عائلة الناشط في «الجهاد» عبدالله حروف في نابلس قبل اعتقاله (أ ف ب)