تتواصل التحركات في صيدا، جنوب لبنان، لإيجاد حل لاعتصام إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير، وتجتمع فاعليات المدينة قبل ظهر اليوم في مقر البلدية، بمن فيها النائب السابق اسامة سعد الذي غاب عن الاجتماع السابق. ويرتقب ان يصدر بيان عن المجتمعين في ظل الدعوة إلى الإضراب العام غداً الاثنين، من قبل جمعية تجار المدينة احتجاجاً على الاعتصام، كما سيشكل المجتمعون لجنة لمتابعة الخطوات المقبلة. وتناول رئيس الجمهورية ميشال سليمان في بعبدا أمس، مع نائب صيدا بهية الحريري التطورات السياسية عموماً والاوضاع في المدينة خصوصاً، في ضوء الوقائع والتحركات الميدانية للفرقاء السياسيين هناك. واعتبر رئيس «كتلة المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة أن «ما يقوم به الشيخ أحمد الأسير يؤدي إلى مزيد من التصادم بين أبناء المدينة»، مشدداً على أن «أبناء صيدا توحدوا بكل أطيافهم السياسية على موقف أن هذا العمل الذي يتصرف به ومن دون موافقة أهل المدينة، يضر بأهلها وباللبنانيين وبعلاقة مدينة صيدا مع محيطها ويؤدي إلى صدامات لا تحمد عقباها وأضرار خطيرة اقتصادياً ومعيشياً»، متمنياً على الأسير ومناصريه «إجراء نوع من المراجعة وجردة حساب». واستكمالاً للجولة التي بدأتها اول من امس على فاعليات صيدا، زارت الحريري راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي حداد الذي قال: «استعرضنا الوضع في صيدا، وتوقفنا عند زيارتها للسيد اسامة سعد وثمنّا هذه الخطوة التي ننتظرها منذ زمن، التلاقي الصيداوي-الصيداوي، أعتقد أن هاتين الشخصيتين تمثلان صيدا بأكبر عدد ممكن من ابنائها وبكل طوائفها ايضاً وحتى يمثلوننا نحن ايضاً». ولفت الى ان «هذه الخطوة أرخت بظلها ارتياحاً كبيراً على المدينة، واليوم بدأنا نشعر بأن هناك تفككاً لهذه العقد التي كانت موجودة الأسبوع الماضي في مدينة صيدا، فمجرد التواصل جعل الشارع مرتاحاً، والانسان يسر بأن يعيش في مدينة لا توجد فيها تشنجات»، متمنياً ان «تأخذ الحكومة في الاعتبار ما حدث وتساهم بدورها بإزالة بعض الشوائب التي تعترض المدينة». وألقت الحريري كلمة في حفل الإفطار التضامني مع المؤسسات والعمال المتضررين من اعتصام الشيخ الأسير وأنصاره مساء امس في مجدليون قالت فيها: «صيدا كلّها اليوم تجتمع على مائدة واحدة. كلّنا يشعر بالمسؤولية الكبرى تجاه وحدة الأسرة الصيداوية وسلامتها واستقرارها لتبقى كما كانت قلب الجنوب المحب والمنفتح والآمن لكلّ ساكنيها ولكلّ عابريها وإنّه لشرف كبير لنا أن نحمل أرث هذه المدينة وقيمها ونسعى دائماً من أجل لمّ الشّمل ووحدة الصّف واحترام الاختلاف والتنوّع». وأضافت: «وجدت في الأيام الماضية حرصاً لدى كلّ أبناء صيدا على تجاوز محنتهم واستعادة دورة حياتهم الطبيعية لما فيه خير لصيدا ولأبنائها وجوارها ولكلّ الجنوب والوطن. ولن ننقطع عن التّواصل مع كلّ القوى السّياسية في المدينة لتجاوز هذه المحنة ونعيد التّواصل والحوار بين هذا النّسيج الوطني المميّز لصيدا وجوارها. وإنّنا معنيون برفع الظلم عن الجميع وأن يكون الجميع بأمنٍ وسلام». ولفتت الى أنّ «هذه المهمة التي نضطلع فيها نحن وكلّ أبناء صيدا تتقدّم لدينا على كلّ ما عداها وإنّنا نقاتل من أجلها ولا نتقاتل عليها وإنّنا نحترم التّنافس الحرّ الديموقراطيّ وتنوّع الآراء من أجل النّهوض بصيدا وجوارها لنقوم بمسؤولياتنا، مع تأكيدنا مرة أخرى لحقّ الاختلاف وتعدّد الآراء والمفاهيم والمبادئ. وإنّنا ننطلق من قول الإمام الشّافعي: رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصّواب فكلّنا بشر نُخطئ ونُصيب». وتوجّهت الحريري «بالتّقدير الكبير أولاً الى كلّ الأخوة المتضررين وأقول لهم انّ ما لحق بكم من ضرر هو أجرٌ محفوظ وإنّه دينٌ في أعناقنا وأعناق صيدا. وأتوجّه بالتّقدير الكبير أيضاً لكلّ الأيادي الممدودة للمساعدة والمؤازرة وتحمل المسؤولية من كلّ صيدا ومن دون استثناء. ولن يخيب أمل أهل صيدا بأهلها ورموزها، ولن يخيب أمل أهل الجنوب بأهل صيدا».