عاد بائعو الخضار والفاكهة في مدينة صيدا (جنوب لبنان) عن اعتصامهم الذي كانوا بدأوه اول من امس، بعد اتفاقهم مع رئيس بلدية المدينة على عودتهم الى اماكن البيع القديمة بدل سوق الخضار المستحدث، في وقت واصل إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ احمد الاسير اعتصامه على المسلك الشرقي لصيدا. وعقد «اللقاء التشاوري الصيداوي» اجتماعاً في مجدليون امس، بدعوة من النائب بهية الحريري وبمشاركة رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة، وتركز البحث على «ضرورة العمل بالتضافر بين جميع والقوى والفاعليات في صيدا والجوار من اجل معالجة هادئة لما تشهده المدينة من تحركات وتشنجات تنعكس سلباً على امنها واقتصادها». وحضر الاجتماع حشد من فاعليات المدينة. وأكدت الحريري ضرورة «تعزيز الوحدة الوطنية التي هي أساس استقرار لبنان وسلامته وسلامة أبنائه، وتقديم المصلحة الوطنية العليا على كل ما عداها من مصالح فئوية وشخصية». وبعد مداخلات المشاركين، وقرر المجتمعون تشكيل وفد يضم رؤساء البلدية وغرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب وجمعية تجار صيدا وضواحيها وممثلين عن المجتمع المدني، للقاء فاعليات المدينة السياسية والروحية. كما تقرر ان يقوم السنيورة بالتواصل مع رئيسي الجمهورية والحكومة للغاية. وأعلن السنيورة بعد الاجتماع انه كان «هناك موقف واضح وصريح اتخذه جميع المجتمعين لجهة تفهم المواقف التي عبر عنها الشيخ الأسير، ولكن في الوقت ذاته، بقدر ما هناك تفهم هناك موقف مختلف جذرياً لجهة الأسلوب الذي اتبع». وانتقد «الإسفاف في الكلام لأنه لا يؤدي الى نتيجة، بل الى مزيد من توتير الأوضاع»، محذراً من ان «تعميم الفوضى مرة ثانية في مدينة صيدا يدفع البعض الآخر الى اعتماد اسلوب السلبية أكان في ما يتعلق بموضوع اعتصام الشيخ الأسير، وندين الأسلوب الذي يعتمده البعض من اجل أن ينزل مجدداً الى السوق، وبالتالي يسهم مرة ثانية في ايجاد فوضى يستغلها البعض في محاولة ايجاد خلاف بين اهل المدينة وبالتالي تصادم»، مؤكداً «رفض عودة العربات الى الأسواق وخلق اشكالات وزحمة سير، خصوصاً بعدما جربنا خلال الأشهر الثلاثة الماضية المنفعة الحقيقية للسوق المستحدث على المدينة». وسئل السنيورة عن المستجدات السياسية، فتمنى الإسراع في نشر الجيش اللبناني شمالاً، «لحماية المواطنين من اعتداءات النظام السوري على الحدود اللبنانية»، ووصف مشروع الموازنة بأنه «مبسط لا يحتوي على رؤية اقتصادية بل على أرقام، ولا نود ان نستعجل الأمور، نود ان ننتظر لنرى ماذا ستقدم الحكومة وبالتالي يكون لنا موقف عند ذلك». وفي مسألة «داتا» الاتصالات، شدد على ان «تقديم حركة الاتصالات الكاملة وليس المجتزأة».واعتبر ان ما جرى في شأن التوسع في التحقيق في جريمة الكويخات «خطوة في الاتجاه الصحيح، وينبغي احالة القضية الى المجلس العدلي». اسامة سعد: ندعم الخطوات الايجابية وزار الوفد لاحقاً، الأمين العام ل «التنظيم الشعبي الناصري» أسامة سعد، الذي اعتبر أن «هناك من يدفع إلى تخريب البلد من خلال رفع وتيرة الشحن المذهبي، وما يحصل من قطع طرق واستفزازات نتيجة منطقية لسنوات من الشحن والتحريض». وانتقد «تحركات تجاوزت من حيث الخطاب والتعبير الخطوط الحمر التي تتمسك بها مدينة صيدا». ودعا «القوى السياسية والأهلية إلى رفع الغطاء عن كل من يسيء إلى ثوابت هذه المدينة في الوحدة الوطنية، وتأمين مصالح الناس وأمنهم واستقرارهم». وقال: «بلدية صيدا وغرفة التجارة وجمعية التجار من المفترض أن تباشر بالقيام بخطوات إيجابية نحو المعالجة، ونحن كقوى سياسية ندعم هذا التوجه».