أنجز رئيس الحكومة المصري المكلّف الدكتور هشام قنديل غالبية تركيبة حكومته المقرر أن تؤدي غداً (السبت) اليمين الدستورية أمام الرئيس محمد مرسي، في وقت من المفترض أن تعلن مؤسسة الرئاسة خلال ساعات عن الفريق الرئاسي الذي سيضم المفكر السياسي القبطي سمير مرقص في منصب «مساعد» الرئيس، في سابقة من نوعها. ويضم الفريق الرئاسي أيضاً باكينام الشرقاوي أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة والناشط اليساري وائل خليل، كما سيتضمن المرشح الرئاسي السابق محمد سليم العوا مساعداً للرئيس لشؤون العدالة الانتقالية والمصالحة، إضافة إلى تعيين كل من ياسر علي متحدثاً باسم رئاسة الجمهورية وأحمد عبدالعاطي مديراً لمكتب الرئيس، والأخيران كانا ضمن الفريق الانتخابي لمرسي. وكشفت مصادر رئاسية أن هناك اتجاهاً إلى تعيين نائبين لرئيس الجمهورية مع توسيع دائرة مستشاري الرئيس لتشمل نواباً للشؤون الخارجية والاقتصادية والتعليم والثقافة والدفاع والأمن القومي. ونفى الناطق باسم الرئاسة الدكتور ياسر علي وجود أي تضارب أو تداخل في الاختصاصات بين الفريق الرئاسي ومساعدي الرئيس الذين تم اختيارهم وبين الحكومة من جانب آخر. وعلى صعيد المشاورات لتشكيلة الحكومة، أوشك رئيس الحكومة المكلف على إنجاز غالبية التركيبة الوزارية. وأكد مصدر عسكري بقاء المشير حسين طنطاوي في منصبه وزيراً للدفاع، لافتاً إلى أن المشير يحترم القانون، وهو ما يحتّم عليه أداء القسم واليمين أمام رئيس الجمهورية، فيما أعلنت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي فايزة أبو النجا أنها لن تستمر في الحكومة الجديدة. وعلمت «الحياة» أمس أن الرئيس مرسي تشاور مع المشير طنطاوي مساء أول من أمس الأربعاء في مقر رئاسة الجمهورية في عدد من الأمور والقضايا التي تخص البلاد، ومنها التشكيل الوزاري، خصوصاً ما يتعلق بمرشح وزارة الدولة للإنتاج الحربي. ونفى الناطق باسم الرئاسة الدكتور ياسر علي وجود خلافات بين الرئاسة والمجلس العسكري بشأن منصب وزير الدفاع. وقال علي: «ما تردد بشأن ترشيح الرئاسة لأحد الشخصيات لمنصب وزير الدفاع واعتراض المجلس الأعلى للقوات المسلحة عليها لا أساس له من الصحة»، داعياً «وسائل الإعلام إلى مراعاة الدقة والموضوعية في تناول الأخبار». وكان المجلس العسكري عقد اجتماعاً طارئاً برئاسة المشير طنطاوي وبحضور نائبه (ما يعرف باسم «المجلس المكبر»)، لبحث المستجدات على الساحة السياسية والأوضاع الراهنة في البلاد. وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة» إن الاجتماع جاء بهدف بحث المتغيرات السياسية التي طرأت على الساحة السياسية في مصر، ومن ضمنها التعديل الوزاري المرتقب. وقال رئيس الوزراء المصري المكلف الدكتور هشام قنديل «إنني لا أنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، ولم أنتمِ طوال حياتي إلى أي حزب سياسي». وأكد أن ملامح التشكيل الوزاري الجديد بدأت تتضح بعدد من الوزارات وأن من المتوقع أن يتم التوصل في شكل نهائي للتشكيل المقترح اليوم الجمعة، على أن يعرضه على الرئيس مرسي. وأشار إلى أن هناك بعض الوزراء الحاليين سيتم تكليفهم في الحكومة الجديدة بعد التأكد من رغبتهم في الاستمرار وقدرتهم على العطاء في الحكومة الجديدة لتنفيذ برنامج الرئيس الانتخابي، بحسب ما ذكرت جريدة «الجمهورية» المصرية. وأضاف قنديل أن أهم سمات الحكومة الجديدة أنها فريق متجانس يستطيع العمل معاً وقادرة على تحقيق أهداف الثورة، لأن الكفاءة هي المعيار الأول لاختيارهم (الوزراء)، وذلك بالاتفاق مع رئيس الجمهورية باعتباره على رأس السلطة التنفيذية. وأشار قنديل، خلال مؤتمر صحافي عقد صباح أمس، قبل ذهابه إلى اجتماع مجلس الوزراء برئاسة الدكتور كمال الجنزوري، إلى أنه يوجد تمثيل للمرأة في التشكيل الجديد خصوصاً أن الكفاءات النسائية موجودة بكثرة في مصر. وحول ملف حوض النيل، أكد قنديل أنه سيحظى باهتمام خلال الفترة المقبلة وسيكون ضمن أهم أولوياته لأنه يتعلق بالأمن القومي. وأضاف أن مرسي كلفه بمهمات عدة أهمها «مهمة القضاء على مشاكل الخبز والمرور والقمامة، مع إعادة الأمن، والاهتمام بقضية مياه النيل». وكان قنديل استقبل حتى ظهر أمس 11 مرشحاً لتولي حقائب وزارية. ومن بين الذين التقاهم الدكتور طارق وفيق الخبير الاقتصادي وأستاذ التخطيط العمراني والمؤشرات ترشحه لحقيبة الإسكان، ومحمد حازم محمد أستاذ الإلكترونيات بكلية الهندسة جامعة القاهرة، ومحمد رشاد أستاذ الطرق والكباري في هندسة القاهرة، ومصطفى مسعد مسؤول ملف التعليم في حملة الرئيس مرسي مرشحاً للتعليم، وحاتم عبداللطيف الأستاذ في كلية الآداب مرشحاً للشؤون الاجتماعية، وعصام خليفة رئيس قطاع المشرف العام على مكتب وزير الري وعلي فهمي طلبة أستاذ النظم والمعلومات في مؤشر إلى ترشحه للاتصالات، والمهندس وائل النادي، والدكتور طارق عبداللطيف أستاذ العمارة في كلية الهندسة، ومحمد يسري أستاذ الهندسة الكيماوية في جامعة القاهرة، إضافة إلى وزير الثقافة السابق محمد عبدالمنعم الصاوي، والقيادي في حزب الحرية والعدالة أسامة سليمان، والدكتور مدحت العقاد أستاذ الاقتصاد في جامعة الزقازيق والمرشح لحقيبة الاستثمار، كما استقبل الدكتور جمال نوارة أمين عام الجامعات والمرشح لحقيبة التعليم العالي.