تراشق أعضاء مجلس الأمن الدولي الاتهامات بالتسبب في فشل المجلس في التحرك في شأن سورية. وفي جلسة لمجلس الأمن خصصت لبحث الوضع في الشرق الأوسط ليلة أول من أمس، قال السفير السعودي في الأممالمتحدة عبدالله المعلمي إن «مذبحتي الحولة والتريمسة وأعمال القتل اليومية لا تترك مجالاً للشك في أن النظام السوري ماض في قتل من يعارضه من الشعب السوري». وأضاف المعلمي، الذي تترأس بلاده المجموعة العربية للشهر الحالي في الأممالمتحدة، أن «ما يشجع النظام على الاستمرار في قتل شعبه عجز مجلس الأمن والمجتمع الدولي عن القيام بعمل حازم لكبحه» مشيراً إلى «عجز مجلس الأمن الأسبوع الماضي عن التوصل إلى قرار». وقال إن من «يدعمون النظام في عمله الإجرامي لا يدركون مغبة هذا الدعم وما ينطوي عليه من مآس ونتائج لن تنسى». وأضاف أن «الدول العربية اتخذت موقفاً حازماً وحثت النظام السوري على الكف عن الخيار الأمني وفقاً لقرارات جامعة الدول العربية التي كانت أساساً للولاية الممنوحة إلى المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي أنان». وأكد المعلمي أنه إزاء «عجز مجلس الأمن عن اتخاذ الخطوات اللازمة قررت الدول العربية التوجه إلى الجمعية العامة لتتولى الجمعية مسؤولياتها». وقال نائب السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة جيفري ديلورانتس إن «مجلس الأمن فشل في الرد على جرائم نظام الأسد بسبب الفيتو من عضوين فيه». وأضاف أن «النظام السوري يفقد السيطرة على أجزاء واسعة من البلاد على نحو متزايد» فيما «المعارضة السورية تسيطر الآن على العديد من النقاط الحدودية مع العراق وتركيا مما يدل على أن نظام الأسد لن يبقى في السلطة». وأكد إن الولاياتالمتحدة ستواصل العمل مع مجموعة «أصدقاء الشعب السوري لزيادة الضغط على النظام ودعم المعارضة وتأمين العون للشعب السوري والمساعدة في التحضير لعملية انتقالية ديموقراطية يقودها السوريون». وأكد ديلورانتس إدانة بلاده قصف القوات العسكرية السورية الأراضي اللبنانية معتبراً أن على «النظام السوري وقف هذه الانتهاكات الصارخة للسيادة اللبنانية». وقال السفير الروسي في الأممالمتحدة فيتالي تشوركين «إن وضعاً يقال فيه للمعارضة - وجزء كبير منها لا يريد أن يسمع كلمة حوار - إنها ستلقى مزيداً من المساعدة، سيؤدي حتماً إلى تصعيد المواجهة ويساهم فيه.» وأضاف «تتبع واشنطن وعدد من العواصم الأخرى مثل هذه السياسة منذ بداية الأزمة السورية مما فاقم الأزمة إلى حد بعيد». واعتبر أن الولاياتالمتحدة «ستتحمل مسؤولية العواقب الوخيمة التي يرجح أن تؤدي إليها مثل هذه الخطوات.» وشدد تشوركين على ضرورة «وقف جميع الأطراف في سورية العنف والانخراط في حوار وطني دون تدخل خارجي ودون شروط مسبقة لتحديد مستقبل البلاد». في موازاة ذلك، قال السفير السوري في الأممالمتحدة بشار الجعفري إن «انتهاكات السيادة السورية من مجموعات إرهابية مسلحة انطلاقاً من داخل الأراضي اللبنانية كثرت في الآونة الأخيرة». وإذ رحب «بالإجراءات التي اتخذتها الجهات اللبنانية الرسمية لمراقبة الحدود ومنع تسلل الإرهابيين وتهريب الأسلحة إلى سورية» فقد أشار إلى «تمويل أطراف سياسيين لبنانيين المجموعات الإرهابية وتسليحها وإيوائها في الأراضي اللبنانية ودفعها إلى سورية للقيام بأنشطة إرهابية». وأضاف أن «الولاياتالمتحدة وفرنسا تزودان المجموعات الإرهابية معدات متطورة تؤدي دوراً كبيراً في تسهيل تنفيذ العمليات الإرهابية في سورية». وقال السفير الإيراني في الأممالمتحدة محمد خزاعي إن الأزمة في سورية «يجب أن تحل عبر حوار وطني وبطريقة سلمية». واعتبر أن «دولاً تبذل جهوداً حثيثة لتعقيد الوضع في سورية من خلال تمويل المجموعات المسلحة وتسليحها». وقال إن «الإرهاب والعنف ضد الأبرياء يجب أن يتوقف وعلى دول المنطقة أن تتعاون لحل الأزمة السورية».