تفاجأ أهالي محافظة الخبر مساء أول من أمس، بانقطاع الكهرباء فيما كان أذان المغرب يعلو من منابر مساجد المدينة. واستمر الانقطاع زهاء خمس ساعات (50 دقيقة بحسب رواية الشركة السعودية للكهرباء). وأبلغ شهود عيان «الحياة» أن الانقطاع «حدث على فترات متقطعة، إذ كانت البداية الانقطاع عن المنازل، وذلك أثناء الإفطار. وعاد الانقطاع لاحقاً، إلا أنه انتقل هذه المرة إلى المحال والمجمعات التجارية والفنادق. وذكر محمد العطوي، وهو أحد العاملين في أحد المتاجر، أن «الانقطاع تسبب في حدوث أضرار تجارية ومادية، أدت إلى عزوف الزبائن عن الشراء»، مبيناً أن هناك «مبان طالها ضرر الانقطاع، وأخرى لم يطلها»، معتبراً شهر رمضان «سوقاً حيوياً بالنسبة للمتاجر والأسواق، والانقطاع يحدث ربكة قوية، وبخاصة أنه يقع للمرة الأولى منذ سنوات». فيما أكد موظف علاقات عامة في أحد الفنادق الشهيرة في الخبر، وقوع الضرر عليهم، مبيناً أن «الانقطاع تكرر في شكل مُربك، ما دفع بعض النزلاء إلى مغادرة الفندق، وإنهاء إقامتهم فيه، فهم لا يعنيهم سبب الانقطاع، بقدر ما يعنيهم الراحة التي جاءوا يطلبونها في الفندق». ويأتي هذا الانقطاع ضمن سلسلة انقطاعات طالت عدداً من المناطق، إذ عاشت محافظات ومدن عدة في المنطقة الشرقية، خلال الأسابيع الماضية، حالات انقطاع للتيار، كان آخرها محافظة حفر الباطن، التي تواصلت فيها الانقطاعات منذ بدء شهر رمضان المبارك، ما فاقم أوضاع الأهالي، في ظل ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات عالية، ما أثار حفيظة الأهالي، ودفعهم إلى التجمهر أمام فرع الشركة. وتفاعلت شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر» مع الحدث، عبر تخصص وسم (هاشتاق) خاص بهذا الانقطاع، عبر فيه المغردون عن استياءهم من الانقطاع المتكرر على مدن المملكة ومحافظاتها، على رغم الوعود المستمرة التي يطلقها مسؤولو الشركة، بعد وقوع الانقطاعات في بداية فصل الصيف في كل سنة. وقال المغرد منصور آل يزيد: «انقطاع الكهرباء تحول إلى أزمة، وجب إيجاد حلول لها، خصوصاً مع تكرار الانقطاع، سواءً بتوفير محطات بديلة أو البحث عن مسببات الانقطاع وإصلاحها، وإن كان انقطاع الكهرباء خارج إرادتهم، يجب أن يتم الاعتذار عنه بعد إصلاحه»، معتبراً تقديم التعويضات للمتضررين «أبسط حقوقهم». بدوره، قال نائب الرئيس للشؤون العامة في الشركة السعودية للكهرباء عبد السلام عبد العزيز اليمني، في تصريح إلى «الحياة»: «إن الانقطاع وقع على 4600 مشترك في أجزاء من محافظة الخبر»، مرجعاً السبب إلى «تعطل في أحد الكيابل». وأضاف أن «الخدمة عادت بعد 50 دقيقة». وهو ما ناقض رواية المشتركين الذين أكدوا أنه استمر 4 ساعات ونصف وأبان اليمني، أن «هذا الانقطاع بحسب المعيار الكهربائي، لا يُعد من الانقطاعات المؤثرة، إذ لم يتجاوز الساعتين». وطالب الأهالي ب «الانضباط في استعمال الكهرباء، واتباع التعليمات والإرشادات، لتفادي أي انقطاع قد يقع مستقبلاً». إلى ذلك، كشف الاتحاد العربي للكهرباء، في تقريره عن العام 2011، أن «الأحمال الكهربائية القصوى المسجلة في المملكة بلغت 48.367 ميغاوات، ما يعادل استهلاك 12 دولة عربية». فيما أعلنت الشركة السعودية للكهرباء يوم الثلثاء الماضي، أن الطلب على الكهرباء في المملكة وصل إلى 50.500 ميغاوات، مسجلاً أحمالاً كهربائية قياسية، وبنسبة زيادة 8.7 في المئة.