نجحت جماعة «الإخوان المسلمين» المصرية في إيصال مرشحها محمد مرسي إلى سدة الرئاسة في البلاد، لكنها تواجه اليوم تحدياً كبيراً يتمثّل في قدرة رئيس الجمهورية على إيجاد حلول للمشكلات الحياتية التي يعاني منها المواطن البسيط. وكانت جماعة «الإخوان» وجدت في السابق وقبل فوز مرسي بالرئاسة في عدم توليها أي مسؤوليات تنفيذية مبرراً للقول إنها ليست مسؤولة عن إيجاد الحلول لهذه الأزمات والمشكلات، حتى إنها ذهبت إلى حد الضغط على المجلس العسكري من أجل تغيير حكومة كمال الجنزوري. لكن الآن وبعد تولي مرسي الرئاسة بات واضحاً أن «الإخوان» يكررون القول إنهم يواجهون ما يمكن وصفه ب «الدولة العميقة» أو الجهاز البيروقراطي الذي تسيطر عليه شخصيات مرتبطة بالنظام السابق، فضلاً عن وجود شبكة متشعبة من المصالح بين ساسة ورجال مال وأعمال كلها مرتبطة بنظام الرئيس السابق حسني مبارك وتسعى إلى «إفشال الثورة»، بحسب ما يقول مؤيدو «الإخوان». والمثير في الأمر أن «الإخوان» ما زالوا يكررون هذا الزعم عن الذين يضعون عقبات في طريقهم، على رغم أن مرسي قادر على تغيير أي قيادة تنفيذية في الدولة بدءاً من رئيس الوزراء وحتى أصغر موظف. ويرى الناطق باسم جماعة «الإخوان المسلمين» الدكتور محمود غزلان أن «هناك من يتطلع إلى إعادة إنتاج النظام البائد لارتباط مصالحه بهذا النظام وهناك من تدفعه كراهيته لتيار معين إلى محاولة إفشاله في الوصول للحكم، وإذا أوصله الشعب تنكّر لإرادة الشعب وسعى إلى الإفساد في الأرض لإسقاط التيار الذي يكرهه». وقال غزلان: «نرى عدداً من المسؤولين الرسميين والموظفين الحكوميين، إضافة إلى بقايا النظام السابق يعوقون برنامج المئة يوم الذي وضعه الرئيس لإقرار الأمن وتحقيق النظافة وتوفير الخبز والوقود»، متهماً قيادات حكومية بتعمد «زعزعة الأمن في بعض المحافظات بإطلاق البلطجية وقطع الطرق، ونشر القمامة في كل مكان حتى في الأحياء الراقية من القاهرة». ووصل غزلان إلى حد اعتبار الأزمات التي يعانيها المواطن في شهر رمضان من قطع للكهرباء والمياه ونقص في البنزين والسولار بأنها «أزمات مفتعلة» و «تخريب للوطن وإيذاء الناس»، متسائلاً: «هل هذا من شرف الخصومة السياسية، وهل الديموقراطية تبيح هذه الجرائم؟». وفي السياق ذاته، اتهمت جماعة «الإخوان» محافظ الإسكندرية الدكتور أسامة الفولي بعرقلة مشروع الرئيس للمئة يوم الأولى. وقال المكتب الإداري للجماعة في المحافظة في بيان إن المحافظ يعرقل «مشروع توزيع الخبز على المنازل الذي يمثل جانباً من مساعي حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية للجماعة، لدعم مشروع المئة يوم». وكثَّفت جماعة «الإخوان»، في غضون ذلك، من دعايتها وحشدها لإنجاح حملة «وطن نظيف ليس فيه قمامة» التي دعا إليها الرئيس محمد مرسي غداً وبعد غد التي ستمثل اختباراً لمبادرته في شأن تفعيل المشاركة الشعبية في تنظيف الشوارع وتحقيق خطته للمئة يوم الأولى من توليه الرئاسة. وعقدت المكاتب الإدارية للجماعة وكذلك مكاتب حزبها في المحافظات والمدن اجتماعات مكثفة لتأمين مشاركة واسعة من أنصارها وآخرين في هذه المبادرة من أجل إنجاحها.