يلتقي الرئيس المصري محمد مرسي اليوم الأحد مساعد وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز الذي يُقدِّم له رسالة من الرئيس باراك أوباما، وذلك قبل نحو أسبوع من زيارة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون للقاهرة. ومن المقرر أن يتوجه مرسي السبت المقبل إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا حيث يرأس وفد بلاده في القمة الأفريقية العادية التاسعة عشرة المقرر عقدها في 15 و16 الشهر الجاري، لتكون أول محفل أفريقي يلتقي فيه الرئيس المصري بالرؤساء الأفارقة. ومن المتوقع أن تكون القمة الأفريقية تدشيناً لانخراط مصر في التعاون مع دول أفريقيا، كما سيكون ملف مياه النيل أولوية لمحادثاته مع نظرائه الأفارقة. ويأتي ذلك في وقت بات واضحاً أن تسمية رئيس للحكومة المصرية الجديدة يمر بمخاض عسير في ظل خلافات بين القوى السياسية على الأسماء المطروحة، وانشغال مرسي بترتيبات حكمه. وعلمت «الحياة» أن اتجاهاً لدى مؤسسة الرئاسة بالإبقاء على حكومة الدكتور كمال الجنزوري لثلاثة أشهر مقبلة، وذلك لإنهاء ملفات كانت قد فتحتها قبل تولي مرسي سدة الحكم، وفي مقدمها قرض صندوق النقد الدولي. وقال مصدر مسؤول إن الرئيس المصري يسعى إلى اختيار شخصية «توافقية» لتولي رئاسة الحكومة الجديدة، وأقرَّ بعدم تعجل مرسي في تسمية الحكومة الجديدة، وما يعنيه بشكل أساسي اختيار شخصية تحظى بالتوافق من كافة القوى والتيارات السياسية، بهدف ضمان النجاح لها، وأشار المصدر ل «الحياة» إلى أن أموراً عدة دفعت الرئيس الجديد مرسي إلى إرجاء تشكيل الحكومة، بدءاً من عدم التوصل إلى اسم لرئيس الحكومة في ظل رفض قوى وتيارات سياسية فاعلة لأسماء تم طرحها عبر وسائل الإعلام، إضافة إلى انشغال الرئيس بتشكيل مؤسسة الرئاسة وعلى رأسها اختيار نوابه. ولفت إلى أن مرسي يسعى إلى توافق سياسي حيال حكومته وطاقم فريقه الرئاسي. وقال المصدر إن مرسي وجَّه رئيس حكومة تسيير الأعمال الدكتور كمال الجنزوري والمحافظين بالاستمرار في العمل لحين تشكيل الحكومة وإجراء حركة تعيينات المحافظين الجدد. ويلتقي الرئيس المصري اليوم الأحد مساعد وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، وليام بيرنز، الذي وصل إلى القاهرة مساء أول من أمس، ويحمل معه رسالة من الرئيس باراك أوباما إلى نظيرة المصري. وأكدت السفارة الأميركية في القاهرة أن بيرنز سيلتقي الرئيس مرسي لبحث آخر التطورات على الساحتين المصرية والعربية بوجه عام، بهدف تعزيز سبل التعاون بين البلدين. ولم تكشف السفارة فحوى رسالة باراك أوباما للرئيس المصري. والتقى بيرنز أمس رئيس جهاز الاستخبارات المصري مراد موافي، كما التقى عدداً من الشخصيات العامة والحقوقيين. في غضون ذلك، عقد مجلس شورى جماعة «الإخوان المسلمين» أمس اجتماعاً طارئاً ركز على مناقشة دعم أعضاء الجماعة في المحافظات للبرنامج الرئاسي لمرسي، كما تطرق إلى بحث رؤية الجماعة في تشكيلة الحكومة الجديدة، والاستعداد لانتخابات المحليات والبرلمان المقبلة. وأكد الناطق باسم «الإخوان المسلمين» الدكتور محمود غزلان ضرورة مشاركة قوى المجتمع المدني والهيئات غير الحكومية في مساعدة الحكومة لتنفيذ المحاور الرئيسة لبرنامج الرئيس، وذلك لأنها تتضمن مشكلات تستدعي مشاركة مجتمعية كاملة. كما أكد أن مجلس شورى الإخوان بحث في اجتماعه السبل التي يمكن أن تساهم بها جماعة «الإخوان المسلمين» في دعم تنفيذ وعود الرئيس خلال ال 100 يوم الأولى من رئاسته، لافتاً إلى أن جماعة الإخوان «تسعى جاهدة للمساهمة في إيجاد حلول لأزمات الشارع المصري على أتم سرعة». كما أشار إلى ضرورة المساهمة الشعبية الفعالة في انجاح الرئيس الجديد للبلاد. من جانبها، كشفت مصادر قيادية في الإخوان أن الجماعة وضعت خطة لدعم الرئيس المصري في أول 100 يوم من رئاسته للبلاد، لتمكينه من حل الأزمات الخمس التي وعد بحلها خلال تلك الفترة وهي: المرور، والنظافة، ورغيف الخبز، والوقود، والأمن. وأوضحت ل «الحياة» إن الخطة تتضمن مسارات محددة لدعم الآليات التي سيقوم بها مرسي لتنفيذ ما جاء في مشروعه الرئاسي في مقدمها العمل على تفعيل ما يعرف باللجان الشعبية في مختلف قرى ومدن ومحافظات مصر للمساهمة في حلِّ المشكلات التي تمس المواطنين بشكل مباشر مثل أزمة «الغاز والسولار»، ومواجهة محاولات تهريبه وبيعه في السوق السوداء، كما ستعمل على حصر الأزمات التي تواجه الجماهير. وعلى صعيد مستقبل شباب الثورة في الفترة المقبلة، أعلنت الحركات والأحزاب المكونة ل «ائتلاف شباب الثورة» حل الائتلاف نهائياً وذلك للانضمام إلى أشكال مختلفة من التنسيق بعد انتفاء الأسباب التي تشكل من أجلها الإئتلاف. وقالت عضو الائتلاف سالي توما في مؤتمر صحافي أمس: «ليس معنى حلّ الائتلاف نهاية المجموعات المكونة له، بل هو بداية جديدة لتغيير آليات العمل في الشارع». وسرد عضو الائتلاف ناصر عبدالحميد إنجازات الائتلاف منذ بدء تشكيله حتى حلِّه، قائلاً: «إيماناً منا بأن كل تجربة يجب أن تتوقف، وأنه يجب على كل كيان سياسي شفاف أن يقدم كشف حساب له، وهذا ما لم يحدث من قبل». وأضاف عبدالحميد: «إن الائتلاف تم تكوينه قبل الثورة، وتم الإعلان عنه خلال الثورة وتكوّن من حركات مجموعات «6 أبريل»، وحملة دعم البرادعي، وشباب «الإخوان المسلمين»، وشباب حزب «الجبهة»، و «شباب من أجل العدالة والحرية»، و3 مستقلين هم ناصر عبدالحميد، وسالي توما، وعبدالرحمن فارس». وقدَّم عبدالحميد كل ما قام به الائتلاف من مقابلات واجتماعات على مدار سنة ونصف سنة مشيراً إلى مقابلتين مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة والاستخبارات العامة بقيادة اللواء مراد موافي ورئيس الوزراء السابق عصام شرف. وأكد أن الائتلاف فشل في أمور ونجح في أخرى. وأقر بأن الائتلاف انغلق على نفسه وضم مجموعات انقسمت على بعضها في انتخابات البرلمان السابقة. وقرأ عضو الائتلاف باسم كامل رسالة من حمدين صباحي المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، أشاد فيه بالدور الذي قام به الائتلاف قبل حلِّه. وقال صباحي في رسالته: «اليوم وأنتم تضعون كلمة النهاية (لائتلافكم) لا أملك إلا أن أتوجه لكم في ما قدمتموه للثورة بالفخر والشكر، وأنكم تستحقون أجر المجتهد حتى في ما أخطأتم فيه». كما بعث المرشح السابق للرئاسة عبدالمنعم أبو الفتوح، وكيل مؤسسي حزب «مصر القوية»، برسالة أخرى شكرهم فيها وأثنى على ما قدمه الإئتلاف في الفترة السابقة. واتهم عضو حركة «شباب من أجل العدالة والحرية والائتلاف»، خالد سيد، التيار الإسلامي والمجلس الأعلى للقوات المسلحة بالهجوم على الثورة ومحاولة إجهاضها، وسرد خلال المؤتمر تواريخ مهمة بداية من الاستفتاء الدستوري حتى انتخابات الرئاسة. أما زياد العليمي، عضو الائتلاف عن حملة دعم البرادعي وعضو مجلس الشعب المنحل، فقال إنهم أعلنوا بعد تنحي الرئيس السابق حسني مبارك يوم 12 شباط (فبراير) أنه سيتم حلّ الائتلاف بعد انتخاب رئيس جديد للبلاد، مشيراً إلى ضرورة إفساح المجال أمام أشكال أخرى من التنسيق مثل العمل في إطار أحزاب أو حركات جديدة.